فيدرالية البصرة .. فرصة للازدهار .. أم طريقاً للتقسيم

يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 03:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير

الفيدرالية ....هي شكل من إشكال الأنظمة السياسية الحديثة ، وتعرف بوحدة مجموعة أقاليم او ولايات او جمهوريات ( دويلات ) في وحدة الارتباط بنظام المركزية الاتحادية ، مع تمتع الإقليم المنفصل بالاستقلالية التامة .....والفيدرالية ... بقدر ما هي معمول بها في كثير من بلدان العالم المتقدم والتي بلغت العشرين ....بقدر ما يخاف منها العراقيين لأنها حسب فهمهم قد تكون مقدمة للتجزئة والانفصال عن العراق الذي صار اشبه بتفاحة يقضم منها الآخرون ما يشتهون ومن أي جانب .... والشمال خير مثال والذي لا يدخله العراقيين اليوم إلا بكفالة من احد سكانه ، وهي أشبه بتأشيرة لأحدى الدول المجاورة .... وبقدر هذا الخوف يرى البعض الأخر أنه فرصة للازدهار والتقدم والأنعتاق من سطوة السلطة المركزية .
والمطالبة الأخيرة للبصريين لإقامة إقليم البصرة باعتباره المفتاح الى التطور والأعمار والرفاهية ، والتي تمت بمساندة بعض الأحزاب المعروفة وبعض الشخصيات السياسية البصرية المهمة أذ توضح هذه المطالبة أن غالبية سكانها يفضلون الفدراليات وإقليم البصرة تحديدا وليس فدرالية إقليم الجنوب أو فدرالية الوسط والجنوب ، وتقديم العديد من القوائم التي تضم نحو خمسة وثلاثين ألف اسما تطالب بإقامة أقليم البصرة.
والمطالبة الأخيرة جاءت كرد فعل للشعور الشعبي داخل المدينة ضد فدرالية الوسط والجنوب ، إذ يعتقد الكثير من البصريين أنها تسعى إلى ربط هذا الإقليم بأحدى الدول المجاورة والتي يرفضها غالبية الناس.
والبصرة ـ كما يرى الكثير ـ تصلح أن تكون إقليما فهي في الحقيقة محافظة متكاملة من جميع النواحي ، ولها ميناء دولي يربطها بكل العالم تقريبا ، ولها امتدادات واسعة تحدها من جميع الجهات .
وأن من حقها " كما يقول الخبير القانوني طارق حرب" إقامة فدرالية المحافظة ولكن بشرط الحصول على ثلث أصوات مجلس المحافظة أو الحصول على نسبة 2% من سكان المحافظة عبر تقديم طلب إلى المفوضية للقيام باستفتاء أولي، وبعد الحصول على هذه النسبة تعلن المفوضية عن القيام باستفتاء شامل يجب الحصول فيه على أكثر من 50 % من أصوات ناخبي المحافظة.
ويعتقد البصريين أن فدرالية المحافظة ستحجم التطلع أو الامتداد المركزي الذي غالبا ما تقوم بها الحكومة المركزية في بغداد بمطالبتها بأراض داخل الحدود الكويتية ، وأن إقامة مثل هذا الأقليم سيؤدي إلى الأمان التام ....
ولكن الأهم هو من سيقود هذا الإقليم.؟ وما هي طبيعة العلاقات مع المركز..؟ وهل أن نسبة من واردات النفط ستوزع حقا ًعلى المواطنين.؟ ومن الذي يقود عجلة الاقتصاد...... ومن الذي يضمن ان لا تكون هذه الأقاليم دكتاتوريات مصغرة او ضيعات تابعة لدول أخرى ....فإذا تزايدت الدعوات الشخصية أو ذات المنافع المنفردة .... فقد تكون النتائج عكسية وستكون كارثة فيدرالية داخل البصرة بدل أن تكون فرصة للازدهار والتطور.

#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات