أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف














المزيد.....

مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:38
المحور: المجتمع المدني
    


ليست كردستان وحدها تحملت وزر التهجير والتدمير، رغم سعة حجم الكارثة التي لحقت بها، فهناك مناطق أخرى في العراق شهدت أيضا الهدم والتجريف. إنها ليست القرى الحدودية مع إيران والكويت، التي لحق بها الخراب ما لم يتصوره عقل إنسان سوي، بسبب الحروب الكارثية، كما أنها ليست قرى الأهوار التي دمرت نتيجة سياسة التجفيف المعروفة.
الحديث لا يدور هنا عن تلك الفظاعات المؤلمة، إنما عن قرى أخرى في وسط وجنوب العراق، لا ذنب لأهلها سوى أنهم رفضوا أن يكونوا حطبا لأتون الحروب العدوانية الخاسرة، والسياسات العنصرية المدمرة. وإذ تصعب الإحاطة هنا بالظلم والعدوان الذي لحق بتلك القرى الآمنة التي جرفت بساتينها وسويت بالأرض بيوتها، وسجلت بذلك علامات مخزية في سجل النظام المباد، يمكن تذكر هنا ما لحق بقرية (سيد دخيل) من تنكيل واسع بأهلها عقابا لهم لاشتراكهم في انتفاضة آذار المجيدة عام 1991 كذلك الضيم الذي لحق بقرى عشائر (ال بو حسان) في المثنى، والدمار المادي والمعنوي الذي لحق بهم، بعد ان تم قصف تلك القرى بالمدفعية الثقيلة لمدة 24 ساعة متواصلة، هذا فضلا عن إعدام مجموعة من أبناء المنطقة بعد أن سويت بيوتها بالأرض وجرفت مزارعها العامرة. ولم تكن مناطق (ال جويبر) في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار، بمنحى من شدة القمع الذي شمل جميع سكانها، بعد أن امتنع عدد منهم عن الالتحاق بالقوات الحربية للنظام السابق.
إذ نستعرض هذه الأمثلة فليس المقصود تبيان جرائم النظام السابق ولا للتذكير بسياساته العدوانية، إنما عرض احتياجات أبناء تلك القرى والعمل على إنصافهم بعد الحرمان والمعاناة والأذى الذي لحق بهم. ذلك لأن هؤلاء الناس يستحقون الالتفات إليهم وتعمير قراهم وتعويضهم تعويضا عادلا ومجازاتهم. وإن تعذر على الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية أن تقدم شيئا لهم فلا اقل زيارتهم والاستماع إليهم، والتخفيف من معاناتهم. إن حالهم كحالنا؛ فقد علموا بأرقام الميزانية الاتحادية، وبتخصيصات تنمية المحافظات، وما تضمنته فقرات الأعمار والبناء فيها. كما أنهم انتظروا بصبر كي يروا شيئا مما سمعوه عن برامج المنح الدولية في إعادة بناء قراهم وتأهيلها، وتمنوا بشكل ملموس رؤية جهود مجموعة التعاون التابعة لوزارة الخارجية الايطالية، التي خصصت مبلغا قدره 35 مليون دولار للمباشرة بإعادة بناء 40 قرية من قرى (آل جويبر) المهدمة.
إن سكان تلك المناطق يشكون اليوم، وبألم بالغ، ما آلت إليه أوضاعهم. فهم لا يتحدثون عن ما لحق بهم سابقا بسبب موقف النظام المباد منهم، فهم ارتضوا بإدانته، وطي تلك الصفحة المؤلمة من تاريخنا المعاصر. لكنهم يتطلعون الى الحكومة الحالية كي تنصفهم. فالظروف الذي تحيط بهم قاسية، والصعوبات الحياتية كثيرة، والخدمات سيئة، والبطالة متفشية، وأراضيهم تحتاج الى الاستصلاح والمياه والدعم الزراعي.
ان أبناء شعبنا في تلك المناطق الذين ازدادوا صلابة حينما رؤوا بأم أعينهم نهاية الظالم، ورحيل من نفذ جرائمه بحقهم في غفلة من الضمير الإنساني، هؤلاء الذين لم تثنيهم قسوة الظروف عن المضي قدما للدفاع عن العراق الذي تحمى فيه الحقوق والكرامة، يتطلعون اليوم الى خطة إعمار حقيقية تنفذ بنزاهة ووجدان، تنصف المتضررين من جور الدكتاتورية المقبورة.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطش الفاو ما أغربه!
- زيارة الى بقايا الهور
- مراكز استطلاعات الرأي: إتاحة المعلومة ام تزييفها
- إسناد مؤسسات الدولة مسؤولية وطنية
- رُسل التسامح في محنتهم الأخيرة
- يمكن للتضامن تحريك المطالب العادلة
- مشروع -كامل- للدولة المدنية
- هل يحق الاقتراع لمن لم يراجع سجل الناخبين؟
- المؤسسة العسكرية والتزامها الدستوري
- الأزمة بين المركز والإقليم وآفاق الحل
- الديمقراطيون ومهمة اشراك المواطن في الانتخابات
- القوى الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي
- اهمية تحسين الاقبال على سجل الناخبين
- سجل الناخبين: تأجيل ام تحديث آخر
- كي لا تصادر اصواتنا
- الدار قبل الجار
- الديمقراطيون و انتخابات مجالس المحافظات
- حين افتقدنا الزعيم
- قمة روما وأزمة الغذاء في العراق
- الانتخابات بين إقرار القانون وتحديد موعد إجراءها


المزيد.....




- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم الحلفي - مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف