أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رؤى البازركان - الضيمياء مذهب فلسفي جديد للكاتب حسن عجمي














المزيد.....

الضيمياء مذهب فلسفي جديد للكاتب حسن عجمي


رؤى البازركان

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 03:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يعتبر الكاتب حسن عجمي الباحث في الفلسفة الموقف الأصدق هو أن كل شيء يسعى فقط الى تحقيق ذاته واستمراريته ومن الظلم القاتل لمعارفنا أن نحلل ونفسر الحقائق والظواهر على ضوء مركزية الانسان , هذا ما طرحه الباحث من فكر فلسفي جدلي في كتابه الأخير الضيمياء . فيعرف الضيمياء : مذهب فلسفي يعنى بدراسة الضيم الذي نوقع على الأشياء والظواهر من خلال النظر اليها على أنها مجرد أدوات لدينا . فالموجودات عند عجمي لاتهدف الى نفعنا أو ضرنا بل هدفها ذاتها فقط . وعلى هذا الأساس لابد أن نعري الكون من مصطلحاتنا ومنا . والضيمياء ضرورة معرفية كي نخرج من سجون مسلماتنا الجاهزة ونتحرر من قيود يقينياتنا الكاذبة .
يعتبر حسن عجمي ضيمياء العقل تكمن في أننا نعتبر خطأ بأن العقل لخدمة الانسان . لكن الحق هو أن الانسان في خدمة العقل . لذا العقل قد يؤدي الى معارف تضرنا كما يؤدي الى معارف تفيدنا . مستشهدا ب السلاح النووى الذي أوصلنا اليه العقل بتهديد الجنس البشري كله . ومن هنا فأن العقل يسعى الى تحقيق وتطوير ذاته فقط وان على حساب الانسان.
ويطرح في ضيمياء الانسان أننا نظن خطأ ان الآخرين وجدوا من أجلنا. لكن الحق اننا نوجد من أجلهم. هكذا نتخلى عن أنانيتنا ونكتسب الأخلاق ولا نكون طغات . فالانسان ليس محور الكون والوجود, بل وجد الانسان لخدمة الكون وكل مافيه بسبب امتلاكه لعقل متطور. هكذا وظيفة الانسان هي الحفاظ على الوجود وتطويره . و يوضح كيف ان الأعتقاد الكاذب بأن البشر الآخرين والموجودات وجدت لخدمة الأنا هو اعتقاد يؤدي الى الاقتتال والحروب . اذن كل اعتقاد هو سجن لنا لأنه اعتقاد بشيء دون آخر.
اما من ضيمياء الدين يقول حسن عجمي اننا نظن خطأ أن المتدين أو المؤمن هو الذي يتبع الدين الذي ساد في الماضي . لكن الحق هو أن المتدين أو المؤمن هو الذي يخلق دين المستقبل . فالدين يتشكل في المستقبل على ضوء تفكيرنا وتصرفنا اليوم . هكذا نحن من نصنع التراث والماضي لأننا من نصنع المستقبل . فالاديان كلها مقبولة لانها من النتاج الانساني . ومن هذا الفكر يؤكد حسن عجمي اننا نتحرر من الماضي وسجونه .
وفي ضيمياء المحدد واللامحدد يطرح الكاتب الظن الخطأء في أن يكون الفرد محددا في تفكيره وسلوكه . لكن الحق انه من الأفضل أن تكون غير محدد في كل تفاصيلك من أن تكون محددا فيها . موضح كيف أن لامحدديتك تمكنك من التكيف مع المتغيرات ما يؤدي الى نجاحك وأستمرارك . اما محدديتك فتجعلك فاشلا في التأقلم المستمر ما يؤدي الى فشلك وزوالك . ويعتبر عجمي اللامحدد ميزة المنتصر والحي أما المحدد فميزة المنهزم والميت . ويؤكد ان اللامحدد يحكم العالم, ولذا العالم موجود.
ومن ضيمياء الثقافة ان ظننا الكاذب بأن الثقافة مجموع السلوكيات والافكار المتبعة من قبل مجتمع او شعب ما . لكن الحق ان الثقافة هي خلق لسلوكيات وأفكار جديدة بدلا من اتباع عادات وتقاليد قديمة . ويشير الكاتب الى ان الشعب الذي يتبع تقاليد أجداده وأفكارهم هو شعب مسجون في قبور اجداده . فالثقافة التي نصنعها اليوم فتتشكل في المستقبل بدلا من أن تكون هي التي تصنعنا . هكذا يقول حسن عجمي نتحرر من ظلام يقينياتنا السلوكية والفكرية.
فضيمياء المثقف هي الأعتبار الكاذب بأن المثقف هو الحامل لمعلومات عديدة . بل الحق هو ان المثقف هو الخالق لمعلومات جديدة . هكذا يكون المثقف متحررا من سجون الآخرين وأفكارهم وسلوكياتهم .
وفي الجانب المشرق للسعادة يتطرق عجمي فيقول تسيطر ضيمياء السعادة في ظننا الكاذب بأنه لابد من البحث عن السعادة . في حين السعادة هي ما أنت عليه . فعندما تكون أنت أداة السعادة اذن من الطبيعي لاتفترق عن السعادة . فبسعاد الآخرين تحقق سعادتك . أي السعادة كامنة في كونك أداتها . لذا لاسعادة لفرد واحد ان لم تكن للجميع.
ويتوصل حسن عجمي في آخر ضيميائية الى ان الضيميائية فلسفة الكشف عن الضيم الذي يصيب عقلنا الذي يسجننا في يقينياته الكاذبة . فكل اعتقاد سجن وكل رغبة سجن لنا لانها رغبة بشئ دون اخر . و للخروج من ضيم أفكارنا ورغباتنا وسلوكنا لا بد أن نخلع ذواتنا باستمرار وأن نستبدلها بذوات أخرى ممكنة . هكذا الآخر الممكن يحررنا لأنه من صنعنا نحن بالذات. الضيميائية مذهب فلسفي يرينا كيف اننا نظن كذبا بأن كل شيئ أداة في خدمتنا بينما الحق أننا نحن أداوات في خدمة كل شيء آخر. قد تكون هذه الحقيقة مؤلمة , لكن ألمنا يفيدنا.

كتاب الضيمياء يستحق القراءة والتأمل لانه يدرس الضيم الذي يقع على الفكر مشخصا الكاتب وظيفة الضيمياء في أزالة هذا الظلم . فتقبل العلم الى النظرة العلمية للامور وصولا للتفكير العلمي أي برؤية الباحث حسن عجمي يمنح الانسان فكر متنور منفتح و لامحدود يوسع الافاق المعرفية لذهنية الانسان بتطوير أفكاره فيتحرر من سجون معتقداته الكاذبة وبذلك يتقبل الاخر ويتعاطى معه على أنه انسان وبذلك يحقق أنسانيته.



#رؤى_البازركان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل
- هل لكل مقام زوجة
- المطلقة وقهر المجتمع
- انتهاك حرمة النساء العراقيات
- المرأة بين تغيب العقل وتكريس الجسد
- سقوط القناع
- الرجل الدونجوان
- مشهد من واقع المرأة العراقية لخمس سنوات من الاحتلال
- المرأة والعمل
- الرجل و كرسي السلطة
- تغيب العقل اسهل من تشغيله
- مستقبل العراق وجيل من الايتام
- اين احلام المرأة العراقية؟
- مشهد آخر للمرأة العراقية


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رؤى البازركان - الضيمياء مذهب فلسفي جديد للكاتب حسن عجمي