أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - حوار الثقافات مقابل حوار الأديان














المزيد.....

حوار الثقافات مقابل حوار الأديان


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دارت حوارات كثيرة حول مؤتمر حوار الأديان وكانت في عدة مستويات
أنصار خط المواجهة مع السعودية على طول الخط انتهزوها فرصة للتشهير و الضغط السياسي بسبب وجود الرئيس الإسرائيلي في المؤتمر ونسو ما حدث في لقاء الإتحاد ن أجل المتوسط الذي تم بوجود رؤساء عرب وأولمرت ومن قبلة مؤتمر أنابولس الذي حضره العرب إلى جانب إسرائيل.
العلمانيون المقتنعون بأن السعودية تدعم التطرف الديني مستندين لفتاوى طائفية وأقوال متشددة لعلماء سعوديين يشغلون مواقع رسمية هامة انتقدوا الحوار. ونسي أولئك أيضا التفريق بين الرأي الرسمي الذي يطرح مقاربة تجعل التدين والالتزام بيئة وطنية مفتوحة للمناقشة والرأي المجتمعي في العربية السعودية المنحاز نحو التشدد.
الموقف المحايد لا يستطيع نفي الدور السياسي في الموضوع حتى ولو كانت النوايا غير ذلك
فالواقع أن المؤتمر حضره سياسيون أكثر من العلماء وغاب عنه أسماء إسلامية ذات تأثير واسع
من يخاصم سياسيا السعودية سيجد سوءً في كل ما تفعله والعكس صحيح. وفي كل الأحوال الشعار الذي رفعه المؤتمر" التسامح "هو قيمة مهمة من قيم حقوق الإنسان لكننا في الوطن العربي بحاجة ماسة لنبش خبايا مكون الوعي الجمعي حتى نقترب من التغير ومازالت ثقافة التسامح حبرا على ورق ولها معاني مختلفة في ذاكرتنا عن الحقيقة لابد من تأصيل ثقافة الاختلاف بل وحق الاختلاف في الدين والمذهب والرأي والموقف ونلتقي حول الانتماء للوطن والإنسان بصرف النظر عن الانتماء الديني
سأل أحد المثقفين اليمنيين لو أن حسين أوباما والد الرئيس الأمريكي المنتخب سافر إلى إحدى الدول العربية ولم يهاجر إلى أمريكا كيف سيكون حاله ؟
لن يتمكن من الحصول على الجنسية وسيواجه مع ميشيل قرار الترحيل
في ظل الحكم السابق الدكتاتوري المستبد للعراق حورب المسيحيون وحجبوا عن المراكز القيادية إلا بأعداد يسيرة لزر الرماد في العيون لكن لم يقتلوا ويهجروا بتلك القسوة والإجرام الذي نعايشه منذ سنوات في مدن عراقية مثل الموصل والبصرة، في ظل دولة البرلمان المنتخب وحكومة الأكثرية تحت لواء الاحتلال الأمريكي
حكام العراق اليوم يغلب عليهم الالتزام الديني، والانتماء لأحزاب الإسلام السياسي، وما حصل من أتباعهم وأنصارهم ومحازبيهم هو التقتيل والتقطيع والنفي للمخالف في الدين والمذهب ومهما سيق من مبررات لن تكون كافية أو عافية من المسؤولية الأخلاقية والجنائية والسياسية المباشرة لحملة لواء الإسلام السياسي الحاكم في العراق هذا يدفعنا للتساؤل عن قدرة المتدنين الحقيقية على تقبل الأخر عندما يمتلكون القوة لتغيره.
على هامش حوار الأديان سأل أحد الصحفيين لماذا لا يوجد كنائس في السعودية مع أن عدد المسيحيين يبلغ اليوم في السعودية ما يقرب من المليون طبعا هم من غير السعوديين ؟ فإذا أردت بدأ الحوار السليم فبدأ بنفسك وليكن الحوار داخليا وحرا متعادلا يعتمد فكر النقد ومذهب التعدد والاختلاف
لماذا يحارب في كل البلدان الإسلامية ويقتل في بعضها من يتحول إلى دين أخر من المسلمين ونهلل ونكبر وندعم من يتحول من العمال البسطاء من الآسيويين غير المسلمين إلى الإسلام ويترك دينه في معظم الأوقات تحت ضغوط الإغراء المادي في حالات نوهت عنها الأمم المتحدة وطالبت بوقفها
طبعا لا يمكن تحقيق التغير في المجتمعات المحافظة دفعة واحدة لكننا نرضى في هذه المرحلة بتقبل طرح التساؤلات دون تعنيف ورفع الكرت الأحمر : كفر حرام حلال.
يحتج المسلمون في جميع أنحاء العالم على نشر الإعلام الغربي لأخبار أو أراء تتعرض للمسلمين أو إلى دينهم وعقيدتهم ولا يقبلون مثلا أن يقول مفكر غربي أن الأصول الإسلامية بحاجة للمراجعة التاريخية ـ نولدكة الألماني مثلا أو برنارد لويس البريطاني اليهودي الأمريكي، لكننا في ذات الوقت وعلى الملأ ندعي بأن الكتاب المقدس الذي بين يدي المسيحيين الذي ويعتقد أكثر من ملياري إنسان أنه كتاب الله المقدس محرف ومبدل وكتبوه بأيديهم وفيه اختلاف كثير ، ونكرر ذلك صبح مساء وعلى أعين الأشهاد دون مراعاة أو التفات لحجم الضرر والإيذاء الناجم عن أمثال تلك الدعوات على إخوتنا في الوطن
تنقل وسائط الإعلام العربي المظاهرات في إيطاليا احتجاجا على منع رئيس بلدية أنشاء مسجد جديد ويلجأ المسلمون للقضاء الإيطالي ويربحون القضية ويبنون المسجد وسط الحي المسيحي . وأمثال تلك الظاهرة حدثت في ألمالنيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ المسلمون ما يريدون. لنتخيل لو أن عدد من الأسيويين تظاهروا ليسمح لهم ببناء معبد بوذي في دولة إسلامية كبرى ماذا سيحصل؟
سيرحل الجميع أو يدفعون لتغير دينهم بالإغراء والترهيب.
لماذا لا يحاربنا الناس العاديون من الأمم الأخرى عندما نطعن بعقائدهم وكتابهم ولا يشنون الحرب على السفارات ويقتلون من يدعي كفرهم وضلالهم، ألا نتلو في صلواتنا عشرات المرات كل صباح ومساء غضب الله على اليهود وضلال النصارى ولعنة الله عليهم ونحكم عليهم بالثبور والخسران والنيران.
الحوار لن ينجح ما لم يكن من الداخل من داخل وجداننا وذاكرتنا ووعينا وبعد ذلك من داخل فكرنا وثقافتنا وعقائدنا . إذا كنا لا نستطيع فتح حوار بين الطوائف من الدين الواحد إلا في حدود العموميات والسطحيات فكيف سنتمكن من الحوار مع الأديان الأخرى
حوار الأديان فكرة سامية ونية طيبة لكنه حرث في الماء وكتابة على الرمل تذروها الرياح ويمحي أثرها الموج، الحوار الحقيقي بين الثقافات والحضارات والأفكار والتي كثير منها منتج ديني لكن الفرق عندما تتحاور الثقافات يتراجع مفهوم الإيمان وتغيب قضية التكفير ويصبح الجميع حقيقة سواسية كأسنان المشط لا فرق ولا فضل لدين على الآخر ولا خيرية لأمة على الأخرى



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى زواج الرضيعة تعيد الجدل من جديد
- في الانتظار !
- أنا و الموت يجذبني
- مآخذ منهجية على الليبرالية العربية
- الخيار الوطني لإعلان دمشق
- نقد نظرية الحكم الإسلامية ( 2 من 2 )
- نقد نظرية الحكم الإسلامية (1)
- تعدد الزوجات ضرورة أم تنفيذ لرغبات ذكورية
- الهوية فوبيا تشعل حطب الرسوم المسيئة
- السلطوي و الديني في جريمة -الشرف -
- (ودمع لايكفكف يا دمشق)
- الأجوبة الكلانية و الحلول الشمولية معوقات للتفكير الايجابي
- العقل العربي و أغلال الفكر الأصولي
- المرأة ليست فرجا ً فقط !
- العيد الحزين
- حورية على ضفاف الحب
- حوريات المؤذن
- الإشكالية الديمقراطية بين الأغلبية السياسية و الإثنية 12
- الليالي الساهرة
- شيطانة لعوب


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - حوار الثقافات مقابل حوار الأديان