أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (1)















المزيد.....

ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (1)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بداية، بجب ان نقول عندما نذكر روسيا نقصدها قبل الاتحاد السوفيتي و اثناء حكمه و من ثم بعده باعتبارها وريثته بعد الانفكاك من كافة الجوانب ، و اختلفت سياسة روسيا من عهد لاخر من حيث علاقاتها المباشرة مع حركات التحرير في المنطقة او من خلال الوسيط الذي كان دائما عبر الاحزاب الشيوعية و استنادا على موقف الحركات و الاحزاب و الاطراف المقصودة من تلك العلاقات من الناحية الفلسفية و الفكر و الايديولوجيا و موقفها من الغرب و ما يهم استراتيجيتها الحيوية ، اما اليوم فتغيًر الواقع و اُستبدلت السلطة و الفلسفة و الحكم فيها و هي على غير ما كانت عليه ابان حكم القيصر وعهد الاتحاد السوفيتي ، و التي كانت قبل ثورة اكتوبر تعتمد كليا على الصراع مع الامبراطوريات و في مقدمتها العثمانية و الفارسية و الحكومات و اهدافها في المنطقة ، اما بعد الثورة فكانت وفق الاستراتيجية العامة للصراع مع المناوئين سوى كان بريطانيا او فرنسا في حينه او امريكا و المراكز القوى الاخرى المؤثرة على الصعيد السياسي الفكري في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثانية ، و هذا ما ينطبق على مواقف روسيا من الحركات التحررية الكوردية المتعددة في تلك الفترة ،و في الحقيقة لو كنا صريحين و قرانا تلك العلاقات و المواقف علميا و بشكل دقيق و اعتمادا على التقييم المحايد خارج جميع النزعات الفكرية او العاطفية التي تفرض نفسها علينا للانحياز الى روسيا ، و نقولها للتاريخ ان روسيا لم تكن في اكثر الاحيان تنظر الى او تعامل بعض القضايا على اساس قناعتها بعدالة القضية او احقيتها في تحقيق اهدافها من خلال حلها بشكل سلمي و عادل، كما هو الحال من التعامل الطويل العريض و المتعدد الجوانب و المتنوع مع قضية الشعب الكوردي وخلاصه من مخالب ومثالب السلطات القمعية و الشوفينية ، بل المرتكز الاساسي لتلك المواقف كانت المصالح السياسية او الاستراتيجية لروسيا وهي المقياس للدفاع عن حقوق هذا الشعب او غيره في التحرر و الانعتاق من سلاسل و اغلال العبودية .
اما جوهر الثورات والحركات في القضية الكوردية كان دائما ذات الملامح القومية و بمسحة يسارية نابعة من الواقع الاجتماعي السياسي لها في اكثر الاحيان ، و التي اجبرتها الضرورات على التمسك بالايديولوجية القومية المعتدلة و في بعض الاحيان الدينية لكون المجتمع او الواقع الاجتماعي الثقافي لم يتوضح فيه التناقضات الطبقية بشكل واضح و انما كان متاثرا بالافكار و العقائد الدينية .
و كان الشعب بشكل عام لم يتسم بالوحدة الفكرية و لم يكن متماسك الاطراف لانه اُستغل من قبل السلطات المركزية و التي كانت تصرو تعمل جاهدة دائما على عرقلة النهضة الاقتصادية في كوردستان و تشعل نار الفتنة و تخلق الازمات الداخلية بين القوى الكوردية لضعفهم الفكري الثقافي منذ زمن الامارات الى النزاعات بين التيارات و الاحزاب، و وصلت في اكثر الاحيان الى حدتها ، و واصلت السلطة المركزية دفع الشعب الكوردي لتلك النزاعات لاهدافها السياسية، و هي السبب في عدم تبلور الوعي القومي و الطبقي، واُعتمد على الاحتراب في حل المشاكل مستندين على الانتمائات الدينية و الطائفية و القبلية.
بعد تغيير الاوضاع و تاثير الافكار و العلوم العالمية على منطقة الشرق الاوسط بشكل عام و انبثاق الحركات التحررية والاحتكاك مع الدول الكبرى و بالاخص التعامل مع روسيا و مصالحها توفرت العوامل الهامة لنشوء الوعي القومي اثناء ثورات الامارات الكوردية و القوى التحررية و وقوفهم ضد محاولات الصهر الكامل في السلطة المركزية او مع القومية السائدة ، و عوامل اخرى مثل نهضة المدارس الدينية الصوفية كانقشبندبة والقادرية و نهضة الادب الكوردي و قيام الطبقة المثقفة الجديدة و ازدياد الاصدارات الثقافية و وصول المصادر العلمية الثقافية الاجنبية الى كوردستان من اهم الاسباب لتلك النهضة القومية .
و في جانب اخر بعد استقرار الاتحاد السوفيتي و تقبله للقومية و الاشتراكية و تاثيراتها على الحياة الاجتماعية التي كانت قفزة نوعية فوق العقائد و الافكار القديمة البالية التي تمسك بها الكورد لعهود طويلة ، ومن ثم النظر الى النظريات السوفيتية بشان القومية و الطابع الطبقي للاحزاب و التيارات في العالم الثالث كضمانة نظرية لسياسة القوة العظمى السوفيتية في المنطقة كان اهم مؤثر و عامل ساعد على التغيرات المتعددة الاوجه.
