|
اليس حجب وسائل الاعلام التقدمية دليل على خوف و تخلف السلطات؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 08:57
المحور:
الصحافة والاعلام
لقد سمعنا كثيرا عن حجب هذه الصحيفة او تلك و ذاك الموقع الالكتروني او ذاك عن الصدور في هذه الدولة او تلك، و قد ثار هذا الاجراء الغضب و العنفوان في دماء من كان مهتما بمستقبل المجتمع لانه يهتم بصون الثقافة و العلم من اي تلف او تعدي على ايدي اي كان و حتى الدول المتسلطة على رقاب الشعوب ،و هو المخلص في فكره للتقدمية و العلمانية و يريد انتشال حال الثقافة المزرية في الدول المستبدة المتخلفة من براثن من هو جاثم على رقاب الشعب بشكل عام و النخبة المثقفة بشكل خاص . و لاي مواطن حق في اتخاذ الموقف و الانفعال ، بالاخص من يسهر على تقديم ما هو الافضل لأمته و للانسانية جمعاء في ساحة تتميز بالحرية و يضحي بكل ما يملك لحمايتها باقلام و امكانيات و هو من اولي النصيب الوافر من المقدرة على توفير تلك الحماية و ادامتها و هي الكفيل لبقائه كسور منيع لحفظ المنجزات من ان تمسه ايدي المصلحيين و المتخلفين . و هو الحريص على صون ما اقدمت اليه الشعوب و حصلت على الحرية و في ظلها انجزت ما توفر الطريق و الساحة كوسيلة و آلية تقدمية لمستقبل البشرية ، و منها وسائل الاعلام ، فلولا الايدي و الاسباب المفضية الى نشاتها والتاثيرات التي خلقتها و السياقات التي انساقت اليها عن طريق مؤثراتها و هي من صنع تلك الايادي البريئة التي لا تقف ساكنة في توجيه ما يهم التقدمية و ما في خدمة المجتمع ، وكم هي جلية مؤثرة على حياة الشعوب كمحصلة ، فبوركت كل يد خطت فيما يعتبر بحق من العناصر و الركائز الاساسية لتطور المجتمع في ظروف صعبة يصعب خوض خضمها لما لها العلاقة بالشعب و السلطة و انواعها ،و هو السبب لما ما هو عليه الانسانية من حياة حرة كريمة في كثير من بقاع العالم . و بالطبع هنا يتوضح لدينا الفروقات بين السلطات و كينونتها و نظرتها الى الحياة والعلم و التقدم وكل ما يخص الانسانية ، و لم نسمع ما هو مشابه من هذه الاقدامات في دول ديموقراطية صاحبة سلطات ممثلة للشعوب واثقة من نفسها شفافة نزيهة مهتمة بحياة افراد المجتمع و مستقبلها اكثر من حرصها على المصالح الحزبية الشخصية ، سلطة نابعة من ارادة شعبها معبرة عن امالها مضحية من اجل مستقبل اجيالها ، ان هذه الافعال و التصرفات المعيقة لسير قافلة التقدم و الانسانية حتما من صنع و تفكير حكومة و سلطة طارئة و مسيطرة على رقاب شعبها ، اما ملكية او جمهملكية او جاءت وريثة لنتاج انقلاب او وريثة املاك و ممتلكات دولة تتلاعب في مصير شعبها و سارقة لما يستحقه من وارداتها التي هي امانة لجميع افراد الشعب و الحكومة ليست جديرة بحملها و تسرقها في وضح النهار. و ان كانت هذه الحكومات قد جاءت الى سدة الحكم في ظروف طارئة او في مرحلة من الزمكان التي اتسمت بتقبل هذه الانواع من السلطات ، فاليوم تغيرت الاوضاع و دخلت في الساحة ما تكشف المستور من الافعال و الاقوال التي تضر بالشعوب من اجل حفنة صغيرة ، و تهتم بالامور ما هي ابعد ما يقال من ان تكون في ما يفكر فيه الشعب ، فان كانت السلطة من حكومة طارئة لدولة منغلقة على نفسها و تجثم على رقاب شعبها مغتصبا لكافة حقوقها ، فهي غير مهتمة بما يصول و يجول في العالم ، من الطبيعي ان تخاف من شعبها ان كانت هي السبب في بقاء حالها المزري على ما هي عليه ، و بدون شك تخاف من الشفافية لانها لو طبقتها ستكشف ما هو المعفن المغطى و تكشف السلبيات و تنطلق الزفرات . ان كانت حكومة و سلطة قائمة على المحسوبية و المنسوبية ، حكومة الحزب القائد او حكومة الملك المفتى او حكومة جاءت من الغيب و لم تفرزها العملية الديموقراطية ، من شانها العمل على المحافظة على بقائها و من دون النظر الى وسائل تقدم شعبها و باية وسيلة دون