|
الارهاب الاخلاقي الاسلامي
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الوقت الذي تنصب فيه كل الجهود الانسانية في العالم للخلاص من الارهاب الاجرامي الذي برع فيه المتطرفون الاسلاميون، يهمل العالم ارهابا اخرا لا يقل خطورة ولا اجراما عن الاول، انه ارهاب يومي يمارسه اغلب المؤمنين الاسلاميين على اختلاف انواعهم ومذاهبهم ومللهم، ارهاب يكاد لا يترك احدا الا شمله بشره وافكه وتمزته ، ارهاب يخنق الحياة في الانسان ويسلب منها لذائذها وجمالها ومعناها، ارهاب يحول الناس الى عبيد تفخر بعبوديتها ومجترات تاكل علفها الثقافي من سادتها بكل سلام وهدوء، ارهاب يشيع الخوف والجبن ويقتل الشخصية ويبلد الذهن ويقتل الابداع ويحطم الثقة بالنفس ويشيع حكما عاما بان الجميع ما هم الا اخوانا للشياطين، انه الارهاب الاخلاقي الاسلامي الذي يمارسه كل رجال الدين كبر مقامهم او صغر، معتدلين كانوا ام غير معتدليين سنة و شيعة و وهابين. الارهاب الاخلاقي هو الاساس والمحرك للارهاب الاسلامي الاجرامي، هو المرحلة الاولية التي تمهد الطريق لصناعة المؤمنين الاجراميين الذين يقتلون الناس بدم بارد على الشبهات. الارهاب الاخلاقي هو ارغام الناس على التقيد والالتزام بقيم واخلاق تتناقض مع ميول الناس ورغباتهم وتتقاطع مع متطلبات العصر والتطور الحضاري، هو احياء التقاليد والعادات والثقافات الرجعية الغابرة التي نخر الدود والعث فيها ومحاولة جعلها الاساس لقياس شرف وقيمة وصلاحية الانسان وحقه في البقاء على قيد الحياة . الارهاب الاخلاقي الاسلامي مشرع في ايات قرآنية واحاديث نبية وفتاوى دينية اخلاقية تستند على حديث نبوي يقول من رآى منكم منك منكرا فليغيره بيده او لسانه او بقلبه وذلك اضعف الايمان ، فهل من مؤمن مسلم يتجرأ على القول بان ضعيف الايمان، ان مجرد القول والاقرار بذلك هو المنكر بذاته الذي يعطي المؤمنين الحق بتقويم ضعيفي الايمان بايدهم وخناجرهم. هذا الارهاب يربط الشرف بالدم فــــ لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى...حتى يسال على جوانبه الدم. فكم من نساء قطعت رقابهن وبقرت احشائهن قربانا لهذا الشرف اللعين، كم من فتيات رجمن حد الموت احياء لتقاليد هذا الدين. عندما قرر المقبور صدام ان يكون ابا المؤمنين وزوجته ساجدة طلفاح اما للمؤمنين فاسماها بــ خديجة الصغرى، جعل الصلاة والصيام قانونا يلتزم به العراقيون، يسجدون ويركعون مرغومي الانوف، فهل يوجد تعبير للخضوع ادل من الركوع.؟ وهل يوجد اسهل من التحكم بـ انسان ساجد .؟ وهل يوجد اسهل من قيادة الخرفان الى المقصلة او الى ميدان المعركة.؟ صدام اتى بنفس الاحكام الاسلامية المحمدية، قطع اليد والاذن والرجل والرقبة والوشم على الجبين بعلامة الناقص تمييزا لهم عن من تعوق في غزواته الخائبة، هي نفس الاحكام الاسلامية التي ثار عليها العراقيون وتمنوا التحرر منها حتى ولو على يد الشيطان، وهي نفسها التي يعمل الملالي الحاكمة في العراق على جعلها ثقافة وقانونا ودستورا للحياة العامة والسياسية والثقافية في العراق. هل يوجد ارهاب اسطع من الفتاوى الداعية الى قتل المفكرين والمبدعين ونفيهم خارج بلدانهم.؟ هل يوجد ارهاب اوضح من فتاوى فرض الجزية على غير المسلمين واعتبارهم من اهل اذمة وضيوفا على اوطانهم التي لم يعرفوا بلادا غيرها؟ هل يوجد ارهاب اوضح من تظاهر الاف مؤلفة من المؤمنين ضد قصة لا تحاكم ايمان المسلم ولا تتعرض للالهه ولا لنبيه ومع هذا يهتف المؤمنون بحرق قصة وليمة لاعشاب البحر هي وصاحبها.؟ هل يوجد ارهاب اوضح من وصم النساء غير المحجبات بالخلاعة والاستهتار وان تعتبر الخرقة التي تلف بها المراة شعرها تاجا ووساما للشرف الرفيع.؟ هل يوجد ارهاب ابشع من ان يجلد الانسان علنا لانه دخن سيجارة في شهر رمضان.؟
يتسائل البعض عن السبب الذي كثر فيه قتل النساء العراقيات في البصرة او في سواها من المحافظات العراقية بعد سقوط نظام المقبور صدام، متناسين عن عمد او غير عمد ان من بدا الحملة الايمانية اللعينة هو صدام نفسه وان اول عنق امراة قطعه سيف الايمان كان بسيف المؤمن الكسيح عدي . ولم يختلف اليوم عن امس، فخطب صدام كانت تعبيرا عن نزواته الايمانية وميول طبائعه العدوانية، اما اليوم فان الرجال الموشومون على جباههم بزبائب الايمان السوداء لا يجدون حرجا في اصدار فتاوى القتل وقطع الرقاب بحق النساء غير المحجبات او اولئك اللواتي تدعوها الحاجة ويدفعها الفقر الى العمل. ان الارهاب الاخلاقي اكان ذلك الذي تشنه الدولة وترغم الناس بقوانينها على الاذعان له او ذلك الذي يحول كل مسلم الى شرطي اداب يطبق القانون بيده تمثلا لقول محمد بن عبد الله او تنفيذا لاوامر كهنة الدين هو الذي يقعد هذه الشعوب المليونية عن التقدم والسير في ركب الحضارة والابداع، هو الذي يسلب منها ثقتها بنفسها ويحشوها خوفا وفزعا وذلا، هو الذي يجردها من محاسنها ويلبسها ثوب ما نزعه شعب عنه الا وازدانت حقوله زهورا وامتلات انهاره عسلا وحليبا.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القطط والفئران في ميزان الاسلام .
-
اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.
-
عوانس الجنة
-
الحجاب بين المظهر والجوهر
-
من ربط القنبلة في عمامة محمد
-
هلالويا حلت بأرضنا الديمقراطية
-
هل حقا ان الارهاب لا دين له.؟
-
هذا ما رزقني ربي
-
اين السيد هوشيار زيباري ..اوقضوه لعله نائم!!
-
الشرف الشرقي وحادثة الافك.
-
الحوار المتمدن طريق نحو الشمس
-
الشيطان على صورة الشيخ عبد المحسن العبيكان
-
عن محمد بن عبد الله القرشي وطارق الهاشمي والناكح والمنكوح
-
المتاجرة بجسد النساء تحت غطاء ديني.
-
ما صح لعائشة يصح لغير عائشة
-
ماذا يعني ان تكون سنيا او ان تكون شيعيا.؟
-
جيه مالي والي
-
اتق شر المؤمنين
-
الانظمة العربية، الدين والمقاومة
-
ما هي شرعية رجال الدين
المزيد.....
-
الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف
...
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|