أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - تأبين روزخون















المزيد.....


تأبين روزخون


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 06:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترددت عدة أيام قبل أن أقرر كتابة هذه المقالة كون الشخص موضوع المقالة والذي تم تأبينه بصورة رسمية وبحضور دولة رئيس الوزراء نوري المالكي له شعبية داخل الوسط العراقي البسيط الذي يبحث عمن يبكيه، ولأن هذا الشعب لا يعرف ماذا هناك في الطرف الآخر من العالم وكيف تعيش الناس هناك ، وكيف تفكر، بسبب التعتيم الثقافي المغلق تماما" منذ منتصف القرن الماضي ، ثم التعتيم الثقافي بعد السقوط وعلى يد أصحاب اللحى الذين يعتبرون العلم والتقدم والتحضّر فسق وفجور ومن عمل الشيطان !!.
ولأن هذا الشعب متعطش لسماع قصة شهيد ألطفّ مليون مرة في اليوم ولا يشبع ! ولأن هذا الروزخون يعرف ما يريده البسطاء المساكين في العراق حيث لا يخلو أي بيت عراقي من العزاء بسبب الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج وويلات ما بعد السقوط من قتلى ومفقودين وهاربين ومتغربين يملأون الأرض ، لذا وجدت شعبية هذا الروزخون في أن يبكي الناس بشهقاته ونهيقه على الحسين ، وقبل هذا الشهيق والنهيق يمرر ما بجعبته من (سوالف ) وحكايات هي اقرب لحكايات العجائز عن السلاطين والجن والغيلان لكنه يحيلها إلى الأئمة ويحيكها لإظهار ذكاء وخوارق هؤلاء الأئمة سلالة علي بن أبي طالب صهر محمد .. كونهم ومعصومين، لهم علم الغيب حيث تفتح لهم الحجب عن إجابات لا يعرفها احد غيرهم جاعلا" منهم اقرب لسمات الرب منهم للبشر و هو ما ثبـّت طبعا"على اللوح المحفوظ هناك (فوق!) حيث ركن عند احد أرجل العرش الإلهي ، مفتريا" عليهم بهذه الصفات التي تسلخهم عن إنسانيتهم وعن حركتهم الثورية الحقيقية ضد استبداد السلطة الحاكمة آنذاك، وتخفيهم كأي حزب ثوري سريّ ينزل under ground ( مصطلح يعرفه من عمل ضمن تنظيم ثوري سري كالشيوعيين إبان الحكم الفاسد ) ، كما حصل مع الإمام الثاني عشر وعن اختفاءه ليقود حركته الثورية ضد تدهور أحوال البلد بسبب استبداد السلطات القاسية وظلمها لطبقات الشعب المسحوقة آنذاك ..

وان تحدث هذا الروزخون في التاريخ فالأخطاء التاريخية حدث ولا حرج ، وان تكلم في الفقه يكون حتما" أن للرجل في الميراث مثل حظ الأنثيين :- ليش ، انتبه لي ؟ لأنها ناقصة عقل ودين وستعطي ميراثها إلى زوجها الغريب عن اخوتها ونسبهم !!بهذه التفاهة تسن القوانين لخلق بنية اجتماعية متحضرة تؤمّن للناس حقوقها الحقيقية وترفع من شأن المجتمع والارتقاء به

ثم يقوم هذا الروزخون بلفلفة الكلام ليوصل المستمعين إلى نقطته الأساسية وهي مظلومية آل البيت وكيف تعرض الحسين بن علي بن ابي طالب إلى الذبح مع أخوته وأبناءه في واقعة ألطف غير المتكافئة على يد سارقي كرسي الحكم والذي جاء ليعيده لأصحاب الحق وإصلاح ما فسد من الإسلام ..
ويبدأ بالشهيق والنهيق على ذبيح ألطف . ثم تعاد الجلسات مرارا" وتكرار" مع أخطاء تاريخية كان إحداها على سبيل المثال أن قال :-
انتبه لي ، أن حكم معاوية لعنة الله عليه أربعون عاما" .. !! لا أدري من أية جامعة حصل هذا الجاهل على الشهادة كما يزعمون ..أيتصور أن من يستمع له جاهلا" مثله ؟!

