أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - الفدرالية مشكلة أم حل !














المزيد.....

الفدرالية مشكلة أم حل !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 760 - 2004 / 3 / 1 - 09:31
المحور: القضية الكردية
    


 لا يخفى على أحد من أن الشعب الكردي عانى ولا يزال من الظلم القومي الواقع عليه من قبل حكومات الدول التي تتقاسم كردستان. رافق هذا الظلم طوال التأريخ مقاومة عنيفة من جماهير كردستان، الا أن الاحزاب السياسية القومية التي قادت هذه المقاومة كانت ولا تزال نقطة الضعف فيها. فمنذ بداية القرن العشرين كان لرؤساء العشائر ورجال الدين الدور البارز في قيادة هذه المقاومة، ومن ثم جاء دور المثقفين القوميين ليكملوا مسيرة أسلافهم، فكانت سياساتهم تحمل نفس المحتوى السابق باعتمادها على الافكار الدينية والقومية الشوفينية مع تغيير في الشكل فقط كي تتناسب مع متغيرات العصر.
الحلول التي طرحتها الاحزاب القومية الكردية لحل المشكلة القومية في العراق من خلال مفاوضات مغلقة و خلف الستار مع الحكومات العراقية المتعاقبة وعلى مدى عقود، كانت ولا تزال لا تتخطى حدود سلطة لا مركزية على صيغة الحكم الذاتي أو الفدرالية التي تهرج لها هذه الاحزاب اليوم.
ان السؤال الملح الذي يطرح نفسه اليوم والذي لا بد أن يخطر ببال جميع من يهمهم تحرر الشعوب من نير الظلم القومي بالذات هو : هل ستمحو الفدرالية الظلم القومي ؟
ان ما تريده الاحزاب القومية اليوم وما تطالب به بالحاح تحت يافطة الفدرالية هو الاعتراف الرسمي للسلطة المركزية في العراق بحقانية وشرعية سلطة هذين الحزبين على مناطق كردستان كما كانت تمارسه ابان الحكم البعثي وعدم المساس بهذه السلطة (ينبغي على المركز ان يعترف رسمياً بحكومة اقليم كردستان، ويغير حالة «وضع الامر الواقع» الى حالة «الوضع القانوني». الصلاحيات التي كان المجلس الوطني الكردستاني وحكومة اقليم كردستان يمارسانها تبقى كما هي ) هذا ما كتبه نوشيروان مصطفى أحد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني في مقاله الاخير المنشور في جريدة الشرق الأوسط الصادرة في لندن العدد 9215 في 20/2/2004، ويضيف الكاتب في نفس المقال :( وفي كردستان تبقى الاولوية للقوانين التي شرعها ويشرعها المجلس الوطني الكردستاني.)
هنا نرى دون لبس هدف هذه الاحزاب من اقامة الفدرالية باعتبارها الاطار الانسب للاحتفاظ بسلطتها بعد سقوط النظام.
ان اقامة النظام الفدرالي في العراق سيجسد التقديس القومي ويؤجج المشاعر القومية للقوميات الاخرى الساكنة في العراق. النموذج اليوغسلافي خير دليل على ذلك، فالمواطن في يوغوسلافيا السابقة لم يكن يعر أية اهمية الى انتماءه القومي الى أن انقسمت يوغوسلافياعلى أساس قومي الى جمهوريات صربية و بوسنية و... ونرى ماحدث لشعوب هذه المنطقة من ويلات ومآسي. النموذج العراقي وفي ظل الاوضاع الحالية وبالأخص اذا ما حلت في المركز حكومة قومية أو أسلامية، سوف لن يكون بأفضل حال من يوغوسلافيا السابقة. علاوة على ذلك وحتى وان اعترفت السلطة المركزية في بغداد بالفدرالية، فانها لا تكتسب الشرعية دون اجراء استفتاء عليها،  ذلك وببساطة لانه ومن الناحية القانونية سيكون اختيار نظام فيدرالي للعراق باعتباره بلداً موحداً من حق جميع مواطني العراق وليس فقط من حق من يطالبون بالفدرالية وهنا تبرز مشكلة اخرى وهي: هل سيصوت غالبية الشعب العراقي الى جانب الفدرالية ؟! .
اوقعت الاحزاب القومية الكردية ( الاتحاد والبارتي ) نفسها في أزمة ومأزق عميقين، فقد عملت هذه الاحزاب منذ أن فرضت سلطتها في كردستان، على تهيئة اذهان الجماهير ومحاولة اقناعها بأن امريكا هي صديقة للكرد وان سياساتها في المنطقة ستصب في صالح هذه الجماهير، ومن جهة أخرى عملت على اقناع الجماهير بأن حليفاتها في المعارضة العراقية السابقة ومجلس الحكم الحالي وعدوا بالموافقة على الفدرالية حال تسلمهم السلطة بعد سقوط النظام، وها هي الجماهير ترى اليوم التراجع الحاصل في الموقفين وكيف أدت سياسات هذين الحزبين الى خلق حالة من خيبة امل  كبيرة لدى من خُدعوا بهذه الوعود، لذا نراهما يستنجدان بالجماهير لانقاذهما من هذه الازمة، وما حملة جمع التواقيع التي يقوم بها عدد ممن يعتبرون انفسهم مثقفين أكراد باسم  ( حملة الرفراندوم ) في الداخل والخارج سوى الجزء الاول من هذه المسرحية.
ان جماهير كردستان ليس أمامها حل سوى الابتعاد عن افق وسياسات الاحزاب القومية الكردية والنضال من أجل الحل الأفضل والأمثل اليوم للمشكلة القومية ورفع الظلم القومي ألا وهوالنضال من أجل الأتيان بحكومة مركزية علمانية غير قومية وغير دينية يكون للمواطنين في ظلها وبموجب الدستور نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات دون تميز على أساس قومي أو ديني أو طائفي. عدى ذلك، وفي حال الاتيان بحكومة تحمل الطابع الديني أو القومي في العراق، فان الحل الامثل والافضل للمشكلة القومية ورفع الظلم القومي سيكون عن طريق اجراء استفتاء لبقاء كردستان ضمن العراق أو الانفصال عنه واقامة دولة مستقلة باعتبار ذلك حق طبيعي لكل شعوب الأرض كي تقرر مصيرها بنفسها، تلك الدولة يجب أن تكون علمانية غير قومية وغير دينية قائمة على أساس ارادة الجماهير وهو ما يضمن بقاءها. وفي كلتا الحالتين نرى بأن الفيدرالية لا ترفع الظلم القومي فحسب، بل وتجسد العداء القومي وهو ماتريده الاحزاب القومية الكردية باعتبار ذلك أرضية تقف عليها وتستمد منها ديمومتها وبقاءها على الساحةالسياسية كأحزاب قومية.
29 / 2 / 2004
 



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - الفدرالية مشكلة أم حل !