الحرية الفكرية1

شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 07:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بلغت الاحاديث التي انتقدت عللا الامام مسلم 132 وعدد من انتقدوهم من رجاله 110 بينما بلغت الاحاديث التي انتقدت على البخاري 110 وافقه مسلم على 32 حديثا و 78 انفرد البخاري بتخريجها وعدد من انتقدوهم من رجال البخاري 80؟ ان كتب السنة لاتعدو ان تكون كتبا جمعها فرقاء متخاصمون على الحكم كل فريق آلف وجمع احاديث يعارض بها الفريق الاخر فمن النادر ان نجد حديثا لايناقضه حديث اخر كما ان الاحاديث النبوية ليست مقدسة لان معظم ماورد في الصحاح والمتون وغيرها عند اهل السنة مثلا لايعترف بها عند الشيعة والعكس صحيح كما ان ثقاة عدول اهل السنة ليسوا كذلك عند اهل الشيعة وبقية الملل الاسلامية. هناك سوال مطروح وهو هل كل رواة الحديث من الصحابة عدول ثقاة؟ ان الاجابة عنه تعني رفض ونسف كل الاساليب والشروط والمبادي التي اعتمدها البخاري وغيره في صحاحهم اومتونهم وذلك يعني ببساطة نسف ظاهرة العنعنة التي تعتمد على النقل لاعلى اعمال العقل تعتمد على من قال وليس على ماقال ان الصحابة كغيرهم من الناس يخطئون ويصيبون يضلون ويهتدون يعلمون ويجهلون. يقول المفكر السعودي الراحل عبدالله القصيمي: لقد بقينا نحن وبقوا هم هكذا( الغرب) يعلمون ونجهل ويقوون ونضعف وياخذون ونعطي ويزيدون وننقص حتى قامت هذه النتيجة المروعة المخزية وهي اننا فقدنا كل شيء واخذوا هم كل شيء والسبب في هذا كله يتلخص في شيء واحد هو اننا تعلمنا كيف نبغض العلوم وكيف نابأها وننفر منها بينما كانوا هم يتعلمون كيف يبغضون الجهل وكيف ينفرون منه بل وكيف يقامونه ويدمرونه ويهزمونه. روى الشيخان عن ابي هريرة ان النبي قال لاعدوى ولاطيرة ولاهامة وقد روي هذا الحديث بالفاظ مختلفة ولكن الصحابة عملوا بما يخالفه فقد روى البخاري عن اسامة بن زيد ان رسول الله قال: اذا سمعتم بالطاعون بارض فلا تدخلوها واذا وقع وانتم بها فلا تخرجوا منها وقد جاء هذا الحديث كذلك عن عبد الرحمن بن عوف؟؟ عكرمة مولى ابن عباس ترجح صدقه عند البخاري وروى عنه وعند مسلم كذاب لم يروي عنه الا حديث واحد تقوية لحديث سعيد بن جبير في الحج( على من نعتمد ونروي احاديثا وناخذ ديننا اذا كان الشيخان متناقضان) هل من مجيب؟ في البخاري وغيره احاديث ثابتة اخذناها كما هي وعملنا بها ونتجادل حولها ونكفر غيرنا ونقتل مخالفنا وهي تتنافى مع العقل وتتجافى مع المنطق مثل: اذا وقع الذباب في اناء احدكم وحديث اين تذهب الشمس وحديث كتب على ابن ادم حظه من الزنا وغيرها كثير. اما اختلاف المتن عند الشيخين فكثير ايضا وساكتفي بذكر حديث واحد . في البخاري خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب في مسلم جزوا الشوارب وارخوا اللحى وخالفوا المجوس. اي صيغة من الصيغ اعلاه قالها الرسول ومن يستطيع ان يثبت لنا ذلك مع العلم اننا نومن بان الوحي هوالذي ابلغ الرسول ولكن باي صيغة ابلغه؟ هل فكرنا؟؟ هناك حديث يقول الناس تبع لقريش في هذا الامر ( اي الحكم) رواه ابو هريرة واخرجه البخاري والحديث متفق عليه ويلاحظ ان حديث الائمة من قريش لم يرد في الصحيحين ولا في كتب الحديث المعتمدة وانما ورد في مسند الطيالسي وحده؟ هل هذا الحديث يفرض على المسلمين جميعا ان يتركوا الولاية لقريش كفرض ديني او واجب مقدس وما حكم الخلافة الاسلامية في بيت ال عثمان غير القريشيين من سنة 1517- 1924؟ ماحكم العقل والمنطق في حديث الذين يفسرون القرأن بارائهم إما ان يصيبوا او يخطئوا فان اصابوا فقد اخطئوا وان اخطئوا فقد كفروا؟؟ هذه هي الاحاديث التي تسمى السنة النبوية والتي يطالب المسلمون ليل نهار بالاعتصام بها بعد القران طبعا ولكن هل تخلفنا ناتج عن البعد عن كتاب الله وسنة رسوله؟ هل يحتوي المصدران التشريعيان على كل الحلول لاسئلة ومشاكل التخلف الحضاري والثقافي والعسكري والعلمي؟ لكن لماذا لاينقذ تمسك السعودية مثلا بالكتاب والسنة على المستويين الحكومي والشعبي من الخروج من ربقة التخلف؟ ولماذا تعاني افغانستان الملئية بالمجاهدين القابضين على جمر الكتاب والسنة عندما كان الامر بيدهم من التمزق والاقتتال القبلي والمذهبي؟ ولماذا لم ينقل تمسك الحكومة الاسلامية في السودان بالمصدريين التشريعيين البلاد من خانة الفقر والعجز الى خانة القوة والازدهار؟ ولماذا ولماذا؟ اتمنى ان نعيد حسابتنا في كل مانقرا وان يكون منظارنا للامور من المنظار العقلي وان نتعلم من غيرنا كيف وصلوا الى ماوصلوا اليه وان نكف عن القيل والقال وان نكون امة جدية تفعل ماتقول بعد ان تفكر وان لانكون امة قوالة. كم اتمنى ذلك. انتهى

#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات