أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سامي العباس - بين حنا مينه وأورهان باموق














المزيد.....

بين حنا مينه وأورهان باموق


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الكلمة التي القاها الروائي التركي اورهان باموق في حفل تسلمه جائزة نوبل , قال : "توفي أبي في ديسمبر 2002.اليوم ، بينما أقف هنا أمام الأكاديمية السويدية والأعضاء البارزين الذين منحوني هذه الجائزة العظيمة ـ هذا الشرف العظيم ـ وضيوفهم البارزين، أتمني، بحرارة، لو كان بيننا"... وفي بوح يخلط بين السخرية والمرارة الموجعة للقلب, يوصي روائينا حنا مينه , الذي تتلمذنا على يديه: أسلوبية في التفكير و الكتابة , وانحيازاً سسيولوجياً للفقراء يكاد يحولهم إلى أيقونة :«ليس لي أهل لأن أهلي جميعاً لم يعرفوا مَن أنا في حياتي».
وصية شيخ الرواية السورية شهادة وغصة معاً. يتقاسمها معظم المبدعين الكبارالطالعين من منابت فقيرة ..إذ تنتصب بينهم وبين أحبائهم هوة يصعب جسرها ..وفي هذا رائز إيجابي لجهة التطور الإجتماعي . فالتفاوت الطبقي لايختصر الحكاية .بل تتعداه إلى ما فعله التعليم الحديث من تفاوت ثقافي بين الأجيال .فقبله ولقرون خلت , تطابقت الأجيال كما الحافر على الحافر ..
لقد حفرالتعليم الحديث –لأول مرة - فجوة بين الأجيال العربية التي فاتها, وتلك التي أنتفعت به .فتغيرت لدى الأخيرة حساسيتها حيال العالم . وتشوشت قنوات إتصالها بالبيئة الأهلية ..لا أحدا ممن نال حظاً من التعليم الحديث في العالم العربي لم يجرب هذا الألم .ألم الاغتراب, ومصاعب التنفس داخل فقاعته البيئية ..وفي هذا الإطار تعمل الدراما التلفزيونية العربية كباريمتر يقيس منسوب الحداثة العقلية داخل فضائنا العربي المنتفخ بمكونين ثقافيين :
- مكتوب راكمته , الثقافة"اليهمسلامية " المتعالمة بتعبير محمد أركون.
- شفهي خاض مع المكون الأول , صراع البقاء ..
تشتد وطأة الغربة ,والعجز عن النهوض بالشق المعنوي من أعباء القرابة عند من منحته الحياة فرصة أكبر للتمايز .كحالة الروائي حنا مينه . تصبح علاقات القرابة- كأنفاق حفرتها الطبيعة - لتمرير السامي والجميل مما تواضعت عليه الجماعة كرأسمال رمزي - مسدودة ً من الطرفين .
يقول أورهان باموق: " كان لأبي مكتبة كبيرة ، ففي شبابه ، في نهايات الأربعينات ، أراد أن يكون شاعرا اسطنبوليا، وترجم فاليري إلي التركية، لكنه لم يرد أن يعيش تلك الحياة التي تأتي مع كتابة الشعر في بلد فقير به القليل من القراء. كان جدي لأبي رجل أعمال ثرياً, فعاش أبي حياة رخية في طفولته وسنين شبابه الأولي،".. لانجد ما يشبه ذلك في طفولة حنا مينه المبثوثة في تضاعيف رواياته:الشمس في يوم غائم .والمستنقع ..الخ.. .بل نجد الفقر وبقية متعلقاته تعبق كغيمة من الروائح تخصص بها أدب المدرسة الواقعية الإشتراكية ..
إلاأن خيطاً مشتركا يلضم الروائيين :مينه, وباموق ,نلقط طرفه في كلمة الأخير عندما تسلّم الجائزة. والتي نشرتها الصحافة العربية تحت عنوان حقيبة أبي: "إن سر الكتابة ـ في رأيي ـ ليس في الإلهام الذي لا يعرف أحد من أين يمكن أن يأتي، بل في العناد والصبر. يبدو لي ذلك التعبير التركي الجميل، « أن تحفر بئرا بإبرة»، وكأنه وجد ليصف عمل الكاتب...... ففي روايتي :إسمي الأحمر,تحدثت عن فناني المنمنمات الفرس القدماء الذين رسموا الحصان نفسه بتفان وإخلاص، طيلة سنوات، فحفظوه عن ظهر قلب، حتى باتوا قادرين على رسم حصان جميل وعيونهم مغمضة".
نعم يحفر الكاتب بئراً بإبرة. زوادته في هذه المشقة ,الأمل في أن يرى زحاماً على البئر ..هل هي غصة حنا مينه لوحده ؟



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتحة أمي
- صرما لوجيا: عينة سريرية من جائحة عامة
- في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث
- حاجات الشعر
- رسائل وتعليقات على مقالات لزياد الرحباني في جريدة الأخبار ال ...
- ذكريات من ظهر البيدر
- حكايات عن المقاومة :لسناء محيدلي وحميدة الطاهر ..وبقية الشهد ...
- إلهام منصور والأسئلة الممنوعة
- دعوني
- ديك ليبرالي يصدح فوق مزبلة طائفية
- النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة
- عمق التأثيرات الإسرائيلية على جدلية المحيط العربي
- نقاش حر
- َغرفة من التصوف الإسلامي
- حجاب باتجاهين
- من إغتيال الحريري الى اغتيال مغنية الوجه والقفى لإستراتيجية ...
- التكفير في التجربة الإسلامية
- حجاب باتجاهين -2-2
- القاموس المزدوج
- التموضع خلف وجهين لإشكالية واحدة اللعبة المفضلة للراديكاليات ...


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سامي العباس - بين حنا مينه وأورهان باموق