رادع لتصرفاتها القامعة للشعوب. هذه الحكومات ليس من الغريب ان تحجب اية وسيلة اعلامية ثقافية علمية تقدمية التي تفكر هي انها تهز عرشها و تقدم ما يفتح الصدور و توسع الساحة للتحليل و التقييم و تكشف ما هية اية سلطة الى الشعوب ، فهي اصلا لا تهتم بحياة الشعب و ما يخصه فكيف به ان تلتفت الى اية وسيلة لخدمته. ما يستعجب منه المثقفون ، ان هناك من السلطات التي تدعي العلمانية و التقدمية و الديموقراطية و تلجا الى ما لا يمكن تصديقه ، وتستخدم كافة المفردات و المفاهيم الانسانية لفظا و تضليلا للشعوب ، و هذه السلطات التقليدية التي تسيطر على الاكثرية المطلقة من بلدان الشرق الاوسط مع الاختلافات البسيطة في شكلها و ليس في الجوهر ابدا ، و يتبعون نفس الطرق و الوسائل لكتم الافواه و بعدة آليات متنوعة و الهدف واحد. الغريب ان تلجا الدولة او حكومة تسلطية الى وسيلة اعلامية او ثقافية مضللة، و تحجب اخرى نابعة من الاعمال و المفاهيم المهتمة بالعلم و المعرفة و الحرية و التقدمية ، و تستخدم سلاحا و بمظاهر و شكل تقدمي و بجوهر تضليلي تخلفي لا يهمها الا مصالح الاسياد على حساب العباد. هنا لابد ان نذكر ان الديموقراطية و العلمانية و المدنية و المجتمع الحديث يفرض على الملمين بمستقبل الاجيال العمل بكل اصرار و بارادة قوية من اجل توفير الوسائل العامة و من ضمنها الاعلامية من اجل الحرية و الشفافية و ضمان العدالة الاجتماعية لجميع فئات الشعب . بدون شك ، يواجه المناضلون بهذه الطرق السلمية عدة عواقب و في مقدمتها ما تزرعها الحكومات و السلطات المتخلفة من الاشواك في هذا الطريق، و لابد من ازالتها مهما بلغت التضحيات ، و ليس امام النخبة المثقفة و الشعب باجمعه الا سلك الطرق الديموقراطية و التقدمية التي تزيل و تجرف كل الاشواك امامها و لابد للحقيقة ان تظهر و الحياة في طريقها الى الامام ، و هذا ليس بشعار كما يدعي البعض. لابد ان نذكر بان هناك من وسائل الاعلام العديدة تستخدم كابواق للسلطات و نواياها ، ولا تهتم بواجباتها الحقيقية وهي اكثر تخلفا من مسنديها و مموليها و جوهر اهدافها يكمن في تضليل الشعب لاغراض سياسية و من اجل بقاء الطواغيت على سدة الحكم و لم تتعرض لاية مضايقة ، وانما الوسائل الاعلامية الحقيقية التي اهدافها كشف الحقائق والشفافية في العمل من اجل الانسانسة والتقدمية، فهم معرضون للحجب و الاغلاق، و هي في طريقها الى الحل مهما وقفت السلطات امامها.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هي اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة
...
-
ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (
...
-
اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
-
جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
-
احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
-
هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
-
الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
-
ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
-
ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية
...
-
هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
-
الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف
-
الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق اي
...
-
ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في الب
...
-
نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
-
قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق
-
ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
-
ما بين الثقافة و السياسة في العراق
-
تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
-
كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|