أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين الحاج صالح - القرضاوي وخصومه: من الأمة الدينية إلى الأمة السياسية















المزيد.....



القرضاوي وخصومه: من الأمة الدينية إلى الأمة السياسية


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• فجيعة الشيخ
لاحظ الشيخ القرضاوي بمرارة وشعور حاد بالخذلان أن من ردوا على إثارته قضية "الغزو الشيعي" المفترض لـ"المجتمعات السنية" هم أساسا مثقفون مسلمون سنيون: طارق البشري، أحمد كمال أبو المجد، فهمي هويدي بخاصة، يبدو أنه كان يتوقع وقوفهم إلى جانبه. وإذ خاب توقعه، تمثّل بقول الشاعر:
وإخوان حسبتهمو دروعا فكانوها، ولكن للأعادي
وخلتهمو سهاما صائبات فكانوها، ولكن في فؤادي!
هذا قبل أن يتعجب من "صمت وكالة الأبناء الإيرانية" و"تواري مراجع الشيعة إلى الخلف"، تاركين "أهل السنة يرد بعضهم على بعض، وهم يتفرجون!". ويتفجر حنق الشيخ المصري القطري المشهور في هذا السؤال الساخط: "ألا يوجد في المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج! على حين نفر من رجال السنة هنا وهناك – ولا سيما في مصر بلد الأزهر- من ركب جواده وامتشق سلاحه، دفاعا عن الشيعة المظاليم" (رده على أحمد كمال أبو المجد).
الرجل متألم مفجوع، لا يجد تفسيرا لاعتراض بعض "رجال السنة" عليه بينما لم يكن يتوقع منهم غير النصرة في مواجهة خطر شيعي يراه أكيدا. فهل يسعنا اقتراح تفسير لهذا المسلك الذي أعيا من يسميه بعض مريديه "إمام أهل السنة" وبعض آخرين "شيخ الإسلام"؟
يبدو لنا، وهنا ملحوظة أولى، أننا نجد العنصر التفسيري الأهم لهذه المفارقة الظاهرية في كلام الشيخ الإمام نفسه. في حوراه مع صحيفة "الشرق الأوسط" (28/9/2008) قال الشيخ متكلما باسم المسلمين السنيين: "ونحن أهل السنة نعتبر أننا الأمة الإسلامية لأننا تسعة أعشار الأمة". الأرجح أن نسبة المسلمين السنيين أقل من ذلك (أربعة أخمس حسب طارق البشري)، لكن أليس لاعتراض المثقفين المشار إليهم على "الفاشِيَة" التي أفشاها كلام الشيخ، بعبارة البشري أيضا، صلة بكون السنيين هم أكثرية "الأمة" أو "مادتها"؟ أعني أن شعور المسلم السني العام بأنه ينتمي إلى أكثرية المسلمين (أو "الأمة") من ناحية، وأنه يتماهي مع الإسلام كدين بيسر تام من ناحية ثانية، وأنه وريث شرعي للتاريخ الإسلامي من ناحية أخيرة (تماه ميسور مع الإسلام كـ"أمة" وكدين وكتاريخ)، هو ما يصونه من إمكانية التصرف بالطريقة التي كان يأملها منه الشيخ القرضاوي. وهي طريقة منفعلة محتقنة، تقترن عادة بأقليات تشعر أنها مهددة، وتتناقض أولا مع قوله إننا "نحن أهل السنة الأمة الإسلامية". فـ"الأمة"، ولأنها كذلك، إطار للتعدد والاختلاف، يتعذر توحدها بالسهولة التي قد تتوحد بها طائفة تجتهد لطرد الاختلاف خارجها. ومن المرجح فيما نرى أن أبا المجد وهويدي والبشري يتحفظون على كلام القرضاوي لأنهم يصدرون عن هذا الشعور السني القار، فيما يفكر الشيخ بـ"الأمة" كطائفة تستنفر ضد "خطر" قال هو نفسه إن من غير المحتمل لحصيلته أن تتجاوز مئات أو ألوفا من المتحولين.
لكن، إن كان الأمر كذلك، فلماذا فات على الشيخ؟ لم تكلم كأنه ممثل لطائفة لا كناطق باسم "الأمة" أو "مرشد" لها، على ما تمنى لنفسه في حواره مع جريدة "المصري اليوم" (8 و9/9/2008)؟ للأمر فيما نرى صلة بخصائص مفهوم الأمة في تفكير الشيخ القرضاوي. لكن لندل بملحوظة ثانية أولا، لأنها ستساعد على توضيح الخصائص هذه.
تتصل الملحوظة الثانية بواقع أن المثقفين "السنيين" الذي تحفظوا على كلام القرضاوي هم من أصول قومية عربية، أو ممن يصدرون عن مفهوم استيعابي للأمة يجعل منهم في آن وطنيين مصريين وقوميين عربا و"أممين إسلاميين" إن صح التعبير؛ وهم ينزعون تاليا نحو تصور تركيبي للأمة يعرّفها بلغة أكثر سياسية وتاريخية، ويتمحور حول التمايز عن الغرب الاستعماري ومواجهته، إسرائيل بخاصة، الأمر الذي يضع حزب الله "أهم قوى المقاومة الوطنية الضاربة القليلة التي يملكها العرب و(..) الداعم لحركة المقاومة الفلسطينية السنية" (البشري) و"النظام الوطني في إيران المناوئ للعدوان الأميركي الإسرائيلي" (البشري أيضا)، يضعهما في قلب "الأمة". وتفجير المسألة الآن هو نيل من "وحدة الأمة" هذه التي ينبغي أن تبقى جبهتها "كالبنيان المرصوص" في وجه "الحملة على الإسلام والمسلمين" من قبل أعداء يحوزون أسلحة "أمضى من أسلحة المسلمين مجتمعين فكيف إذا تفرقوا" (أبو المجد). و"إثارة الشقاق والفرقة بين الشيعية والسنة" هو "ما سيؤدي تلقائيا إلى تراجع أولوية الصراع ضد إسرائيل وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران" (هويدي). في المجمل، ينحاز المثقفون الثلاث إلى تصور للأمة يقلل من شأن التمايزات القومية والمذهبية لمصلحة وحدتها في المواجهة مع الغرب.
الشيخ بالمقابل من أصول إخوانية (اصطبغ تكوينه بعمق بالخصومة الإخوانية العنيفة مع النظام الناصري)، و"أمته" إسلامية سنية، وسنيته ذات توجه فقهي غالب، استبطنت اعتقادا إسلاميا "أرثوذكسيا" معاديا لـ"الروافض"، مبدّعا للشيعة، ومؤسسا على ذهنية الفرقة الناجية التي استطاع الشيخ أن يتكلم عليها في تصريحاته الأخيرة دون أن يرف له جفن. ومقصده الأرجح من استحضار حديث "الفرقة الناجية" هو استثارة استنفار سني ضد الشيعة ومنحه عمقا مقدسا وخلاصيا.
وفي أمة القرضاوي يتغلب العداء الثقافي للغرب على العداء السياسي له أو يبطنه ويعطيه دلالة مختلفة عن العداء القومي للغرب. فهي أمة متمركزة حول "الشريعة"، بحيث أن الابتعاد عن الشريعة هو ما يمثل عدوانا عليها. وقد لا يكون تلميح البشري إلى كمون "موقف بعض دول المنطقة التي اعتادت أن تنطلق باسم الإسلام والسنة واعتادت مناصرة السياسة الأميركية المناصرة للموقف الإسرائيلي" قد لا يكون منصفا لمواقف الشيخ الشخصية، إلا أنه لا شك في أن المفهوم القرضاوي للأمة يقلل من شأن القضايا القومية والوطنية التي يوليها منتقدوه "السنيون" جل اهتمامهم، فضلا عن أنه مفهوم يجمعه، كما لاحظ البشري نفسه، مع "من عرفوا بالغلو والدعوة إلى العنف" (يعني على الأرجح تنظيمات جهادية من صنف "القاعدة"...).

• من الأمة إلى الطائفة
جماع القول إذن إن أمة طارق البشري وزميليه أكثر مرونة حيال العالم الحديث وأكثر استيعابا للتمايزات المذهبية الإسلامية وتقليلا من شأنها، وهي تستبطن تاريخ الحركتين الوطنية المصرية والقومية العربية، وما فيهما من عناصر حداثية وعلمانية، تنفتح مبدئيا على غير السني وغير المسلم، وتعادي الغرب كامبريالية أولاً. فيما أمة القرضاوي منكفئة حيال العالم والحداثة، وذات تمركز سني يجعلها أدنى استيعابية بكثير. وتستبطن عداء للحركة القومية العربية أو ريبة شديدة حيالها. وهي لذلك أقرب في الواقع إلى طائفة، جماعة مذهبية أحادية اللون تضيق بالاختلاف عنها وقد تمضي إلى حد تكفير المختلفين. وأساس ذلك ربما هو أن التفكير الديني، في أي صورة انتظم، غير مؤهل ليكون إيديولوجية عضوية لبناء أمة معاصرة، أي جماعة بشرية متنوعة الأصول والمناهل، لكنها تضمن المساواة السياسية والحقوقية لجميع مواطنيها. هذا يصح على التفكير الإسلامي السني، بتنويعاته الجهادية المغالية والإخوانية الوسطية، قدر انطباقه على التفكير الشيعي. لكن لعل هذا يستمد ديناميته السياسية الراهنة من كونه مكونا أساسيا لوطنية إيرانية فتية ذات تطلع استقلالي وتوسعي، ومن تهميش عريق للجماعات الشيعية في البلدان العربية، لبنان والعراق، وكذلك البحرين والسعودية.