كان لروسيا اهتمام استراتيجي عام بكوردستان لتوسيع نفوذها ، و كانت تصر دائما على كسب ود الشعوب متوازيا مع السلطات المركزية حسب استراتيجيتها المدروسة و المعتمدة في فترات متعددة على ما يهمها اولا ، و شاب هذا الموقف تخلخل هنا و هناك لتعارض المصالح المتعددة في المنطقة ، واستغلت روسيا عدم رضا الاقليات في الامبراطوريتين العثمانية والصفوية في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر و من ثم امتدت فيما بعد،وتوجهت نحو العمل المشترك الروسي الكوردي بين فترات الحروب الروسية العثمانية ، و اما الظروف الذاتية للشعب الكوردية في العديد من الحالات كانت لا تتوافق مع الاهداف الروسية ، و كان للدافع الديني تاثيره المباشر على الكورد ، و لذلك ادى هذا التعارض الى وقوق الجانب الكبير من الكورد الى جانب الامبراطورية العثمانية ضد روسيا ليس في المناطق الحدودية و المتاخمة للبلدين فقط و انما في عمق كوردستان ايضا ،على سبيل المثال في سنة 1878 حدثت مصادمات بين كتيبة كوردية حليفة لروسيا مع وحدات من الجيش الروسي في السليمانية ، و هذا ما اثر بشكل سلبي على العلاقات الروسية الكوردية ، و عند اختلاط الامور بين الدافع الديني و النزعات القومية ما يحدث الفوضى في تسيير شؤون المنطقة وما سبب التارجح في العلاقات بين الكورد و الشرق و الغرب حسبما كانت تتطلبها الضرورة الانية في حينه اعتمادا على الاجتهادات و المصالح الشخصية و القبلية او استنادا على العقائد و الافكار التي اعتنقها القادة و الشعب الكوردي ، و هذا ما خلق التخلف و عانى الشعب الكوردي جرائه الويلات و الثبور.
و بعد تقييم الوضع من قبل المتنفذين حدى بهم الى تقسيم هذه المنطقة بالشكل الموجود استنادا على طريقة عدم نفوذ و سيطرة طرف بشكل منفرد على المنطقة ، و وفق اتفاقية ارضروم الاولى سنة1823 اجري ترسيم الحدود و لم يُطبق على ارض الواقع ، و كان الكورد لديهم القُصر في النظر دائما و كانوا يميلون الى اية جهة حسبما تقتضيه الحاجة الانية المؤقتة ، و كانوا مساعدين و معينين لروسيا في حين و للعثمانيين في اخر و للفرس احيانا كما هو الحال عندما ساعدت السلالة البابانية الفرس في احتلال جزء من كوردستان الجنوبية .
اما ايام الاتحاد السوفيتي و موقفه كاشتراكية دولية من القومية فكانت حسب الظروف السياسية على الارض منذ عهد لينين و من ثم ستالين الذي ايد في كتابه 1913 حق الشعوب في تقرير المصير و في تعريفه للامة التي لم يشمل الكورد حسب رايه . و الخط العريض في سياسة الاتحاد السوفيتي هو الاعتماد في اكثر الحالات على اختيار الكل حين يتعارض مع الجزء ،و لكم ساند السلطات المركزية على حساب الحركات التحررية الكوردية العديدة عندما ظهرت تناقضات نتيجة لموجبات السياسة و مساوماتها ، و في حين اخر كان مستندا على المستوى الثقافي و نوع و مضمون الحركة في تعامله معها ، و على سبيل المثال كان ماركس في القرن التاسع عشر من مؤيدي الحركة القومية في بولونيا و المجر في حين كان ضدها في التشيك و جنوب سلافيا زاعما انهما من الشعوب الرجعية ، و كانت هذه التناقضات و الازدواجية في التعامل من اكبر اسباب وقوع السياسة السوفيتية في التقلبات المتعددة و هو تقييمه للحركات القومية وفق موقعها على الصعيد الدولي و ليس وفق صفاتها و الالية التي تتبعها في احيان اخرى، و هذا الذي يتناقض مع الاعتماد على المستوى الثقافي للمجتمع.
و انعكس اي موقف روسي على الحركات التحررية الكوردية بشكل ايجابي او بالعكس و اثر على العلاقات الكوردية الغربية ، و بدورها اثر على نتائج الصراع الكوردي مع سلطات المركز ، و كم من الحالات الماساوية وقعت نتيجة ذلك او كتحصيل حاصل لمعطيات تلك المواقف حيال القضية الكوردية او هكذا دارت الدواليب الى ان وصلت الحال الى ما بعد الغلاسنوست و البروسترويكا و التحولات التي جرتها معها في موازين القوى و سيطرة القطب الاوحد.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
- جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
- احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
- هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
- الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
- ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
- ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية ...
- هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
- الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف
- الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق اي ...
- ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في الب ...
- نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
- قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق
- ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
- ما بين الثقافة و السياسة في العراق
- تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
- كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
- عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد علي - ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ (1)