أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - تساؤلات مشروعة - ( 2 )- هل يوجد بديل في سورية..!؟














المزيد.....

تساؤلات مشروعة - ( 2 )- هل يوجد بديل في سورية..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلما طالت فترة حكم الزعيم الأوحد، كلما تعززت عبادة الفرد وانتشرت الوثنية كما انتشار التماثيل في الساحات العامة، والشوارع، والمكاتب، وغرف النوم و..! وكلما تقزَّم السادة المحيطين بفريد عصره، متحولين إلى مجرَّد أزلام.. وكلما صغرت الكائنات الإنسانية المتحركة في كنف السلطة حزبيةً كانت،أم أمنية أو غير ذلك.. والذي حدث في سورية منذ الحركة (( المباركة ))، هو عملية تفصيل سياسية على مقاس الحزب القائد تخللها تأميمٌ المجتمع و السياسة.. فجرى ضرب الخارجين على التأميم السياسي من أحزاب، ومنظمات، ومثقفين بلا هوادة.. وجرى إعادة ترتيب أوضاع المنظمات المسَّماة شعبية والاتحادات كافة بما فيها اتحاد الكتاب والصحفيين وبهذا التأميم والترتيب تعززت ركائز مجتمع أمني عسكري تشيع فيه ثقافة الخوف والنفاق السياسي، حتى أنه لم يبق مكان آمن للمواطنين، غير الجوامع والكنائس التي وسعَّت السلطة عملية بنائها من خلال المساعدات المالية والتنظيمية بهدف التوظيف السياسي للتحشدات اليومية والأسبوعية المعتادة في تلك الأماكن، حتى أنَّ السلطة نجحت في ترتيب تحالف غير معلن، هذا التحالف[ المشيخي الحزبي الكنسي ] كان يُعَّبر عنه بالمقدمات التمجيدية للخطب والمواعظ الدينية، وفي الاحتفالات الدينية المختلفة .. وفي مثل هذا المناخ، كان لا بد أن تعود لتنتعش بقوة كل أشكال الانتماءات ألما قبل سياسية والتي أضعفت بدرجة كبيرة مكونات الوحدة الوطنية، وبان المشهد الاجتماعي السوري طائفياً، وعشائرياً، وجرت اصطفافات مذهبية الطابع في مختلف مؤسسات السلطة.. والنتيجة المنطقية لهذا النهج كانت= مجتمع قطري غير موحدٍ في العمق في ظل سلطة حزب أول أهدافه المشهورة: الوحدة القومية العربية ..وهذا هو حال الحرية الهدف الثاني للحزب، حيث نجح أيضاً في مسحها من القاموس السياسي بجدارة ..ولم يفشل الحزب في هدفه الثالث، فتعرَّف السوريون على اشتراكية الطوابير الشعبية، واشتراكية رؤوس الأموال المهربة إلى البنوك الخارجية..واشتراكية الفساد المعَّمم.. وبهذه الممارسة الثورية المتواصلة، أصبحت سورية من أوائل(( النمور ))الشرق أوسطية..! حيث تمكن الحزب القائد، وبمدة قياسية، من إنجاز عكس الأهداف التي ما زال يصرُّ على رفعها كراية نضال خفّاقة..! وهو ذات الحزب الذي لم يستطع حتى الاتحاد مع نفسه [ في سورية والعراق ] والذي أوصل معظم الشعب اللبناني الجار إلى الكفر الوحدوي الكامل..!والذي أوصل الأمور الخلافية مع الأردن أكثر من مرة إلى حد اندلاع الحرب..!
في سورية هذه ، يصبح التساؤل عن توفر البديل،تساؤلاً مشروعاً وتأتي أهمية التساؤل من واقع الفشل الذريع لحكاية إمكانية أن يصلح حزب من هذا النوع نفسه ..! وهي حكاية لا تزال شغَّالة في بعض الأوساط السياسية والاقتصادية ،أما في الوسط الاجتماعي فلا مصداقية لها ..ومع كل يوم ينقضي، يتناقص عدد المراهنين على قصة الإصلاحٍ بقضها وقضيضها ، والآن، وقد كنَّست الحرب الأمريكية  النظام العراقي و التي أسفرت إضافةً لزوال الفاشية ، عن فتح صفحة البعث فكراً وسياسةً وتنظيماً، فقد أصبحت لدينا مفارقة من النوع الثقيل تتلخص في وضعٍ عراقيٍ تجري فيه عملية تطهير للبعث ومشتقاته ، مقابل وضعٍ سوري يحاول فيه البعث التكِّيف مع المستجدات المحلية والإقليمية والدولية لكن، الكثير من النقاط وضعت على الحروف، وبان بكلِّ وضوح، أنَّ سورية (( الثورة )) تجد نفسها اليوم في حالة انعدام الوزن، زائداً فقدان البوصلة السياسية..! وهذا ما يفسِّر قصة العزلة التي يتحدث عنها الجميع أقصد عزلة النظام السوري إقليميا ودولياً..!
 



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات مشروعة
- تعقيب لا بدَّ منه على مقال كريم عبد عن الإعلام السوري
- الإصلاح السوري والضفادع وأشياء أخرى
- أما اليوم
- أما وبعد 2-2
- أما وبعد - 1-1
- الكياسة في تعامل أجهزة الرئاسة
- بؤس الفكر..بؤس السياسة
- خيارات الرئيس الضائعة
- حزب (الفّلوجة) السوري المعارض
- الوطن وخيارات النظام
- إحياء الموتى
- الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - تساؤلات مشروعة - ( 2 )- هل يوجد بديل في سورية..!؟