الفرق إذن بين الشيخ ومنتقديه الثلاثة هو أن "السنية" عندهم، بحكم طابعها الأكثري، وبتأثير ما سبق أن اندرجت فيه من سياقات سياسية وفكرية ومؤسسية استيعابية وحديثة، أضحت أقرب إلى ضرب من الحساسية العامة، التي تتميز بالاعتدال والمنزع الاستقلالي والروح التوحيدية. و"الآخر" الذي تعرف نفسها بالتقابل معه هو كما قلنا "الغرب الاستعماري" أو "أميركا وإسرائيل"، أما أمة الشيخ القرضاوي فلا يبدو أن ثمة "آخر" ماهوي محدد لهويتها: إنها تتمايز في الوقت نفسه عن الغرب كحداثة وكسيطرة، وعن التيارات القومية والوطنية العلمانية، وعن الجماعات المذهبية الإسلامية الأخرى، الشيعة بخاصة. وينبغي أن يكون هذا مستغربا. فمن المعلوم أن الإسلام السني لم يكن يعرِّف نفسه تاريخيا إلا بالتمايز عن غير المسلمين، فيما يتحدد الإسلام الشيعي ماهويا بالتمايز عن الإسلام السني (أو "الناصبي"، الأمر الذي يجعل مطالب الشيخ القرضاوي الشيعة بالكف عن شتم الصحابة أو احتكار الإيمان لأنفسهم مساسا بمتن العقيدة الشيعية). وعليه يكون سخط الشيخ من الشيعة تعبيرا عن تدهور الطاقة الاستيعابية للإسلام السني وانكفائه على نفسه كطائفة تصطف إلى جانب غيرها وتنافس غيرها وتغار من غيرها.
لكن كيف حصل أن تطيف الشعور السني رغم طابعه الأكثري؟ أساسي في هذا السياق هزيمة الحركة القومية العربية في عام 1967 ثم الفورة النفطية التي تلت إخفاق الرد العربي على الهزيمة. فمع هزيمة الحركة القومية فقدت الحساسية السنية هذه أي تعبير استقلالي، وتصدرت التعبير عنها المملكة العربية السعودية التي تجمع بين مستوى متدن من الاستقلالية السياسية وبين هوية تقوم على مذهب تطهري متشدد، فضلا عن ثراء ريعي كبير. وتشهد كل من مصر والمملكة العربية السعودية من جهة، والتنظيمات الإسلامية من الإخوان إلى القاعدة من جهة ثانية، على خسران الحساسية السنية العربية زمام المبادرة التاريخية الذي كان تحقق لها على يد الحركة القومية العربية. لم تكن القومية العربية سنية، بل كان ما تحقق لها من هيمنة في خمسينات القرن العشرين وستيناته قد أتاح للإسلام العربي، وهي سني أساسا، الاندراج في تشكيل سياسي وحضاري جديد هو العروبة التي "اخترعتها" الحركة القومية ولم تقطفها من "الطبيعة". فقد جعلت العرب شعبا عالما ثالثيا مناضلا ضد الاستعمار من أجل التحرر وعاملا من أجل وحدته الخاصة ومن أجل العدالة والمساواة والتقدم، شريكا لشعوب "القارات الثلاث"، ورفيق كفاح للفيتناميين والهنود والصينين والأفارقة... ولعل من أخطر نقاط ضعف الحركة القومية العربية أنها لم تضطلع بالطابع المخترع للأمة العربية التي نهضت باسمها. لقد تصور القوميون العرب، الشوام بخاصة أكثر من المصريين، أن العروبة ليست إلا عودة إلى أصل "طبيعي"، إلى "عدنان وقحطان"، إلى "الوليد والرشيد" كما يقول النشيد الوطني السوري، أي ببساطة إلى العرق واللغة. وهي بذلك مهدت الطريق لانهزامها أمام طبيعة أرسخ، تجاهر بطبيعيتها و"أصالتها": "الإسلام". انهارت الهيمنة القومي فانفرطت إلى عناصرها، نظم سلطوية استبدادية وشعوب ارتدت إلى جماعات أهلية، دينية ومذهبية وإثنية، وأخذت الفكرة القومية المهجورة ذاتها تبحث عن سند إسلامي "أصيل" لتقف على رجليها.
فالسنية هي أحد عناصر انفراط الحركة القومية العربية وليست أساسها أو جوهرها. ومن ثم فإن القول إن القومية العربية غلالة للانتماء السني غير صحيح. فليست السنية غير عنصر خام في حركة قومية عربية حديثة، تعارضت أحدّ التعارض مع العروبة "الطبيعية" للسعودية مثلا. هذا رغم أن المسلمين السنيين العرب كانوا يتماهون بسهولة أكبر مع الحركة القومية العربية، في تنويعتها المصرية خاصة (الناصريون السوريون مسلمون سنيون في أكثريتهم الساحقة) وأقل في تنويعتها البعثية، التي غدت طاردة للشيعة العراقيين مثلا في سبعينات القرن العشرين.
وفقدان العالم العربي من ذلك الوقت لقيادة حية هو ما أتاح للشيخ أسامة بن لادن أن يكون قائدا عربيا وإسلاميا كبيرا. لقد صعد أسامة بن لادن لأن جمال عبد الناصر سقط.

• السياسة توحد والدين يفرق
سقط جمال عبد الناصر فصعد بعده بأقل من جيل نجم أسامة بن لادن.
والموجة التي حملت الشيخ أسامة كانت حملت قبله الشيخ يوسف القرضاوي. إن الفكر الذي يتحدث اليوم عن "ملة ناجية" و"روافض".. ليس عاجزا عن توحيد العرب والمسلمين فقط، بل هو متولد بصورة مباشرة عن أزمة القيادة في مجتمعاتنا المعاصرة.
منذ السبعينات، إذن، أخذت الحساسية السنية التي خسرت تشكّلها العروبي تجنح نحو التطرف، أو تستسلم للتطرف الذي كان نما في أوساط الإخوان المصريين في ظل الحكم الناصري نفسه. يشهد على ذلك التنظيمات الإسلامية جميعا، خاصة القاعدة والتيارات السلفية الجهادية، لكن بما فيها الإخوان المسلمون ووسطيتهم المفترضة. . فاعتدال الإخوان والشيخ القرضاي هو اعتدال ذاتي، فيما فكرهم ما قبل الحداثي والمنغلق دون الحداثة يحتفي بمثل أعلى أبوي، يتلجلج أمام المساواة بين المواطنين ويقيد النساء ويقمع الجنسية ويتشكك في الثقافة والإنسانيات والفن ولا يرتاح للعفوية والفرح، ما يعني أنه فائق التطرف بمقاييس العصر. وهو ما يدل في رأينا على فقد السنيين طاقة الهيمنة وانحباسهم في دائرة رد الفعل، ما يعادل قولنا إنهم تتحولوا إلى طائفة. ولعلنا نستبق خلاصة هذا المقال بالقول إن الاعتدال السني الوحيد الممكن هو الذي لا يقوم على أرضية دينية، سنية، لا يسعها إلا أن تكون فئوية أو طائفية في مجتمعاتنا المعاصرة. وليست إلا صيغة أخرى للأمر نفسه أن نقول إنه ما من اعتدال ممكن دون نقلة كبيرة في الفكر الإسلامي، تفتحه على الحداثة (حرية الاعتقاد بخاصة) وتجرده من مطامحه السيادية، وذلك في إطار الدولة/ الدول الوطنية القائمة
ولا يبرهن المثال الإيراني على عكس ما نقول لأن الشيعية هي أساس القومية الإيرانية اليوم بصورة تفوق بما لا يقاس وضع السنية في الحركة القومية العربية. لقد استطاعت هذه، وبسبب تكوينها الأكثري ذاته (أكثرية العرب مسلمون سنيون، وأكثرية المسلمين من السنيين)، أن تتكلم بالأحرى على "الإسلام" لا على السنة. ورغم أن إيران وحركتها القومية الصاعدة تفعل الشيء نفسه اليوم، تتكلم أيضا على "الإسلام" لا على الشيعة، إلا أن إسلامها ذو تمركز شيعي وفارسي. وهنا نقطة قوته وضعفه في آن. نقطة قوته لأن المركز البشري والتاريخي والثقافي للكتلة الشيعية في العالم إيراني بلا منازع. وقد عزز من ذلك نظام صدام الذي جمع بين قومية عربية مجردة وطغيان أرعن وطائفية سنية، والذي أضعف النجف ورفع عتبة التماهي العربي للشيعية العراقيين... وكون إيران هي المركز الشيعي العالمي يحد إلى أقصى درجة من الاحتكاك بين الإسلام الشيعي والقومية الإيرانية على خلاف ما كان الحال بين الإسلام السني المتعدد المراكز والقومية العربية (لقد شُكك في إسلام عبد الناصر والبعثيين، داخل مجتمعاتهم ومن قبل مراكز سنية عربية أخرى، السعودية بخاصة). بيد أن المركزية تلك هي ايضا نقطة ضعف الإسلام الإيراني لأن صفته الشيعية تحد من قدرته على الهيمنة في المجال الإسلامي العام. وإذا صح ما يقوله الشيخ عن حملات "تبشير شيعي" منظمة (مال ونفوذ سياسي ودبلوماسي وكادر بشري..)، فإنه مؤشر على قصور الإشعاع الذاتي للنموذج الإيراني لا على قوته.
والنتيجة البسيطة (والبديهية، عند التأمل فيها) التي تنبني على ما تقدم هي أن الوظيفة التوحيدية لـ"الإسلام" لا توجد إلا في صورة غير دينية، قومية أو وطنية، أما ما يمكن أن يوجد في صورة دينية فليس إلا سنة وشيعة.. أي الانقسام الذهبي. إن تشكيلا اجتماعيا تاريخيا أوسع طاقة استيعابية مثل الوطنية والقومية هو ما من شأنه أن يهذب النزعات الاستبعادية المتأصلة بصورة حتمية في الدين، فيما من شأن التمركز حول الدين أن يثير النزعات هذه حتى ضمن المجتمع وضمن الدين نفسه. ولو افترضنا أن الحكم دان للإخوان المسلمين مثلا في مصر، فمن المحتمل أن تتفجر تناقضات "الاعتدال" الإخواني، ويرتسم سريعا تياران متخاصمان: تيار وطني مصري ذا توجه إسلامي معتدل (على غرار الأساتذة الثلاثة، البشري وأبو المجد وهويدي)، وتيار أممي إسلامي متشدد لن تكون مصر غير ساحة لجهاده (يمثل عليه أيمن الظواهري)، ومن غير المحتمل أن تحول "وسطية" الشيخ دون هذا الانقسام. وكنا في سياق آخر قلنا إن حكما إسلاميا في سورية هو وصفة محتومة للحرب الأهلية. ولو جنح بنا الخيال إلى حد تصور أمة إسلامية موحدة، وهذه طوبى الإسلاميين السياسية، فالأرجح أن تنقسم فورا ليس حسب الثقافات والأعراق واللغات فقط، وإنما حسب المذاهب الدينية أيضا. فمن شأن فرض الدين عنصرا موحدا أن يدفع إلى توسل الدين ذاته عنصر تمايز ونزاع.

• من الحساسيات المذهبية إلى الواقع السياسي
إذا كانت أمة الشيخ القرضاوي تبدو طائفة فلأنها فقدت أي مشروع إيجابي تاريخيا، ما جعلها موضع تجاذب بين حدين أقصيين: عدمية تنظيم القاعدة وتبعية البلدين "السنيين" الأكبر، مصر والسعودية. قد نذكر أن "الصحوة الإسلامية" التي يحتفي بها الشيخ (والأساتذة أيضا) تلت هزيمة الحركة القومية العربية، وهي تستبطن عداء شديدا لتلك الحركة.
فهل تشكل "أمة" البشري وأبو المجد وهويدي بديلا، أساساً متجددا لمشروع تحرري واستقلالي؟ لربما لاحظنا أنها أمة تعرف بتمايزها عن آخر (أميركي إسرائيلي)، أي بالسلب. وحول السلب تتكون هوية وعصبية وطائفة، لا أمة. وانكفاء العرب السياسي وانعدام وزنهم الدولي يعود فيما نرى إلى استحكام السلبية في وعي قطاعات واسعة من نخبهم الثقافي والسياسية. وإذا استطاع المستشار طارق البشري، المثقف المصري، أن يصف النظام الإيراني بأنه "وطني"، فلنا أن نستدل على مفهوم الأمة الذي يصدر عنه. فنحن هنا خارج مفهوم الدول الوطنية بالكامل هنا. إذ لا تتعدى "الوطنية" التي يوصف بها النظام الإيراني مواجهة عدو "الأمة" الافتراضية التي لا معادل سياسيا لها، "الأمة الإسلامية". فماذا عن الأمة بالمعنى الحديث للكلمة: الدولة والشعب والأرض؟ وماذا عن المواطنة والمساواة بين السكان متعددي الأديان والمذاهب؟ لا نجد كلمة واحدة في تدخلات عند البشري وزميليه. هل السياق لا يحتمل؟ بل الإشكالية التي يصدرون عنها هي التي لا تسمح بغير تركيز هوسي على الوحدة في مواجهة أعداء. فمن سمات الوطنية السلبية أو "الممانعة" هذه أنها تعلي من قيم "الوحدة الوطنية" أو "وحدة الأمة" التي باسمها احتج الأساتذة على الشيخ. والوحدة الوطنية هي الإيديولوجية التي لطالما سوغت الاستبداد في بلداننا، بل وجعلت من التعامي عن امتيازات دينية ومذهبية وإثنية، بحجة الوحدة ذاتها، فضيلة وطنية. وهي في جميع الأمثلة التي نعرفها، سورية وعراق صدام، وإيران على أرجح تقدير، آلت إلى إعادة إنتاج موسعة للتمايزات الدينية والمذهبية الذي يفترض أنها تعرّف نفسها ضدها.
وليست السلبية الجوهرية لتفكير الأساتذة الثلاث منفصلة عن فقدان العرب زمام المبادرة التاريخية، واستسلامهم لنزعة الممانعة التي تجمع بين رفض الكوني ثقافيا والميل إلى تعريف الوطنية بدلالة "الخارج"، مع إغلاق "الداخل" التام. لا معادل سياسيا لهذه الرؤية غير استبداد أبوي، لا يختلف عن النظام الحالي في مصر مثلا إلا ببلاغته وتحالفاته الخارجية.
ولم نعرف من الأساتذة الثلاثة على أية أمة يتكلمون. فدال الأمة في ردودهم على الشيخ مرسل، لا يتلوه ما يخصصه. كل شيء يوحي بالطبع أن المعني هو "الأمة الإسلامية" التي تبدو محلقة فوق التمايزات القومية وفوق الدول والأقاليم، وبالطبع فوق الطوائف والمذاهب. وفي هذه الأمة التي لا تعرف تمايزا كل "الأقطار" سواء، على نحو ما تكون "جميع الأبقار سوداء في الليل" حسب المثل الألماني.
وهنا ربما ننصف الشيخ القرضاوي قليلا. ولو أنصف نفسه ربما لتسنى إنصافه أكثر. بعض الانتشار الشيعي يندرج في خطط سياسية منظمة، تقوم بها دولة قومية فتية، لا تظهر ثقافتها الوطنية شيئا من الود للعرب، ثقافة ودولا. ولو ركز الشيخ على أن "الخطر في نشر التشيع أن وراءه دولة لها أهدافها الإستراتيجية، وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع" (حواره المشار إليه سابقا مع "الشرق الأوسط") لكان أكثر إقناعا. فما قد يكون خطيرا ليس تحول سنيين إلى شيعة، ولا اختلافات عقدية قديمة ربما يناسب تناولها في مجامع دينية إسلامية، ولا منافسات مذهبية حديثة..، بل هو المخاطر التي قد تصيب السلم الأهلي في بعض البلاد العربية، والاستخدام المحتمل للتشيع أداة للسياسة الخارجية لدولة طموحة، إن وافقت سياستها مصالح الدول العربية المعنية في بعض الأوقات والميادين فهي لا توافقها في أوقات وميادين أخرى، وتتعارض مع مفهوم الدولة السيدة في كل الأوقات. ومن هذا المنظور يتعين أن ينصرف الاهتمام إلى النفوذ الإيراني المتصاعد، في العراق ولبنان بخاصة، أي في بلدان فيها أصلا كتلة شيعية كبيرة أو حتى أكثرية السكان، والأجندة القومية الإيرانية التي يحملها، وليس إلى التحول المحتمل لسنيين إلى شيعة، وهو تحول لا إشكال فيه ومقدر له أن يبقى محدودا حتى لو كان وراءه حملات منظمة. غير أن تحويل الانتباه نحو الأجندة القومية الإيرانية ومفاعيلها المحتملة على استقرار مجتمعاتنا أو على الأوضاع الجيوسياسية في الإقليم لغير مصلحة بلداننا، يحول المسؤولية عن معالجة هذه المفاعيل إلى الدول والسياسيين، ثم الرأي العام الذي لا يشكل رجال الدين مثل الشيخ القرضاوي غير أحد المعبرين عنه.
والصفة القومية للنشاط الإيراني هي ما يفضل ألا يراه البشري وهويدي وأبو المجد بسبب مفهوم يتبنونه للأمة يخفي تفاوتات ومظالم كبرى بين وداخل الدول والمجتمعات، تصمد للمقارنة مع التفاوتات والمظالم التي تعاني منها "الأمة" على أيدي أعدائها الذين يهيب الأساتذة بالأمة أن تتوحد في وجههم "كالبنيان المرصوص".
