أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وداد فاخر - الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي














المزيد.....

الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي


وداد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي ( ع )

      يحل علينا هذا العام شهر محرم الحرام ، والعراق والعراقيين جميعا يتنفسون عبق الحرية ، ونسيم العراق العليل وسط أجواء من الحرية ، والتعبير عن الشعور الديني والسياسي ، بعد أن كبس على أنفاسهم أولئك الهمج الرعاع القادمين من وحل التخلف وأقبية الظلام ، والغرباء على العراق والعراقيين . فقد سقط الغرباء وذهبوا هم وحزبهم في مزابل التأريخ وبلا رجعة . ورفع العراقيون من جديد هاماتهم إلى العلى معلنين للعالم انخراطهم من جديد ضمن المجتمع الدولي ، كعنصر بشري أساسي في العالم والمنطقة له الحق بالتفكير والتصويت والاعتراض ، بعد أن كان مسيسا في جميع مناح الحياة ، ضمن بوتقة معينة ووفق منهج سياسي مرسوم لهم مسبقا، وضمن شروط فرضتها السلطة الدكتاتورية الحاكمة .
ولأننا جميعا نعلم عمق معنى الشهادة في الإسلام ، والقيمة العظيمة لشهادة سيد شهداء أهل الجنة الإمام الحسين ( ع ) ، فلا بد من الوقوف بتواضع للإفادة من قيمها وعبرها العظيمة . فالإمام الشهيد عندما يقول بعبارته العميقة العنوان ( إني ما خرجت بطرا ًولا أشرا ً ) ، أي بمعنى إن وراء خروجي على السلطان الجائر معنى عميق ودروس يجب أن نتعلمها ، ونأخذ بها كي لا نقع فريسة بعض العادات والطقوس الغريبة علينا وعلى الإسلام كدين ،  فتذهب المعنى الحقيقي للذكرى ، وتشوه قيمنا وإيماننا .
وحتى نكون أكثر صراحة ومنهجية ، لنا أن نستذكر الكثير من الدروس والعبر التي كانت الحصيلة النهائية للتضحية الكبيرة التي قدمها سيد الشهداء في معركة كربلاء في العام 60 الهجري ، حيث قدم نفسه وآله وذويه قربانا لمبدأ ترسخ في ذهنه ، ألا وهو إعلاء شأن الإسلام الذي كان لا زال وليدا وتنقيته مما ادخل عليه من بدع في السلطة والحكم ، فكانت تلك الدروس الأولى في الآيديولوجية السياسية الإسلامية ، التي كانت جديدة تماما على سلطة الدولة والحكم .
وقد كان هناك معسكرين ، معسكر الحسين الرافض لكل أنواع الهيمنة السلطوية والسياسية ، التي كان المعسكر الثاني وهم بنو أمية وتابعيهم ممن فرضوا شكلا غريبا للسلطة مغايرا تماما للخلافة الراشدة التي كانت اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي الحديث ، المبني على أساس ( الناس سواسية كأسنان المشط  ) ، والشبيه إلى حد ما للديمقراطيات الحديثة في التعبير عن حرية الرأي والعقيدة ، وتوزيع الثروات بين الناس بالقسطاط . وبهذه المفاهيم الإنسانية نستطيع استيعاب الأسس الحقيقية لثورة الحسين .
لكن ما دخل من بعض الممارسات الغريبة على الدين الإسلامي والعادات العراقية والعربية ، كان له أثر كبير في محاولة تشويه المعنى الكبير لهذه الثورة التاريخية العظيمة ، التي لا زالت الأجيال المتعاقبة تحييها كل عام بما يليق بمكانتها السامية العظيمة . لذلك تبقى بعض التصرفات والممارسات التي دخلت على إحياء هذه الذكرى مسألة قابلة للنقاش ، خاصة (  ضرب القامة ) و ( الزنجيل ) وما يترك ذلك العمل من آثار صحية على الشخص الذي يمارس العمل ، أو ما يتركه من انطباع سيء على نفوس الكثير من المسلمين وغير المسلمين ، إثر مشاهدتهم لتلك الممارسات الغير صحيحة والتي نعرف جميعا بأنها قدمت للمنطقة في فترة زمنية قديمة ، ومع الترك القادمين من شرق آسيا ، وفق جوهر حب حقيقي لآل البيت ، ولكن بمفاهيم ثقافية بدائية جدا. وساعد على انتشارها آنذاك ، الجهل الثقافي والديني لمعنى كلمة ( الشهادة) التي سطرها سيد الشهداء وآله الكرام .
وفي العام 1994 ، رفع المرحوم ( آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني ) المرجع الكبير في قم المقدسة بإيران ، شعار وفق فتوى دينية ب ( التبرع بالدم بدل ضرب القامة ) ، وهي عملية إنسانية عظيمة كمشاركة إنسانية في ذكرى الشهادة الحسينية ، في يوم العاشر من محرم الحرام . أما في العام الذي يليه فقد شجع ذلك السلطة الدينية الحاكمة في إيران ، بإصدار فتوى كأمر قطعي بتحريم ( ضرب القامة ) ، ومنعها رسميا وبالقوة من قبل أجهزة الدولة الرسمية ، بفتوى صدرت آنذاك من مرشد الجمهورية الإسلامية ( السيد علي الخامنئي ) . لذا فإن ما دعا إليه ( السيد الكلبايكاني ) هو رأي سديد ، لأن التبرع بالدم أفضل من إهداره هباء هو عمل صحي ومنطقي في آن واحد ، ويغطي على جميع قناعاتنا وشعورنا بمشاركة آل البيت نزف الدم الكريم في ذلك اليوم العظيم . إضافة لما نقوم به من عمل إنساني مجيد من اجل إنقاذ مريض هو بحاجة ماسة لدم متبرع ، يساهم في إنقاذ حياته ، ويعيد لأهله وأحبته البسمة التي غاضت إثر مرضه .
ولست هنا بدور الواعظ ، ولكن الناصح لأن المعنى الحقيقي للدين هو ب ( أن الدين النصيحة ) ، مضافا لذلك إننا نزيل بعض الشوائب مما علق بطقوسنا ، وعاداتنا في إحياء مناسباتنا الدينية . لذا نتمنى أن يكون لإحياء ذكرى سيد الشهداء الحسين بن علي ( ع ) معناه الكبير الحقيقي ، الذي يكون دائما رائدنا نحو خير امتنا وسعادتها .



#وداد_فاخر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حازم جواد ذكريات شريكٌ في الجرم.. وهذيان قاتل محترف
- يا جماعة الخير: لا تعيدوا خطأ الزعيم عبد الكريم قاسم
- كلمة ونص للدكتور قيس جواد العزاوي
- يجب أن يكون لنا في يوم 8 شباط الأسود عبرة
- المحاولة الإجرامية الآثمة على حياة السيد السيستاني كان القصد ...
- خرافة الدفاع عن نظام البعث بحجة خلو العراق من أسلحة الدمار ا ...
- تفجير مقر الحزب الشيوعي العراقي في المشتل لن يوقف عملية بناء ...
- هل يدرك’ مجلس الحكم ما فعلْ ؟؟
- بمناسبة تأسيس الجيش العراقي المنحل العراقيون بحاجة لجيش للعم ...
- تعقيبا على ( الهبة المضرية ) لبعض المحامين العرب للدفاع عن ص ...
- ازدواجية الخطاب العربي بين الواقع والشعارات
- الضجة المفتعلة بعد إصدار مجلس الحكم قانون محاكمة صدام حسين و ...
- مبروك لكل الخيرين سقوط جرذ العوجة في مصيدة الشعب العراقي
- هل أصبحت جريدة الوطن السعودية الرديف الآخر للفضائيات المروجة ...
- تحية لموقع متجدد تقنيا ًوفكريا
- رد على بيان الشخصيات البغدادية - أين كنتم عندما كان صبيان ال ...
- عبد الرزاق سعيد النايف كرهه للشيعة والشيوعية أودى بحياته
- الحقيقة الكاملة لعملاء البعث من الأهوازيين
- كيف يتكلم الوحدويون في اليمن الذي كان يوما ما سعيدا
- عزيمة الواوية في العاصمة النمساوية


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وداد فاخر - الفهم الخاطيء لعمق شهادةالحسين بن علي