أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - طريق القدس يمر من اربيل














المزيد.....

طريق القدس يمر من اربيل


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اعلن صدام حسين ان طريق القدس يمر من طهران، نجح في استيعاب الفئة الاوسع من الشارع العراقي، فاللعب على وتر العدو الخارجي يمكن ان يسوق الملايين الى اتون حرب، ولثمانية اعوام متتالية، اي حتى الرمق الاخير، دونما اعتراض.

انذاك كان الخميني، على الجانب الاخر، يرفع شعار "طريق القدس يمر من كربلاء"، وهو ايضا، وهذه ليست مفارقة، نجح في تجييش السواد الاعظم من الايرانيين، وجرهم الى الحرب، وهم الممنونين!
فصناعة العدو هو جزء من فن البقاء في السلطة، وهو الطريق الاقصر لتعبئة الجماهير وكسب قلوب واصوات الطبقة الوسطى، خصوصا في البلدان التي ترتفع فيها نسبة الامية الى ما فوق الحزام.
الحكومة العراقية اليوم، وبعد خمسة سنوات من تجربة التسلط، قد وصلت الى درجة من النضج بحيث بدأت تعامل شعبها بحرفنة، و"استادية"، ليست اقل نضجا وخبرة من تعامل نظام البعث في العراق، او الاسلامي، في ايران.

عرفت الحكومة العراقية كيف تقود الجماهير خلف شعارات "طريق القدس"، وللدليل فقد خرجت مظاهرات التأييد لشخص المالكي قبل يومين في عموم المدن الجنوبية. بنفس الثيمة والعزيمة التي كانت تردح بها الجموع لدولة البعث، ورئيسها سابقا.

ولان العراق اليوم اضعف من ان يجد عدوا خارجيا، فلا يستطيع ان يقف ندا لايران، فاعتبرها صديقة الطائفة، ولا في وارد المواجهة مع سوريا، او حتى الكويت، كما ان القضية الفلسطينية قد استهلكت اعلاميا، للحد الذي لم يعد من المستساغ اجترارها، فلم يتبقى ثمة عدو سوى "كردستان" عدوة الله كما يقال عنها في الجنوب.

صحيح ان الشعارات هذه، مهما برقت ونمقت، على شاكلة طريق القدس لم تستطيع خداع المثقفين ولا المقربين من السلطه، لكنها كانت ناجحة على الدوام في جر السواد الاعظم من الشعب ليتم تحييدهم طبقيا واستخدامهم وقودا لصيانة السلطة.

بدأ التصعيد ضد الاكراد مع تولي حسين الشهرستاني وزارة النفط، فقد دشن شعارات الوطنية بحجة ان الاكراد يبيعون نفط المواطن العراقي، رغم ان كردستان لم تبيع قطرة نفط الى اليوم.
ثم حرك المالكي وحدات من الجيش العراقي الى المناطق الكردية في خانقين والسعدية بحجة حمايتها من الارهاب رغم انها كانت المنطقة الوحيدة الامنة في ديالى. بعد ذلك القى المالكي والنائب النجيفي التهمة على القوات الكردية في جريمة تهجير المسيحيين من الموصل، دون ادلة، وقد لعب المالكي دورا غير حميدا عن طريق عدم الكشف عن هوية الجناة الحقيقيين لكي يلصق التهمة بالاكراد، بما يخدم شعار طريق القدس.

مؤخرا بلغ التصعيد مديات خطيرا، على حلبة الاعلام طبعا، حيث اخذ السيد المالكي يرفع وتيرة الاصطدام، ثم التعبئة بالمظاهرات في مدن الجنوب ضد شخص مسعود البارزاني، لمجرد انه ابدى امتعاضه من اعادة الحياة لتشكيلات "اسناد" الجحوش في منطقة كردستان.

وبعد ان كان رصيد المالكي المتوقع في الانتخابات القادمة معدوما على الساحة الشيعية، امام منافسين كالمجلس الاعلى، تيار الاصلاح، الصدريين..الخ، فانه اليوم قد سحب قليلا من البساط بعد ان رفع شعار "طريق القدس يمر من اربيل". ولا ادعي ان الرجل يستخف بمصير الجماهير، ولكنني اجزم بانه قد تعلم، على الاقل، استخدام الشعارات السياسية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - طريق القدس يمر من اربيل