ومن أجل أن رؤية هذا الواقع يتعين الانتقال من "أمة" مصمتة لا تمايز فيها، ومن مقاربة مذهبية وعقدية (الموقف من الصحابة، حديث الفرقة الناجية..) إلى مقاربة سياسية وجيوسياسية، أي إلى العالم الدنيوي، عالم الدول والمجتمعات والسياسات والاستراتيجيات والمصالح. وهذا عالم لا يستطيع الشيخ ولوجه دون أن يجازف بشرعيته، لكن الأساتذة لم يظهروا استعدادا أكبر لولوج هذا العالم ومبارحة تصورهم الرومانسي لأمة لا تعكر صفو وحدتها وقائع الدولة السيدة، وفوارق اللغة والثقافة والذاكرة..، وأوضاع الجغرافيا السياسية والثقافية والاقتصادية ... أي كل ما يدخل في الحساب السياسي العقلاني. فهل ثمة اقتران ضروري بين السلبية السياسية والثقافية، أي الممانعة، وبين المثالية في فهم المجتمعات والدول والعلاقات الدولية؟ نرجح ذلك بقوة. إلا أن هذا المزيج الممانع، المشترك بين الشيخ وأخصامه، لا يعد بغير الصحو على كوابيس مدمرة.

• ثلاث أمم أو أربع: النجاة لمن؟
والخلاصة أن لدينا ثلاثة مفاهيم متنافسة للأمة. المفهوم الذي يصدر عنه الشيخ القرضاوي، وهو إسلامي سني (نحن "الفرقة الناجية")؛ والمفهوم الذي يصدر عنه الأساتذة البشري وأبو المجد وهويدي، وهو إسلامي عام أو "أممي" (كل الفرق الإسلامية ناجية)؛ والمفهوم القومي العربي (كل الملل ناجية، إسلامية وغير إسلامية؛ وإن يكن التطبيق المصري، الناصري، أظهر نزوعا إسلاميا وهمش الأقباط نسبيا، بينما كان التطبيق الشامي أقل تمركزا حول الإسلام، وأتاح اندماج المسيحيين والجماعات المذهبية المتفرعة عن الجذع الإسلامي كالعلويين والإسماعيليين والدروز.. لكنه أقصى الأكراد المسلمين بالطبع). وقد نلاحظ ضربا من التكتم عند الشيخ وعند خصومه الأساتذة على البعد العربي لـ"الأمة". الشيخ لأن شرعيته مستمدة من تصور أمة إسلامية متعالية على القوميات بل معادية لها، والأساتذة ربما لأنهم لا يريدون إثارة حفيظة إيران.
ورغم أن المفهوم القومي العربي للأمة كان منفتحا على عصره وساعيا إلى الانخراط والمشاركة فيه، إلا أنه غريب مثل المفهومين الآخرين عن مفهوم الدولة الوطنية الحديثة. ومثلهما أيضا كان يجنح إلى تعريف تطلعاته بالسلب، أو بما صرنا نسميه اليوم الممانعة. ولعله من هذا الباب فضل الكلام كثيرا على المعركة التي ينبغي ألا يعلو على صوتها صوت، فضلها على معارك أدنى جلبة مثل الإصلاح الديني والثقافي والتعليمي، فضلا عن السياسي، كان من شأنها أن تصنع من كل فرد أمة، أي مواطنا. والمواطنة أساس مفهوم للأمة لم يجد من يدافع عنه في سجال الشيخ والأساتذة. هو أيضا المفهوم الذي يحيل إلى أرض ودولة وشعب وإلى كياناتنا الملموسة التي نولد ونعيش ونسجن ونموت فيها: مصر وقطر وإيران... ولبنان والعراق والبحرين والسعودية، والمغرب وأندونيسيا. وخلافا لما قد يتصور الشيخ ومساجليه فإن الكلام على أمة مصرية أو قطرية مثلا هو عمل بالغ الطموح وليس تنازلا عن مطمح يفترض أنه يتجسد في "الأمة الإسلامية" وحدها، أو أقله في "الأمة العربية". فعدا أنه المشروع الذي يسنده الواقع (مصر وقطر موجودتان، لا نمزق كيانا أوسع لإيجادهما)، فإنه المشروع الذي ينصب الحواجز الأمتن في وجه الطائفية المهددة بتفجر بلداننا. هذا فضلا عن أن أمة جامعة تنكر شخصية مصر، أو حتى قطر..، سوف تثير من كل بد مشاعر استقلالية معادية لها عند المصريين الذين يتعاطفون بيسر مع قضايا تتجاوز بلدهم طالما استقلال بلدهم وكيانه محفوظان. إلى ذلك فإن كسب مصر لا يقتضي حتما خسارة الإطار العربي الذي نرى أن من المرغوب أن يبقى إطارا للتماهي الثقافي والتعاون الاستراتيجي والاقتصادي، لكن بين دول مستقلة. بعبارة أخرى، ثمة نوع من تقسيم العمل بين دولنا الراهنة التي هي وحدها أساس المواطنة والمشاركة والمساواة السياسية والحقوقية، وبين العروبة كإطار لثقافة جامعة ولتعاون اقتصادي واستراتيجي ممكن ومرغوب.
أما الأمة الإسلامية، أو الأمة دون تخصيص، فهي قفز فوق الواقع وهروب إلى الأمام من فشل الحاضر. وهي في أحسن حالاتها إحلال لمشاعر القرابة أو الأخوة الروحية محل التضامنات والإجماعات السياسية التي لا تقوم على غيرها الدولة الوطنية الحديثة. أما في أسوئها فهي صنف من المخدرات التي تهدر حياة أفراد ومجموعات وأجيال وراء طوبى ماضوية وهمية يقتضي تحققها عنفا مهولا، ولن تتحقق رغم ذلك. ولو افترضنا أنها تحققت بمعجزة ما فستتكشف دون تأخير عن كونها كابوسا يجمع بين الطغيان والطائفية. فالطغيان هو دوما وليد الطوبى واصطدام مثالها المجرد بالواقع الحي المتنوع. والطائفية، أعني التوظيف السياسي للتمايزات المذهبية، ستغدو وسيلة مقاومة لهذا الكيان الغريب الذي ربما سيشبه الاتحاد السوفييتي من وراء اختلاف وتعارض الإيديولوجيات. وفوق الطائفية والطغيان، سنجدنا دون ريب في مواجهة عداوات بين شعوب "الأمة" وإثنياتها، ونزعات استقلالية متشددة ستبحث من كل بد عن حلفاء لها في الخارج غير الإسلامي. بدلا من هذا المشروع الأخرق والعدمي علينا بالأحرى أنسنة دولنا الراهنة التي يضعف الطغيان من التماهي العام بها وتهددها الطائفية من كل جانب.
لقد أظهر السجال الذي فجره الشيخ القرضاوي أن الإسلام ليس حاجزا أمام الطائفية. ومثال نظام صدام في العراق أثبت أيضا أن العروبة البعثية ليست حلا للطائفية أيضا. وليس توزيع مجتمعاتنا إلى مجتمعات سنية وأخرى شيعية غير استسلام أمام الطائفية، وتسليم ضمني للشرعية فيها لرجال الدين حصرا.
ما يمكن أن ينصب حواجز صلبة في وجه الطائفية هو التوظيف المادي والمعنوي في دولنا القائمة التي تشترك في الهشاشة والعنف وتغريب سكانها. والتوظيف هذا أيضا ما يوافق التحول من تفكير مشوش، هوامي، مثالي فلسفيا ورومانسي تاريخيا، إلى تفكير واقعي ومنضبط، يصلح وحده أساسا لعقلنة دولنا وسياساتنا من جهة، ولقيام علم سياسي تراكمي ومثمر من جهة ثانية. وهذا ما من شانه أن يضعنا خارج منطق الفرق والنجاة، والمنطق الخلاصي عموما، ويقربنا بالمقابل من منطق المواطنة، أو المساواة بين الناس، في الدنيا وفي الدولة، فيما وراء تمايزاتهم المذهبية والدينية والجنسية والإثنية.




#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الرأسمالية والأزمة.. والديمقراطية
- رئيس أسود في البيت الأبيض..!
- عن الممانعة والسلبية والعداء للغرب
- فرصة لتوسيع الديمقراطية العالمية!
- أغزوٌ شيعي لمجتمعات سُنيّة؟!
- تغيير المعارضة أولا..
- في العلمانية والديمقراطية والدولة
- على هامش الأزمة الأميركية: النهايات والعودات
- التمثيل القومي لسورية عائقا دون التمثيل الديمقراطي للسوريين
- إرهاب بلا وجه وأمن بلا لسان!
- الاستبداد كاغتراب سياسي
- الطائفية بين أهل الإباحة وأهل العفة
- من الشعبوية والنخبوية إلى استقلال السياسة والمعرفة
- الليبرالية الجديدة والبرجوازية الجديدة في سورية
- -مرشد الأمة- وتأسيس الطغيان
- -السنة والإصلاح- لعبد الله العروي: من التسنين إلى التاريخ!
- من هم الأشرار... وكيف التخلص منهم؟
- -إعلان دمشق- وأزمة المعارضة السورية
- -نخبة- متخلفة في مجتمع متغير
- كأنها حرب أهلية...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين الحاج صالح - القرضاوي وخصومه: من الأمة الدينية إلى الأمة السياسية