دعوة للهجرة بعيداً عن التخلف.

أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 03:36
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

كتب الكاتب المبدع المهندس عماد توماس على موقع أقباط متحدون مقالة بعنوان: موسم الهجرة من مصر. http://www.copts-united.com/08_copts-united_08/wrrr.php/2008/11/13/13398.html

يتعجب الكاتب في مقالته من فتح مكتبات الكنائس أبوابها لمساعدة المسيحيين المصريين على تقديم طلبات الهجرة العشوائية إلى بلاد العم سام الراقية. والحقيقة لم أتعجب من كلام الكاتب المحترم ولا دعوته للقساوسة بمعالجة هذا الأمر الجلل، لكن تعجبت من طلبه بعدم الهجرة من مصر في عصر تشعر فيه الأغلبية قبل الأقلية بعدم جدوى الحياة في هذا المناخ الذي انتشرت فيه مظاهر التمييز بكل أنواعه والتأخر الحضاري على جميع مستوياته انتشارا مزعجاً.
الكاتب الفاضل عماد توماس، القارئ العزيز،
أرجو أن لا نعيش عصر التمسك بتلابيب شعارات هذا هو البلد الذي شربنا من مائه واستدفأنا من شمسه وتنسمنا من هواءه. لقد وصل الحال أن الماء أصبح ملوثاً لدرجة لا تطاق، هذا إن وجد في كثير من المناطق. حتى المناطق الراقية يتم قطع المياه عنها في كثير من الأوقات، وتحدث أزمة في المياه المعبأة التي تدعي كثير من الشركات أنها مياه معدنية وما هي إلا مياه مكررة.
والهواء يا عزيزي، وما أدراك ما الهواء فإن العاصمة أصبحت من أكثر البلاد تلوثاً في الهواء على مستوي العالم كله، فما بالك ببقية البلاد، وخاصة مع الموسم السنوي لحرق قش الأرز، ولعلك لا تعرف الحرق الحكومي لمقالب القمامة العمومية!!!!

الكاتب العزيز عماد توماس،
من طريقة كتابتك يبدو أنك تسكن في منزل نظيف وأسرة تتعامل برقي مع المحيطين، ومن صورتك تمتاز بـ "شياكة" الملبس وابتسامة يحسدك عليها المصريون، ولكن......
وآه من لكن يا سيدنا عماد توماس
بعد ما تخرج من باب بيتكم، تواجه بشوارع مصر المفتقدة أغلبها للنظافة، وهذا ليس تعميماً غير علمي لكن هو الواقع. إنني أتحدي أي مصري يذكر لي شارع نظيف أو حي يمتاز بالنظافة في أغلب محافظات مصر المحروسة.
هذا عن النظافة.
ويقولوا: النظافة من الإيمان.
نعم، والإيمان مرتبط بالنظافة، فما مدى وجود الإيمان في قلوب العابدين أياً ما تكون عقائدهم ودياناتهم؟
آه، يا عماد توماس
أتحدى أي شخص يذكر مستشفي حكومي أو غير حكومي يمتاز بخدمة طبية تتناسب مع أدنى مستويات الخدمة الإنسانية العالمية سواء التمريض أو العلاج أو المتابعة الطبية.
والتعليم وما أدراك ما التعليم، وكم الجهل المستشري في الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية. هل رأيت كم ونوعية التمييز الديني والطائفي؟
لن أحدثك عن الغش الجماعي وإجبار مديري المدارس ورؤساء اللجان على إنجاح الراسبين في الفرق المدرسية العادية من أجل رفع نسب النجاح.
دعك من التعليم وحاله السيئ.
دعك من الصحة وحالتها التي تزداد سوء وحالة المستشفيات يوماً بعد يوم.
دعك من عدم حصولك على أدنى مستويات المعيشة في مسكن صحي ملائم للآدمية، ناهيك عن الملايين التي تسكن عشش الصفيح والمقابر وتحت الكباري.

كفاية نكد يا عماد!!!
إنني أسألك: هل لديك أخوات بنات، أو صديقات صغيرات، أو كبيرات؟ أسألهن: كم مرة تعرضن للتحرش بكلمات بذيئة؟ أتحدي أي مصرية تذكر لي أنها هي بنفسها لم تقع فريسة للتحرش الجنسي تحت أي مسمي أو نوع، هي أو بنتها أو أختها أو صديقة لها!!!!


يا أعزائي القراء المصريين، يا جماعة يا محترمين
بعد التحية والذي منه
لا أحد يسمع كلام عمنا عماد توماس
ربما يكون عايش في وهم مقاومة الظلام بشمعة!!
يمكن أكون يأس حتى النخاع. لكن، هل من أمل؟

دعك من المسيحيين المصريين وما يعانوه، يا عماد
؟؟
وماذا عن أخوتنا الذين يؤمنوا بالديانة البهائية؟ حتى هؤلاء أيضاً لا تريد الدولة أن تعترف بوجودهم إلا إذا آمنوا بأي دين موجود على الساحة
وكأن الأديان الموجودة فرق كرة قدم مثل الأهلي والزمالك، وبقية الفرق الرياضية "كمالة" عدد!!!
دعك من البهائيين واليهود والمسيحيين.
حتى الشيعة يا عماد الذين هم أيضاً مسلمين، مثل بقية المسلمين يعني، لا يأخذون حقهم أيضاً مثل أغلبية السنة.
يا عماد يا محترم
خلينا في الرياضة والألعاب الرياضية، فمَن مِن اللاعبين أو أغلبية المسئولين من غير دين الدولة الرسمي؟

ما علينا، حتى أمريكا قد لا نجد فيها مكان!
يا عم، دع المصريين يهاجروا على رأي المثل الشعبي الجديد:
"قول يا أمريكا تلاقيها هاصت".

#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات