أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نجاح العلي - ضوء على واقع الصحافة العراقية.. الجزء الثاني














المزيد.....


ضوء على واقع الصحافة العراقية.. الجزء الثاني


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 06:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


تطرقت في الجزء الاول من الموضوع على واقع الصحافة العراقية من الداخل اي داخل المؤسسة الصحفية الى تصرفات ومواقف بعض الصحفيين وهذه تجربتي الشخصية وانقل بامانة ما لاقيته وشاهدته وانا جزء من هذا الواقع شئت ام ابيت..
في احدى المرات دعاني مراسل جريدتنا (القادسية) في وزارة التجارة، ان اصحبه في جولة صحفية اثناء افتتاح احدى دورات معرض بغداد الدولي وفعلا حرصت على الذهاب معه لانها تجربة تستحق ان اخوضها لتحقيق الفائدة لكن ما أثار استغرابي هو ان كل جناح يزوره لاجراء التغطية الصحفية كان يخرج محملا بالبضائع والهدايا بل انه قد يطلب ذلك بنفسه مما اشعرني بالخجل الشديد وقد لاحظ علي ذلك وقال ان هذا الامر عادي جدا وهذا معمول به في العرف الصحفي العراقي..
اما الزملاء في قسم الترجمة فكان جزء قليل منهم يعملون على ترجمة بعض المواد الصحفية المستلة من صحف اجنبية والتي كانت تصل الى العراق بعد شهر من صدورها في احسن الاوقات والجزء الاكبر من المترجمين كان ينقل حرفيا مواد مترجمة جاهزة من صحف عربية وينشرها على انها مترجمة ويذيلها باسمه.. لكن الطامة الكبرى في صفحة تقارير التي هي عبارة عن سرقة ادبية في وضح النهار حيث يشترك بعض الزملاء بشراء مجلة عربية لان اسعارها غالية جدا ثم يقوموا بتوزيع موادها فيما بينهم ليقوما بنشرها مع ذكر اسمائهم عليها امام انظار الجميع حتى مسؤول الصفحة يعلم ذلك وعندما ابديت استغرابي من هذه الحالة قال ماذا نعمل نحن صحيفة يومية وامكانياتنا بسيطة وانا بحاجة الى مواد صحفية املأ بها صفحتي.. وانا مضطر لعمل ذلك.
يوم بعد يوم بدأت الصدمات تنزل على رأسي تترة.. هل يعقل ان يحدث هذا في اهم صحيفة يومية عراقية.. اذا ان العراق في ظل النظام الشمولي الواحد كانت هناك اربع صحف يومية تصدر هي الجمهورية والقادسية والثورة والعراق وكان فيها اسماء لامعة في الادب والشعر والرواية والثقافة حتى ان بعض العاملين في هذه الصحف هم الان رؤساء تحرير او مدراء للمكاتب الاعلامية في الوزارات العراقية او اساتذة جامعات سأعرج عليهم في وقت لاحق..
أما القسم الثقافي الذي كان يرتاده الشعراء والادباء فكان مرتعا للمنتفعين الذين لا هم لهم سوى الحصول على المكافآت والعطايا من السلطان حيث ان هناك لجنة في ديوان رئاسة الجمهورية تقوم برفع اسماء الادباء والشعرء الذين ينشرون نتاجاتهم في الصحف اليومية العراقية الى الرئيس السابق الذي يقوم بمنحهم هبة مالية قدرها ما بين 250 الف الى مليون دينار في حين كان راتب الصحفي 25 الف دينار شهريا (مايقارب العشرين دولارا) وبعد ان يتسلم هذا الشاعر او الاديب مكافأته تعمر مناضد الجريدة بالماكولات والولائم والا فان صاحبنا ستتم مقاطعته ولا يسهل له النشر وهذا الامر هو جزء من اقتسام الغنيمة.. وهذا الامر بات جزءا من العرف الصحفي في العراق وهو ما متبع ـ حسب ما شاهدت ـ في جميع الصحف العراقية اليومية.. واحب ان اذكر ان شاعرا معروفا سارمز بالاحرف الاولى لاسمه منعا للتشهير (ع. ع) كان قد كتب قصيدة تمجد صدام واثناء قراءتي لها قبل النشر قلت له امام حشد من الزملاء ان هذه القصيدة ستحصل عليها على اعلى المكافآت والذي كان شائعا في الاستخدام هو تسمية (التكريم) وقال لو حصل هذا فعلا سأقيم وليمة لكل كادر الجريدة باشهى الماكولات فاشترطت عليه مازحا ان يجلب مشويات لكل افراد الجريدة.. وفعلا اخذت القصيدة طريقها للنشر وبعد ايام ارسل بطلبه ليتسلم التكريم بعد ان اعجب بها صدام كثيرا ليتسلم مليون دينار كما توقعت له.. ولم يحنث صاحبنا الشاعر بوعده واجرى وليمة عظيمة في مبنى جريدة العراق ظللنا نتذكرها في جلساتنا حتى اليوم..
وهناك امر غريب لاحظته في جريدة القادسية وهو اني وجدت حرصا من قبل موظفي الجريدة ان يظهر اسمهم في الصحيفة على اي موضوع ينشر حتى لو كان (تافها) ابتداء من قسم الحسابات انتهاء بالاستعلامات والارشيف فلايوجد احد لم ينشر موضوعا باسمه اللهم باستثناء المنظفين مع احترامي وتقديري لاي عمل شريف ومحترم.. ولكن كما يقال(ان عرف السبب بطل العجب) ففي احدى المرات جرى تكريم جميع من ظهر اسمهم في الجريدة سواء كان الكاتب بسيطا ام اسما لامعا.. ومن الطريف انه في هذا اليوم كانت احدى الزميلات قد نشرت خاطرة الى شقيقها المتوفي حديثا وتمت مجاملتها من قبل اسرة التحرير بنشر هذه الخاطرة التي لاتتعدى البضع كلمات لتطييب خاطرها وهي المرة الاولى التي تنشر فيه شيئا بحياتها وجاء اسمها ضمن قوائم المشمولين (بالتكريم!!).
يتبع



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على واقع الصحافة العراقية.. الجزء الاول
- ظاهرة الانتحاريات العراقيات بحاجة الى وقفة
- ترسيخ مفاهيم المجتمع المدني من خلال المناهج التدريسية
- صناعة السعادة في الحياة الزوجية
- بيوت مغتصبة !!
- جامعاتنا تستغيث!
- من هم الشبك؟
- ضرورة انصاف الأرملة العراقية
- انعكاس الوضع الراهن سلبا على الحياة الاجتماعية للمرأة
- مساعدات باليورو للعراقيين!!
- مصير مجالس الصحوات والترقب الحذر
- البطاقة التموينية بين البدل النقدي والتقليص
- ما الضير لو اصبحت كركوك اقليما مستقلا؟
- رؤية لنشر الديمقراطية في المجتمعات الثيوقراطية
- ضرورة اعادة النظر في التوافقات السياسية للاحزاب والكتل السيا ...
- المعرفة العلمية من ضرورات العصر الراهن
- قضية كركوك .. هل ستظل معلقة الى ما لا نهاية؟
- تعاظم دور المرأة في الحياة السياسية
- معوقات عمل التعليم العالي في العراق
- معالجة ظاهرة الفساد الاداري من جذورها الاجتماعية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نجاح العلي - ضوء على واقع الصحافة العراقية.. الجزء الثاني