إن مقالتي لا تتعلق بهذا الوائلي الروزخون الجاهل والذي يؤمن هو نفسه بما يقول لضعف فكره ومنهجه فله الحق أن يتكلم ويتحدث ما يشاء وليستمع إليه من يريد .. لكن أن يؤبـّن بهذه الصورة الرسمية وبحضور رئيس الوزراء وكأنه احد أعلام الفكر آو احد الأبطال الوطنيين مثلا ، وان يظهر رئيس الوزراء شيعيته أمام مختلف طوائف البلد الدينية الذي هو مسؤول عن اعتباراتهم ، وان لديه الوقت الكافي لذلك ؛ أي انه قد حلّ جميع مشاكل العراق ولم يبق له شيء سوى أن يؤبن هذا الروزخون !
الم يسمع دولة رئيس الوزراء أن عشرات مرضى السرطان من الأطفال تحديدا يموتون يوميا" بسبب ابتداء النشاط الإشعاعي لليورانيوم الذي امتصته ارض البصرة بعد حروب أمريكا المدمرة على رؤوسنا والذي يخمد في الأرض عدة سنوات بسبب ثقله ثم يبدأ بالنشاط ؟ ها هو ( المارد) قد نهض وهو يحصد من أطفال البصرة العشرات يوميا عدا المشوهين خلقيا والمعوقين عقليا .. ألا يؤبنهم المالكي ؟!!هل أن هذا الروزخون ابن الثمانين عاما" اطهر من هؤلاء الأطفال الملائكة ؟!!
الم يسمع المالكي بصرعى الكوليرا الذين تخفي السلطات الصحية أعدادهم دون إعلانه كوباء يضرب وسط وجنوب العراق كما يفعل جميع رؤساء العالم حين يصاب بلدهم بكارثة تحصد أبناءه ؟
ألا يؤبن المالكي هؤلاء العراقيين الطيبين الذين لا حول لهم في أن يشربوا الماء الملوث بالكوليرا وانتم تعيشون ملوكا" في المنطقة الخضراء وتفترشون قصور صدام !!
الم تنزلوا إلى شوارع المناطق الفقيرة في محافظات العراق لتروا المياه الآسنة تملأ الشوارع يخوض فيها الأطفال ويلعبوا وسطها ، مختلطة مع ماء الإسالة بسبب تآكل وتكسر الأنابيب الناقلة للماء ،
( وهل أن ماء الإسالة صحي هو الآخر ، ومعقم بالكلور يا جمان ؟!).. على أية حال ،
ألا تفتحوا التلفزيون أيها المسؤولين لتروا نساء العراق وقد تخططت صفحة وجوههن البائسة بالدموع وهن يطلبن الرحمة والمعونة من الإعلام والصحافة بسبب الجوع والفقر وانعدام الخدمات الصحية والبلدية او بسبب ترملهن بسبب مقتل أزواجهن بالحروب المتكررة والمدمرة التي حلت بشعب العراق وبالتالي عدم قدرتهن على العراك من اجل البقاء وحدهن حيث بدأت بيوت الطين تذوب بسبب الامطار وتسقط فوق رؤوسهم .. الخ ، والحديث طويل ومؤلم والله !

أين هي أموال العراق ؟!
الم تشبعوا ؟!!
خصصوا حصة لهذا الشعب المسكين ؛ لخدماته ، لعيشه الكريم ، ثم خذوا الباقي.. لعنة الله عليكم !!

أين أنت عليا" أبا الشهيد الثائر لترى بنفسك ، ولتنطقها مرة أخرى ( يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ، والله قد ملأتم قلبي قيحا )

وأين أنت يا نوّاب حين كنت تشتم في قصائدك وكنا نرفض شتيمتك ضمن وتريـّاتك الليلية ، لكنها الآن في محلها : هل هذا وطن أم مبغى.. وكأنك تتنبـّأ........
أصبحنا بيتا" كبيوت الدعارة دون أبواب يدخله كل من هبّ ودبّ ، من الشرق والغرب ليحكمنا : يأمر وينهي ، ويؤجل ويلغي، ويدنس مقدساتنا الاجتماعية ..فتعطلت مشاريع الكهرباء والإصلاح الزراعي لنكون سوقا" لمنتجاتهم ؛ يتحكمون بأساليب حياتنا وعيشنا ،
وتوقفت المعامل الهائلة كالبتروكيماويات والأسمدة والزجاج وأدوية كيمادية العراق التي كانت تعالج المحتاجين لها في أقاصي الأرض ، كنا نصدّر أدوية للعالم تصوروا !!ولنفس السبب السابق ،
لكن لكل خطأ نهاية ، ولهذا الخطأ الكبير، بل والكبير جدا" نهاية قريبة , ولا يصح إلا الصحيح ، سنكنس العملاء الذين تسلـّطوا علينا إلى مزبلة التاريخ كما فعلنا (نحن شعب العراق) مع صدام وجلاّديه ، ولن يبق إلا ابن العراق البسيط ، لكن الذكي النابه في نفس الوقت ..



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهيّة ( الثقافة الإسلامية )
- فتوى اللحيدان
- ثلاثي الانحطاط البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم مازوخية التراكم القمعي
- مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )
- ليس هناك مفهوم حياتي غير الكذب ، والدعارة ( الإمارات والممال ...
- مسرحية ( أغتصاب )
- الفن وصراع الأضداد
- ثنائية التفكير والسلوك البشري ( إبليس أو الشيطان مثالا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء الثاني ع ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الحادي عش ...
- ( ألدولة ) في المفهوم الماركسي
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء العاشر
- ليلة مع الأمازيغية ..--قراءة لقصيدة من ينقذ الرب من هكذا عاه ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء التاسع
- أزمة المثقف العربي مع النص المقدس
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الثامن
- أوجه الفكر الديني الحقيقية
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء السابع
- المرأة في النص الألهي ( اغتصاب مريم العذراء أنموذجا- )


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - تأبين روزخون