النحس
جملة مفيدة
إذا صدقنا ما قيل عن رسالة صدام حسين التي تكفل وفد الصليب الاحمر الدولي نقلها وبشر فيها ابنته رغد بقرب(إنكسار قيوده) وعودته الى الحكم، فاننا سنصدق، من دون تردد، ما ذكرته عرافة مصرية مطلع العام الجاري من ان (الريس صدام) سيعود الى الحكم بعد ان يزايله النحس، بل ويلزم ان نصدق ما كتبه صحفي روسي اسمه(يكتالين) في صحيفة روسية اسمها (نيزافيسمايا ) منذ ثلاثة اشهر من ان صدام حسين أوقع الامريكان والبريطانيين في فخ قاتل وانه سيجهز على جيوشهم ويحرر بلاده منهم وقد يحرر فلسطين والاسكندرون وعربستان والجزر الثلاث وجزيرة ليلي المغربية وربما الاندلس ايضا.
ومن بين كل هذه الروايات التي تجمع على اختزال التاريخ الى فانتازيا مسلية، تستأثر حكاية النحس الذي أقام في دواخل صدام حسين باهتمام لافت، لان العرافة المصرية المشهود لها بالفراسة استطردت في قراءة طالع العرب بعد سقوط نظام البعث في بغداد لتقول ان (الريس صدام) كان (جدع) لكنه أصاب العرب بـ(النحس) وسيعود الى الرياسة بعد ان يشفى هو من النحس.
لكن علماء الفلك، وحتى المنجمين، ينظرون الى النحس كعارض يصيب صاحبه مرة والى الابد مثلما يصيب الاخرين من دون أمل بالشفاء، ويقول الباحث في الامثال الشعبية العراقية عبدالرحمن التكريتي ان كوكب زحل يرمز الى النحس الاكبر ويتسم بالثبات والاستعصاء على الرصد لانه يقيم، حسب الفلكيين، في السماء السابعة التي تعد خارج التخيل، ويشتم العراقيون القدماء (وجه النحس) بالقول(خليفة زحل) ويستطردون الى تعميق ملامح القبح للمنحوس فيقولون عنه: (وجه يرد الرزق) حيث جمع صدام حسين الذي تمثلته العرافة المصرية نحسا أصابه نحس كل صفات زحل الكارثية، يكفي ان يتهجى المرء ما حل باسرته من مصير ما كان ليحل باسرة أي رئيس في العالم اطيح به بالقوة أو بالحرب أو بـ(الكونة) كما كان يسميها صدام استهانة.
أما (فخ) السيد نكتالين فقد دخله شهود زور جهزوا الرأي العام بفذلكة ان صدام يقود رابع جيش قوي في العالم وروجوا لكذبة ان ايادي العراقيين ستعين صدام ساعة اشتعال الحريق على الخروج من الطوق، وحين قبض عليه لم يجد إلا ايادي جنود امريكان تعينه على الخروج من الحفرة.
ومضة:
"أطبق دجى، أطبق ضباب
أطبق جهاما، يا سحاب
أطبق على متـبلـدين
شـكا خـمولهم الذبـاب "
الجواهري