أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم سميح ابوطه - المجتمع المدني الفلسطيني بين الآمال والمأمول














المزيد.....

المجتمع المدني الفلسطيني بين الآمال والمأمول


حاتم سميح ابوطه

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 10:30
المحور: المجتمع المدني
    


مدير جمعية أصدقاء الطالب الفلسطيني

لعل جميعنا اليوم كفلسطينيين يدرك حساسية المرحلة التي يمر بها التاريخ الفلسطيني وما تتطلبه من وعي وإدراك كبيرين من كافة الحكماء والعقلاء من أبناء شعبنا , نظرا لما يتهددنا من مخاطر جمة تحدق بقضيتنا الفلسطينية, ولما للأوضاع والأحداث الداخلية من تأثير مؤكد علي مسارها علي الساحة الدولية ,وجعلها كقضية ثانوية يمكن استثنائها بشكل أو بآخر , ولعلنا كفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني ندرك مدي الخطورة من زاوية أبعد وأوسع شمولا نضرا لما في حساباتنا من قضايا حيوية قمنا علي أساسها وتفاعلنا من خلالها مع فئات أوسع من المواطنين والجمهور , ولعله أيضا من الهام جدا في هذه المرحلة العصيبة أن نقف نحن كفاعلين ضمن هذه المؤسسات والجمعيات وقفة المقيم لذاته ولأدائه ولمدي صدقية الأهداف قامت عليها هذه المؤسسات والمنظمات المدنية إن كان في غزة أم في الضفة , فلعل الجميع قد وضع من أهدافه العمل علي تثبيت الاستقرار الداخلي كضمان أكيد ورافعة ينطلق من خلالها للعمل الطبيعي وكبيئة سليمة لمسار العمل المدني المجتمعي بشكل فاعل وأوفر حظا لتلبية الأهداف والطموحات , فمن المعروف أن منظمات المجتمع المدني تشكل حلقة الوصل الطبيعية بين المواطن وأسرته مع المؤسسات الحكومية في داخل البلاد , وتكون دوماً في يقظة تامة من أجل توعية وتثقيف المواطنين بحقوقهم وما لهم وما عليهم من واجبات اتجاه الايطار الأعم والأوسع "الدولة " .
وكمراقب ومتابع لمسار العمل المدني في فلسطين منذ بداياته لم أجد ما يمكن أن يعبر لي عن رؤية ووعي حقيقي شكلته منظمة ما في مرحلة ما من مراحل التاريخ الفلسطيني , غير أني وجدت أن هناك شخصيات بعينها ممكن أن تحمل بداخلها ما يمكن أن تحمله خمس أو عشر منظمات بأهدافها واستراتيجياتها , فالمتابع لمسار العمل المدني يجد انه منذ بداية مراحل النضال الفلسطيني شكلت الأطر المدنية بمفهومها المبسط لدعم النضال السياسي الفلسطيني , كنوع من أنواع النضال الذي أفضي إلي حالة من الوعي الحقيقي من ناحية نظرا لمتطلبات المرحلة التي مرت بها القضية الفلسطينية بالنظر للأحداث والتحالفات الدولية التي كانت في غالب الأحيان تميل لصالح إسرائيل , إن كان تأييدا أم عطفاً أم دعماً حقيقاً لها , ولم ترتقي هذه المنظمات إلي مستوي الوعي الحقيقي ومتطلبات المرحلة التي كانت تقتضي مزيداً من الحراك النشط من اجل كسب مزيد من الوقت والمؤيدين لعرض القضية الفلسطينية علي العالم .
وإذا ما أردنا الانتقال إلي واقعنا الفلسطيني الحالي نجد أننا ما زلنا نسير في نفس المكان الذي سرنا به منذ بدايات التاريخ السياسي الفلسطيني ولم يكن لمنظمات المجتمع المدني أي تأثير يرتقي نحو العالمية وكسب وتجنيد الدعم المطلوب للقضية الفلسطينية , وإذا ما خطت أي منظمة أو مؤسسة نحو ذلك الهدف انتقل اهتمامها وطموحها إلي أن تسعي للسلطة في الداخل , وتتحول إلي حزب أو حركة سياسية مثلها مثل باقي المنظمات والحركات السياسية الفلسطينية .
لعل سائل يسأل ما هو الداعي لتشخيص حالة مؤسسات المجتمع المدني من هذا الجانب المعقد ؟ أن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب حكمة وعقل من قبل المراقب لمسار الأحداث العنيفة التي مرت علينا وما زلنا نركن تحت براثنها , وما للأحداث في القادمة من غموض يلف الصغير منا قبل الكبير إما آملاً أو يائساً , وللإجابة أقول أن مؤسساتنا المدنية جمعياتها ونقاباتها واتحاداتها ولجانها لم ترقي إلي مستوي الوعي الوطني الذي يحتم عليها ضرورة أن تشكل حالة جديدة وقوية من أجل الخروج من المأزق الحالي الذي نمر به نحن كفلسطينيين , وذلك دون الركون إلي المطامع والمكاسب الشخصية وحساب هذه الحالة علي أي طيف من أطياف العمل السياسي علي الساحة , والعمل علي إنهاء حالة الانقسام إلزامياً من قبل الأطراف المتناحرة نظرا لوجود قوة واحدة وإرادة أكيدة تتمثل في مؤسسات المجتمع المدني التي أنشئت أصلاً وقامت لتعزيز الاستقرار المجتمعي ونشر السلم المجتمعي , وإلا فما الداعي لوجودها من الأساس طالما أن هذا الهدف لم يتحقق وانه ما زالت تتشكل هذه الحالة المحزنة من الانقسام التي نالت منا جميعا في مقتل .
إن لوجود مؤسسات مجتمع مدني قوية مستقلة بعيدة عن الأطياف السياسية هي الضمانة الأكيدة لوجود نوع من ((اللوبي الفلسطيني)) هذه المرة باتجاه تعزيز حالة الوحدة وبث حالة الاستقرار المجتمعي وتعزيز ثقافة المواطنة , وإدراكاً للمتطلبات الوطنية عبر مراحل تاريخية الشعب الفلسطيني , وكذلك منارةً منها تنطلق نضالات الشعب الفلسطيني للعالم الخارجي , فالطالب بقضاياه وهمومه والعامل بما يرزح تحته من فقر وصل حد مصطلح أفقر الفقراء , والمرأة بقضاياها وهمومها وما لها من معاناة خاصة كأم تلد علي الحواجز وكطفلة تهتك طفولتها وكفتاة معنفة نفسيا , وكشاب يمكن أن يشكل رقماً في سجن أو في مقبرة أو علي لوحة القناص الإسرائيلي الذي احترق هواية صيد أفئدة الفلسطينيين .
ولعلي مؤخراً أتابع فأجد أن هناك بوادر للعمل الأهلي الموحد ممثلا في الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام والتي أتمني لها كل التوفيق في مسعاها الحميد نحو الوحدة وإنهاء الانقسام , وراجياً أن يكون هناك مزيدا من الوحدة علي صعيد هيئات ومنظمات المجتمع المدني إيذاناً بتمرير وتحكيم ذلك علي المستوي السياسي.

ولم أجد هنا لي من مقام سوي أن أعصف بذكري عظمة هذا الشعب الذي أنجبته تلك الفلسطينية العنقاء التي تلملم جراحها لتعود من جديد , وما لي من اعتزاز وفخر بأني أشكل نقطة في بحر نضال هذا الشعب العريق بتضحياته , وما لواجبي بأن أكن تلك الشرارة التي تشعل حيوية العمل المجتمعي المدني بكافة صنوفها وتشكيلاتها المجتمعية من أجل إعادة اللحمة للنسيج الفلسطيني الواحد وان نلبس فلسطيننا علم واحد من رأس نافورتها حتي نقبها , إيذاناً منا برسم الصورة المشرقة لتضحيات الأكرم منا جميعا شهدائنا وأسرانا وجرحانا المؤمنون بعدالة قضيتهم فوهبوا فلسطين دمائهم رخيصة ووهبتهم فلسطين حضنها ودفئ أرضها .



#حاتم_سميح_ابوطه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة وطن


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم سميح ابوطه - المجتمع المدني الفلسطيني بين الآمال والمأمول