أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي الاخرس - السياسة تياسة شعار العرب














المزيد.....

السياسة تياسة شعار العرب


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 06:29
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الأمة المهزومة لاتصنع نصراً، ولايشغل بالها ان تبحث عن نصر، وإنما تُسخر كل وقتها وتفكيرها في البحث عن مبرر للهزيمة، أو الإيمان المطلق بنظرية المؤامرة، وهو مايعتبر بعرف هذه الأمم أريح للددماغ والنفس، وصدق المثل"شراء العبد ولاتربايته" فلماذا نربي ونتعب، مادام هناك مانشتريه، ويخلصنا من هذا العناء المرير.
وهذا ماينطبق على هذه الامة من مشرقها الى مغربها، التسليم قبل الحدث بنظرية المؤامرة، والهزيمة معاً، ولم لا؟! والأنظمة الرسمية مهزومة منذ ان نالت استقلالها، وقوى الشعب الديمقراطية_ ان جاز تسميتها بالديمقراطية_ مهزومة من داخلها، وما شعاراتها المطروحة سوى هزيمة بشعار إنتصار، وشعوب مهزومة تتغلغل لها نظرية المؤامرة حتى في معاشرته لزوجته، ونظرته للآخرين.
لست متفائلاً ولست متشائماً ولست مبالياً كثيراً فيما يدور لهذه الأمة، لأننا أدمنا الهزيمة، وأدمنا ان نقرع طبول الأزمات ، والتسامر حول حلبات الهزيمة بالرقص والغناء، لاننا أدمنا الكذب والنفاق، كما أدمنا التعامل مع كل شئ الا مع الحقيقة والواقع، ونبحث بين كومات الهزيمة عن هزيمة مأزومة نُعلق عليها فشلنا وضعفنا وهواننا.
فالسياسة تياسة بعرف هذه الأمة، لأنها لم تتعود التعامل مع السياسة وقراءة لأبجدياتها، بل نقرأ سطر ونقفز عشرة أسطر لنُسرع في الوصول الى النقطة- علامة الترقيم- التي تدل على نهاية الجملة.
العلم في الراس وليس بالكراس.... فكيف سنقرأ؟!، ولو قرأنا هل نفهم؟ ولو فهمنا هل نطبق؟!.
أثارت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك بجنوب السودان من الإستهجان والإستغراب، حتى ذهب البعض الى الشعور بالمرارة من هذه الزيارة، وكأنها ستقسم السودان الموحد المتماسك القوي. وأصبح البعض يبحث في خفايا عقله عن أسباب سياسية لهذه الزيارة، واستبدلنا الحوار عن ضرورة دعم الجهود المصرية لتوحيد السودان، الى البحث عن المؤامرة التي يحملها حسني مبارك ضد السودان، وكأن السودان بحاجة الى مؤامرة!! فهو يعيش كل المؤامرات التي فتتّه وجعلت منه ولايات مجزأة مقسمة متحاربة، يطحنها الموت والفقر.
كل بدعة ضلاله، وكل ضلاله في النار..والبدعة أصبحت كيف نلتقي؟ وكيف نتعامل مع أزماتنا؟ أما الضلاله فهي أن نجلس على طاولة المفاوضات في أحضان عربية، داخل البيت الواحد، ولكن هيهات لأن العرب لايملكون قوى الإلزام، التي يملكها السيد الأمريكي، ونعود ونذرف الدمع على ماسكبناه من لبن بأيدينا.
قدمت مصر وثيقة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني التي ذهبت جميع الفصائل الفلسطينية لمناقشتها في القاهرة، وقدمت على هذه الوثيقة ذات العشرة نقاط تحفظات تعدت المائة، وفي النهاية قاطعتها حماس، فما السبب؟ّ!
هناك من ذهب الى الإعتقالات في الضفة الغربية، وهو سبب غير مقنع وغير منطقي، فطاولة الحوار كفيلة بحل كل شئ، مادام هناك نوايا وطنية صادقة لإنهاء حالة الإنقسام في فلسطين، ولكن السبب الحقيقي يتمحور بسؤال مركزي، " من لديه النوايا بالتنازل عن عرشه المتربع عليه؟!". فحماس تحقق كل شئ في غزة، وتعيش أزهى مراحلها(السلطة، والجاه ، والخيرات)، تجبي كل شئ دون مقابل، ودون ان تقدم شئ كالإلتزام، فما يجبرها على المصالحة؟!. وبصدق لو إن أي فصيل مكانها سيفشل الحوار بل يطلق عليه يمين الطلاق البائن.
ونفس الشئ في رام الله، ونفس الشئ ينطبق على الأراجوزات الأخرى على مسرح السياسة الفلسطيني.
إذن فمن السبب في إفشال وثيقة القاهرة؟ وماذا لو كان هناك قوة إلزام مصلحية كالتي فرضتها قطر على قوى لبنان، التي تقاسمت لبنان كقطعة جبن؟!.
وهنا من الفاشل والمتآمر؟! حسني مبارك، أم القوى الديمقراطية السودانية؟! أم الشعب السوداني؟! أم نحن الشعوب؟!
الإجابة ستكون حسب أهواء كلاً منا، السياسية ، والمادية، والنفسية، والمصالح الشخصية سيكون تحتها عشرات الخطوط الحمراء.
إذن المؤامرة لم تقتصر على الأنظمة الرسمية ولكنها أصبحت نظرية حياة عامة تطبقها الشعوب العربية بكل إتقان وقدرة وشفافية، فأصبح الجميع متآمر على الجميع، والكل متآمر على الكل، والنفس متآمرة على النفس.
حالة هذيان نمر بها، كل منا تقمص لون الحرباء، يتلون حسب البيئة التي يتقوقع بها، وتتوافق وأهوائه ومصالحه الآنيه الذاتية.. أما الأوطان فهي أصبحت النفس فقط.. نفسي نفسي..
فاليد التي تبني هي نفس اليد التي تهدم.. وهي نفس اليد التي تحرق وتقتل.. فأي يد تلك التي تعودت على ان تبني صروح الهزيمة كإنتصارات مشيدة بنظرية المؤامرة..
وفي النهاية إتقوا الله بأنفسكم..



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري
- جامعاتنا جامعات مفاسد وضرار (2)
- صيف لبنان وشتاء حزب الله
- سلاح مقاومة ام سلاح مستتر ؟!
- ستون عام وعام
- فصائل وقيادات ورقية تتحدث باسمنا في القاهرة
- السعودية تبتدع حلا لمشكلة الفقر والفقراء
- انتخابات بيرزيت دلالات ومؤشرات
- حماس وكارتر ومنظمة التحرير
- غزة بقعة من فردوس الحياة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سامي الاخرس - السياسة تياسة شعار العرب