|
الحركات الإسلامية ، بين العبادة والسياسة...تساؤلات..!
دهام حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 03:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما يلاحظ على الحركات الإسلامية، التي تخوض غمار السياسة، وتتنازع على السلطة، هو إحجامها عن عرض برامجها بشكل تفصيلي، رغم أنها تجهر بمأثور متداول على صعيد المجتمع الذي تعيش في كنفه تلك الحركات، وهو: (الإسلام هو الحل), وهذا الشعار ليس بعيدا عن الشعار الذي رفعه السيد حسن البنا مؤسس حركة (الإخوان المسلمون) في العشرينيات من القرن الماضي في مصر ( الإسلام دين ودولة ) فلماذا يا ترى, تحجم تلك الحركات, عن عرض برامجها بشكل واضح ومحدد.؟ أهو الخوف من المجتمع ترى.؟ لقراءتها الماضوية للإسلام.! أم خشية من أعضائها وجماهيرها, التي تنظر إليها بمثالية, وبايعتها على الصلاح لتفاجأ بالتالي بمبادئ ومفاهيم غير واقعية، أو غير متضمنة معالجة حقيقية لما كانت يحلمون بها في سياق طرح الحركة الشفوي؟ أم أن عرض البرامج يشكل إحراجا لتلك الحركات ذاتها.؟ لما يضمر قادتها من فتاوى، وطريقة فهمهم لمبادئ الإسلام، وتأويلهم لتلك المبادئ في ضوء فهمهم ومسار الطريق التي بها يقتدون، والتباين الذي سيطفو لدى عرضهم لتلك المبادئ، حيث سيكون ذلك مثار خلاف واختلاف بينهم .؟ أم أن ثمة أسبابا أخرى لانعلمها ترى.؟
لا شك أن أسئلة كثيرة سوف تلاحقهم, وباعتقادي أنهم عاجزون عن الإجابة عنها.! فقد تأتي الإجابة فضحا لما يضمرون؛ أم أن الفكرة لما تنضج بعد في قرارة أنفسهم.؟ أو بمعنى آخر أن الحركة لم تستقر بعد على رأي جامع، والحقيقة أنها لن تستقر على رأي أبدا..!
ثمة أسئلة لا بد أن تطرح علي قادة تلك الحركات.. وهذه بعضها : هل هم مع دعوة عودة الخلافة الإسلامية أم لا ؟ ثم بالتالي كيف يكون اختيارهم للخليفة.؟ وهل تتم البيعة لفترة زمنية محددة, أم أنها ستكون أبدية إلى ما شاء الله.؟ ثم ما هو السبل إلى كل ذلك.؟ وأمامنا نماذج وخيارات مختلفة في اختيار الخليفة، وفق ما جرى مع السلف الصالح إبان حقبة الخلافة الراشدية التي دامت نحو ثلاثين عاما، فقد تمت مبايعة أبي بكر بالخلافة إثر منافسة بينه وبين سعد بن عبادة سيد الخزرج في اجتماع سقيفة بني ساعدة في المدينة، حيث دار بينهما جدل حول من أولى بتسلم الخلافة، إلى أن قام عمر بن الخطاب، وبايع أبا بكر بالخلافة، فقطع بهذا الجدل، وقطع الطريق على سعد بن عبادة..
وهنا لا بد من التنويه والتذكيربمسألة أن سعدا هذا ليس قريشيا، أي بمعنى آخر أن الخلافة ليست بالضرورة أن تحصر في قريش قبيلة الرسول محمد (ص) طالما هذا التنازع على الخلافة جرى بين الرجلين، ولم يكن الانتماء إحدى الحجج بينهما.. أما تولية عمر للخلافة فقد تمت بمراسيم أخرى، أي بوصية من الخليفة أبي بكر ضمّنها في مغلف سلّم لعمر بن الخطاب، فتعهد السادة المشهود لهم بالورع والأمانة الأخذ بمضمون الوصية، دون أن يعرف الجميع ماذا تضمنت الوصية، حتى عمر نفسه، لم يعلم ما بداخل الوصية.. فتبين أن أبا بكر أوصى بالخلافة من بعده إلى عمر، وهكذا تمت مبايعة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، أما الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فقد تمت مبايعته، باجتماع ضم (المختارون ) من أهل الحل والعقد, وهم نفر من صحابة الرسول ( ص ) الأجلاء، والمقربون منه، والمشهود لهم بالمكانة فضلا عن صلاحهم، فوقع الاختيار على عثمان، أما الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، فقد انهال عليه من الأمصار زعماء القبائل فبايعوه على الخلافة، ومن المعلوم أن معاوية أخذها بالسيف، وابنه يزيد انتقلت إليه الخلافة بالوراثة، هذه ستة طرائق أو نماذج لمبايعة الخليفة أو الحاكم، فترى بأية حالة من هذه الحالات هؤلاء الجماعة اليوم سيقتدون.؟ ثم إذا ما أضفنا الديمقراطية كطريقة أخرى في اختيار الشعب للحاكم، فهل هم يرضون باختيار الشعب، أم أن الحاكمية لله وليس للبشر، كما عند بعضهم.؟ وهل الحاكم يحاسب من الذين بايعوه، على كتاب الله وسنة رسوله أم أنه لا يحاسب.؟ وما قولهم في أحد أبرز خلفاء بني أمية، وهو عبد الملك بن مروان، عندما انبرى في سنة 75هـ يقول: ( والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ) لقد كان الخليفة عبد الملك رجل دولة بامتياز ولم يكن رجل دين، فالدين والدنيا لا يجتمعان؛ لهذا فثمة إصرار من بعضهم اليوم بالمطالبة، الفصل بين الدين والدولة، وبالمقابل فالحركات الدينية تصر بالمقابل الجمع بينهما....
ثم لماذا لا يوضحون موقفهم من حقوق المرأة، من حيث الميراث والتمليك والزي والعمل والوظيفة والمخالطة أثناء التعليم والعمل، وقيادة السيارات، إما لحاجة البيت أو بغاية العمل والإعالة .؟ وهناك مسالة أخرى غاية في الأهمية، وهي تتعلق بالاقتصاد، كثيرا من المواطنين يودعون مدخراتهم في البنوك على شكل مبالغ نقدية مع الفائدة، ترى كيف بهؤلاء قادة الحركات الدينية أن ينهضوا باقتصاد البلد إذا اقتضى منهم ذلك خلال حكمهم دون اللجوء إلى استثمار تلك الودائع والمدخرات، وهي بمليارات الدولارات، وتنتظر الفائدة أو فلنقل الربا .؟ فهل هذا حلال، أم حرام، وهل يعد هذا من الربا أم لا.؟ وما هو الحل برأيهم.؟
وماذا تكون مواقفهم من ارتفاع الأسعار وما هي إجراءاتهم بالتالي.؟ وكيف تطبق مبادئ الشريعة الإسلامية بحق مالكي السلع والموارد في حال اهتزاز الأسعار أو احتكار بعض السلع والمواد والموارد، كون الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للقوانين كما هم يطالبون.؟ ماذا سيكون موقفهم من تحصيل الزكاة.؟ هل تجبى من المالكين عن طريق الجابي لتودع في خزانة الدولة.؟ ثم هل ينكرون على المسلم إذا تزكّى من ماله إلى الفقراء والمحتاجين دون وسيط من الدولة الإسلامية.؟...
ماذا يكون حكمهم إذا خالف حاكم مسلم بفتوى مخالفة للنص القرآني.؟ إليكم غير موقف إزاء ذلك.. من المعلوم أن عطاءات الرسول من الصدقات كانت تصل (المؤلفة قلوبهم ) وهم الكفار إما لاستمالتهم أو درءا لشرهم ...فقد جاءت في سورة التوبة هذه الآية الكريمة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين والمؤلفة قلوبهم..) بيد أن الخليفة عمر بن الخطاب أنكر على المشركين هذه العطاءات تذرعا بقوة الإسلام حيث لم يعد السبب قائما، أي أن الإسلام قبل بشروط الكفار عند ضعفهم ، ورفض الخليفة عمر هذا الشرط لما قويت شوكة الإسلام.! لأن الخليفة كان يدرك أن غاية النص هي العدل، وإحقاق الحق، فليس من العدل مد الكفار الأشداء بالصدقات، في حين أن دولة الإسلام وفقراءها، هم أحوج وأحق بهذه الأموال...
كما أن الخليفة عمر أبطل عملية توزيع الأراضي على الفاتحين مخالفا سنة الرسول حيث كانت تقتطع مساحات من الأراضي الخصبة توزع عليهم، ليأخذوها ضياعا وممالك..
وللخليفة الفاروق سوابق أخرى خالف فيها النص والسنة في الاجتهاد، منها إيقاف قطع يد السارق في عام المجاعة، والنص القرآني صريح في عقوبة السارق: ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله..) ــ سورة المائدة ــ كما عطل عمر التعزير بالجلد لشارب الخمر في الحروب.. ثمة مقاربة بين طرفي المعادلة هما الثابت والمتغير؛ فبتغير الأزمان لا بد من تغير الأحكام، وأجزم أن الإسلام الذي شهد هكذا حالات، لا ينكرها اليوم.! والأمثلة تتوارد، والأسئلة لا تنقطع...
هل هؤلاء يوافقون على تعدد الأحزاب فيما تنصّ عليه بعض الدساتير.؟ أم في رأيهم ثمة حزبان فقط، هما حزب الله، حيث هم ينشدون، وحزب الشيطان وهم له رافضون.؟ وهل يوافقون على الاستفتاء الشعبي في اختيار أعضاء مجلس الشعب، النواب، أو سواهم من ممثلي المؤسسات الأخرى، وعما يسفر عنه من نتائج.؟ أو أنهم يقبلون بالنتائج فقط في حال لامست أهواءهم, تخفيا وراء ما يضمرون.! أي أنهم يقبلون بالنتيجة لما يضمرون من الخطوات التالية عقب تحقيق الفوز؛ أي هل أنهم يقبلون بالديمقراطية قناعة كأساس ومنطلق للتنافس.؟ أم انهم ينظرون إليها كلعبة دون قناعة..؟ لا كمفهوم ومبادئ يلتزمون بها.. ثم إذا كانوا ينادون بحقوقهم في تأسيس أحزاب على أساس الدين الإسلامي، فهل يقبلون لأصحاب الديانات الأخرى ــ يهودية، مسيحية، مثلا ــ من تشكيل أحزاب على أساس ديني، وبالتالي يسمح لهم بالدعاية والتبشير لدياناتهم كما هو متاح لهم في الغالب، أم أن الدين عند الله هو الإسلام ؛ ولن يقبلوا بالتالي خلاف هذا النص الواضح والصريح...
وإذا كانوا يقرون بمساواة البشر، فهل يسمحون بالزواج المدني، وكلا الزوجين يبقي على دينه.؟
لو عدنا ثانية إلى فتاوى أو تشريعات الخليفة عمر بن الخطاب، في مسألة ــ المؤلفة قلوبهم ــ والحكم بحق السارق والسارقة ــ واقتطاع الأراضي لبعض الفاتحين ـ وفيها النصوص التشريعية والأحكام القرآنية فاصلة واضحة لا لبس فيها، أفادتنا هذه الفتاوى بشيء جدا مهم، وهو تاريخية النص، أي أن الأحكام تتغير بتغير الأزمان، فماكان صالحا تطبيقه بالأمس، قد لا يناسب التمسك به اليوم بعد أربعة عشر قرنا.. فهل هؤلاء يعترضون على أحكام الخليفةعمر بن الخطاب.؟ وهل يقبلون بالاجتهاد بهكذا نصوص.؟ أقول نعم سيعترض المتشددون على أحكام أي كان إذا لم تلامس أهواءهم؛ ففي حوار وجدل حام بين متزمت ديني، وآخر علماني على شاشة الجزيرة في برنامج " الاتجاه المعاكس " يستشهد العلماني بموقف عمر الذي كف عن قطع يد السارق في عام الرمادة، فكان رد المتزمت الديني أن قال: أقول أن الله قضى بكذا، تقوم فتستشهد بعمر.. أي أنه أراد أن يخطّئ، أو لا يشرع لتلك السابقة من الخليفة عمر، دون أن يصرح بذلك علنا للملأ، ثم بالتالي، من خوّل أمثال هؤلاء حتى يكونوا خلائف الله في الأرض.؟
أخيرا... علينا أن نتجرب من تجاربنا، فاليوم يستحيل علينا أن نعيش حقبة الإسلام الأولى، كما يستحيل علينا أن ننقل عباءة الماضي ونلبسه على إنساننا الحاضر بواقعه الحالي.!
إن مجتمعنا اليوم يتقدم على المجتمع الإسلامي الأول بكل المقاييس، حتى في علاقة الحاكم بالمحكوم، فلماذا يريدون العودة بنا إلى الماضي.؟ لا يمكن لنا أن ننسخ تجربة بدأت قبل أربعة عشر قرنا، وفات على زوال دولتها بضعة قرون، أي نحو نصف هذي المدة، لم يعد واردا العودة إلى النطع والسيف، ولا حتى العودة إلى الراحلة المعهودة ــ سفينة الصحراء ــ إن المجتمع المتخلف يفهم دينه فهما متخلفا، بتعبير سمير أمين، ويدعه في براثن الماضي، دون فهم للمستجدات ولا لمستحقات التغير والتطور.. ألا يجدر بنا عندما نقف عند ظاهرة ما، من أن ندرسها ونقلبها من كافة جوانبها ثم نحكم، ولا نكتفي بجانب واحد وحيد. أي الجانب المشرق فحسب؟ ألا يقتضي منا اليوم إعمال العقل، والاجتهاد في الفكر، والاستنارة بالعلوم.؟ لا أن نبقى أسير الجهل والتخلف وضيق الأفق، والأخذ بالرأي الواحد، وتقبله دون فحص أو تمحيص مهما كان المصدر.. إن الإسلام دين لا دولة، ولا بد لك بعد هذا إلا أن تقف معهم في ممارستهم لطقوسهم الدينية بكامل الحرية، كما عليك أن تقف مع حقوقهم في ممارساتهم السياسية عند قبولهم باللعبة الديمقراطية، وأبجديتها هي فصل الدين عن الدولة؛ فالحاكم الصالح دينيا، قد لا يصلح بالقدر نفسه سياسيا في إدارة وتصريف شؤون البلاد, كما أن صلاح الآباء لا ينتقل بالضرورة إلى الأبناء، إذا اتخذنا مثال الوراثة التي شرّعها الأمويون...
لقد كانت الخلافة الإسلامية منذ انطلاقتها خلافة عربية قريشية، وإن قامت على الدين الإسلامي، أو استمدت منه الشرائع والأحكام، وإن دعوى قيامها اليوم أكثر تناسقا مع منهج القومية العربية...
#دهام_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة أكتوبر الاشتراكية..البدايات..!
-
دفاعا عن الاشتراكية
-
إشكالية المفهوم القومي تاريخيا
-
مسالك الإصلاح
-
اليسار العربي والخطاب الموقوف!
-
المقاومة بين غايات نبيلة وتساؤل مشروع
-
الحضارة والإنسان
-
الوحدة الوطنية .. دعوة أم شعار !
-
عن العراق ..من القلب و العقل
-
الاشتراكية..بين الثورة والإصلاح
-
الديمقراطية...والنظام العربي. ! عرض نقدي من منظور يساري
-
الماركسية .. داخل وخارج الأطر الحزبية وسياج الدولة .!
-
الأنظمة الشمولية ومرايا الرأي الواحد !
-
قراءة ماركسية و الآفاق الحزبية
-
الطريق الى السلطة
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|