تحقيق / شخبطة طفلكِ على جدران المنزل ...حجر أساسي في بناء شخصيتهُ

إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أنا ضد السماح للأطفال بالرسم أو الشخبطة على الحيطان ، وان شاهدت أحد أطفالي فأني أستخدم معهُ القسوة ...هذه كانت أول عبارة نطقتها أمينة محمود أم لثلاث أطفال عندما حاولنا أن نتعرف على رأيها بخصوص شخبطة الأطفال على الحيطان ، حيث كانت ردة فعلها قاسية في الحد من هذه الظاهرة ..
ربما كانت لأغنية نانسي عجرم شخبط شخابيط دليلاً قاطعاً على ردة فعل الأمهات تجاه هذا الأمر ، لوصفها بأنها ( أسو عادة ) يستخدمها الطفل بدلاً من أن يستخدم الورق في الشخبطة والرسم ..ولكن يا ترى ما سبب هذه الحالة التي يلجأ إليها الطفل باستمرار وتعاني منها الأمهات بكثرة ؟ وهل القسوة تنفع في مثل هذه المواقف أم أن لعلم النفس رأي آخر بخصوص ذلك ؟؟ لنحاول اليوم تسليط الضوء على هذه الظاهرة لتتضح الأمور أكثر ، في البداية قالت لنا أخلاص حسين عبد (32 سنة ) في الحقيقة أن لا اترك طفلتي تقوم بعملية الشخبطة على الحيطان ، محاولة منعها من ذلك وبعد فترة من الوقت تختفي عن أنظاري وعندما أبحث عنها أجدها مختبئة تحت السرير أو خلف الستائر وهي في غاية التمتع بطريقة شخبطتها على الحائط ..
السبورة أو تخصيص مجموعة من الأوراق خاصة بالطفل لكي يرسم ويشخبط فيه على راحتهُ هي الحل هذا عن قول إيناس زاير رجب ( 39 سنة ) ولن اسمح بطفلي الشخبطة على الحيطان ولكن من النافع أن نحاول تعويدهُ على نمط معين كتوفير لوازم الرسم من دفاتر وأقلام تلوين أو شراء سبورة خاصة به وبذلك نتخلص من هذه العادة المزعجة ووضعها بالقرب من لوازم إخوته لأنني لاحظت أن هذه الظاهرة لا تنتشر سوى في البيوت التي يكون فيها أبناء في المدرسة فيحاول الطفل تقليد أخوتهُ في محاولة تحضير الواجبات المدرسية ، وتضيف أن هذه العادة سيئة ويجب أن تحد الأم من استمرارها ..
رأي علم النفس
ترى الدكتورة أحلام شهيد أستاذة علم النفس العام في كلية التربية الأساسية أن ظاهرة الشخبطة والرسم على الجدران من قبل الأطفال هي حالة ايجابية حيث أنها مرحلة مهمة من مراحل النمو العقلي والإدراك الحسي للطفل ودليل على تطور الطفل وتضيف ربما تنزعج الأم من مشاهدة طفلها الذي لا يكتفي بالشخبطة على الجدران بل على جسده أيضا ، لكن عليها أن تدرك إن هذا ما هو دليل على الإبداع والخيال لدى طفلها وربما بداية لتحديد ميول الطفل نحو عالمه الفني والإبداعي حين يكبر ، يجب على الأم أن لا تمتع طفلها من الرسم ، بل عليها أن توفر كل مستلزمات الرسم والكتابة إليه وتذكر الدكتورة : أن تخصص حائط في المنزل خاص بالطفل لممارسة ميوله وإشباع رغباتهُ الدفينة وتشجيعه عندما يرسم شيئاً ومحاولة التحاور معهُ ومساعدتهُ في فهم الأشياء من حولهُ لكي يقلدها بالرسم ...
ولتعلم كل أم أن هذه الظاهرة هي حجر الأساس في بناء شخصية الطفل ، لكن إن حاول طفلكِ ترك هذا الجدار المخصص له وتكرار المحاولة مع الجدران الأخرى عند ذلك وجب تحذيرهُ وان لم يتعض فليكن معاقبتهُ لأنه بهذه الطريقة يحاول العناد وهذا خطر على شخصيتهُ ، أيضاً محاولة قمع رغبة الطفل بالرسم تؤدي إلى القضاء على الإبداع بداخله ..

#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات