أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اوليفيه اوديوود - سجناء بدون حقوق في غوانتانامو














المزيد.....

سجناء بدون حقوق في غوانتانامو


اوليفيه اوديوود

الحوار المتمدن-العدد: 148 - 2002 / 6 / 2 - 09:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


Olivier AUDEOUD

ان الوضع القانوني للسجناء الذين القت القوات الاميركية القبض عليهم في افغانستان هو في صلب نقاش يكتنفه الغموض بسبب التصريحات الاميركية وموقف دولي متساهل باسم مكافحة الارهاب. بالفعل وبحسب المسؤولين الاميركيين فإن المعتقلين الذين تم نقلهم الى قاعدة غوانتانامو العسكرية فوق جزيرة كوبا هم "مقاتلون غير شرعيين لا يتمتعون بأي من الحقوق التي تنص عليها معاهدة جنيف".

لكن ما من شك في ان معاهدة جنيف بتاريخ 27 تموز/يونيو المعدلة عام 1949 والخاصة بمعاملة اسرى الحرب تنطبق على معتقلي غوانتانامو. وقد وقّعتها الولايات المتحدة ويُعمل بها "في حالة الحرب المعلنة واي نزاع مسلح آخر ينشب بين طرفين او اكثر من الاطراف العليا الموقعة حتى وإن لم يعترف بذلك احد المتنازعين". استبدلت كلمة "حرب" في شكل واضح بعبارة "نزاع مسلح" الاكثر عمومية والتي تنطبق بوضوح على التدخل الاميركي في افغانستان. فبحسب الاعمال التحضيرية لمعاهدة جنيف، يعتبر نزاعا مسلحا يخضع لاحكام المعاهدة كل خلاف ينشب بين الدول ويؤدي الى تدخل القوات المسلحة. ولا شك في ان الولايات المتحدة اقدمت على عمل مسلح ضد سلطة الامر الواقع في افغانستان.

ويُعمل بأحكام المعاهدة مهما طال النزاع ومهما بلغت درجة دمويته او حجم القوات المتواجهة فيه ووضعها الميداني. فالمقصود هي "عناصر القوات المسلحة التابعة لاحد اطراف النزاع اضافة الى عناصر الميليشيا والمتطوعين المنتمين الى هذه القوات المسلحة" التي يلقي القبض عليها احد اطراف القتال. وقد اختيرت هذه التعابير الفضفاضة عمدا لتفادي الغموض المرتبط بتنوع المقاتلين. فمقاتلو "طالبان" والمتطوعون في افغانستان ينتمون في الظاهر الى فئة اسرى الحرب. اما صفة الارهابيين التي تطلقها واشنطن على بعض المعتقلين وخصوصا اعضاء تنظيم "القاعدة" فلا يمكن الاخذ بها كما ان مفهوم "المقاتل غير الشرعي" ليس واردا في القانون الدولي. المبدأ يقوم على اعتبار كل فرد سقط في الاسر وهو يحمل السلاح اسير حرب حتى يثبت العكس. ووحدها هيئة قانونية متخصصة يمكنها تحديد صفة المعتقل [2] .

ويأتي نقل السجناء الى غونتانامو ليزيد من الغموض القانوني الذي يحيط بوضعهم. فبحسب معاهدة جنيف، "يجب معاملة اسرى الحرب بالحسنى في جميع الاوقات" كما تجب "حمايتهم خصوصا ضد اعمال العنف او الترهيب او الشتائم والحشرية العامة" (المادة 13). كذلك تخضع عملية نقلهم للشروط نفسها: "يتم دائما نقل اسرى الحرب ضمن شروط انسانية لا تقل عن الشروط التي تتمتع بها قوات الدولة الساجنة في تنقلاتهم" (المادة 46).

لكن من الواضح ان معاملة الاسرى لا تلبي هذه الشروط. ويؤدي رفض تطبيق معاهدة جنيف الى منطق اللاقانون الذي يسمح للسلطات الاميركية باستجواب السجناء في الطريقة التي تراها مناسبة. فمعاهدة جنيف لا تلزم اسرى الحرب الا على اعطاء اسمائهم ورتبهم واسماء وحداتهم العسكرية وتنص على اطلاق سراحهم فور انتهاء النزاع.

لا يرتبط اختيار مكان الاعتقال بقربه من الاراضي الاميركية فقط بل ايضا على ما يبدو كون القاعدة لا تقع فوق هذه الاراضي. وبحسب واشنطن فإن دستور الولايات المتحدة لا يطبَّق هناك فيصار هكذا الى عدم الاخذ بقوانين الحق العام لصالح المحاكم العسكرية في الوقت الذي يسمح فيه اختيار المحاكم العسكرية بمنع ممارسة حقوق الدفاع التي يكفلها الدستور الاميركي.

عملا باتفاقية جنيف يحق للاسرى بمحاكمة عادلة وصادقة وبالدفاع عن انفسهم وامكان تمييز الاحكام [3] لكن المحكمة العسكرية التي انشأتها الادارة الاميركية لا تفي هذه الشروط. وفي اشارة الى الغموض والارتباك اعلنت وزارة الخارجية الاميركية انه اضافة الى المحامين العسكريين يمكن المتهمين الاستعانة بمحامين مدنيين وان الجلسات مفتوحة ولا وجود للسرية العائدة لمسائل الدفاع الوطني وان الاحكان بالاعدام لا يمكن ان تصدر الا بالاجماع واخيرا انه يمكن انشاء هيئة تمييزية. لكن في ما يتعدى هذه التناقضات تبقى الخلاصة بسيطة وهي ان الولايات المتحدة لا تحترم القانون الدولي ولا تحترم التزامها معاهدة جنيف.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]   استاذ في كلية الحقوق في جامعة باريس العاشرة، نانتير

[2]   المفارقة انه كان في امكان الولايات المتحدة العودة الى البروتوكول الاضافي للعام 1977 والذي يمنع اعتبار "المرتزقة" بمثابة اسرى حرب. لكن الاميركيون رفضوا هذا البروتوكول اضافة الى ان تعريف المرتزق يرتبط بحصوله على امتيازات مادية وهذا ليس مؤكدا هنا. بيد ان اعتبار الاسرى مرتزقة يجعلهم يستفيدون من قانون الحق العام.

[3] يحق للدول التي لديها اسرى من مواطنيها في غوانتانامو ان تمارس حق الرعاية الديبلوماسية ومطالبة الولايات المتحدة باحترام القانون المدني الاميركي كما يمكنها تبعا لنوعية التهم التي لا تزال غامضة المطالبة باستردادهم لمحاكمتهم فوق اراضيها.

جميع الحقوق محفوظة 2001© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#اوليفيه_اوديوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اوليفيه اوديوود - سجناء بدون حقوق في غوانتانامو