أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني














المزيد.....

لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 08:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أستطيع أن اصدق عمليات الترقيع الصادرة عن مسئولين مصرين وفلسطينيين "والمبشرة" ببعث الحوار الذي أطلقوا علية الرصاصة بدون رحمة، الحوار فشل بصرف النظر عن التبريرات الصادرة عن الفصائل التي أعلنت مقاطعتها له، والحوار فشل ودفع بالشعب الفلسطيني لدوامه الانتظار التي ستطول وسندفع كشعب خلالها الثمن الكبير.

صحيح أن الاعتقالات التي تشهدها الضفة الغربية تشكل كابوسا مرعبا للفلسطينيين، وصحيح أن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني تفرض على القيادة الفلسطينية وضع ثقلها لانجاح الحوار الوطني من خلال توفير أرضية تمهد لحوار جاد يأخذ بأسباب النجاح ويتجاوز أسباب الفشل، ولكن… لماذا لا نعترف ان العراقيل والعقبات الموضوعية والذاتية فرضت نفسها على الساحة السياسية الفلسطينية وأوصلتنا لحقيقة واضحة وضوح الشمس، حقيقة أيديولوجية لا يمكن تجاوزها، حقيقة تعبر عن نفسها بالصراع ألتناحري على السلطة بين حكام غزة ورام اللة.

لقد ذاقت حماس طعم السلطة، وشكلت كيانها الذي اكتمل وأصبح قوة لها تحالفنها البعيدة المدى، تحالفان إقليمية ودولية تفرض استحقاقات لا يمكن التهرب منها، وحركة حماس ليست حرة أو مستقلة في اتخاذ قراراتها، لان المنطقة منقسمة على نفسها بين ما يسمى بمحور المعتدلين الذي تقف القاهرة على رأسه ومحور المتشددين الذي دعم حركة حماس بدون حدود.

حماس التي تحولت من حركة مقاومة خالصة إلى سلطة تحاول الجمع بين المقاومة والسلطة فقدت البوصلة، وأصبحت تتطلع للسيطرة على ما تبقى من الوطن المحتل، هذا واضح في خطاب قياداتها التي لم تعد غزة تتسع لطموحها، فهي تريد أن تحسم المعركة الإيديولوجية والسياسية مع سلطة رام اللة الغارقة في أوهام التسوية، والواضح أن أسباب الصراع الذي تزداد وتيرتة التناحرية تتغلب على أسباب الاتفاق، فالطبخة ليست فلسطينية خالصة وما يجري في الغرف الخلفية أعظم.

في المقابل لا زالت رام اللة تراهن على إبرام التسوية من خلال وضع كل البيض في السلة الأمريكية التي لا تلقى بالا لمصالح الشعب الفلسطيني، وقد ذهبت وعود الرئيس الأمريكي جورج بوش وأدارته المنصرفة بإقامة دولة فلسطينية أدراج الرياح ولم يتبقى منها غير الملف الأمني الذي يعبر عن استسلام فلسطيني فاضح للأجندة الأمريكية الإسرائيلية الهادفة لتعميق الشرخ الفلسطيني الداخلي من خلال حملات الاعتقال بحق عناصر حماس وقياداتها الميدانية، تلك الحملات التي تقول السلطة في رام اللة أنها ليست سياسية وان لا معتقلين سياسيين لديها وهذا يجافي الحقيقة.

إذن نحن إمام برنامجان يعكسان تناقض في النظرية والممارسة، والأخطر أن الشعب وقواه الحية سياسية كانت او جماهيرية فقدت قوتها وفعلها وباتت تدور في فلك المناشدات والمطالبات اليومية لإنهاء حالة الانقسام الذي أصبح بالفعل يعكس مصالح لا يمكن تجاوزها، مصالح لها ثقلها في تحريك الوضع الداخلي باتجاه الهاوية واتخاذ الصراع بيت غزة والضفة أشكالا أكثر عدائية، وقد بدأت مؤشرات التصعيد بالخروج من قمقمها بخطاب إعلامي اتهامي من كل طرف للأخر مما يعني أنهم حرقوا مرحلة التكتيك الإعلامي وادعاء الحرص على إعادة الأوضاع الفلسطينية لوضعها الطبيعي ببرنامج وطني تتقاطع فيه الأطياف السياسية الفلسطينية لتحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية.

المشكل في فشل الحوار أننا تقدمنا خطوة باتجاه تعزيز الممارسة البوليسه وبالتالي الانقضاض على حقوق الإنسان وملاحقة الآخر، وبالمناسبة ستتعرض القوى الفلسطينية التي تعارض هذا النهج للملاحقة والقمع، وسيواجه المواطن الفلسطيني التهم الجاهزة التي تعبر عن انفلات مليشياوي وبوليسي لا ضابط له، وخاصة أن القضاء الفلسطيني مغيب والمجلس التشريعي الفلسطيني مهدد بالحل، والأصعب من هذا وذاك قد نصحو بعد انتهاء ولاية الرئيس عباس لنجد أنفسنا برئيسين واحد في رام اللة وآخر في غزة ، وهذا مربط الفرس.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستوطنون قادمون...ما العمل
- ضوء في آخر النفق
- هل نجحت حماس باستبعاد اللواء الطيراوي
- عن ثقافة هز الذنب ومسح الأحذية
- انك ليس أحمد سعدات
- الشرطة الفلسطينية ترد الصاع صاعين للحاخام الأكبر
- القدس والجعجعة بلا طحين
- لمن الغلبة..؟ لا غالب والكل مغلوب
- الشعب الفلسطيني وحتمية الثورة على الثورة
- الأعلام الفلسطيني بين العسكرة والانجزة
- السماء تمطر دما على مخيم عايدة للاجئين
- أبو أنور: نحبكم بعد موتكم
- من أجلك يا سيدتي
- أنا في عرض الحكومة.. أكلنا زبالة
- الحرية للمعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية
- اتفاق كنيسة المهد جريمة بلا عقاب
- صح النوم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- العبيد الجدد في سوق العمل الإسرائيلي
- السيد قريع إن كنت تعرف قتلك مصيبة وان كنت ....
- من دخل دولة الاحتلال فهو آمن !!!


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي لـCNN: -كل شيء على الطاولة- للرد على ...
- بالصور: عام من الحرب في غزة
- غرق سفينة نيوزيلندية قبالة جزيرة ساموا.. وهذا هو مصير 75 شخص ...
- بوندسليغا.. مرموش يهدي فرانكفورت تعادلا ثمينا أمام بايرن
- الإمارات تطلق حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني
- تدمير سفينة أوكرانية محمّلة بالذخيرة قادمة من أوروبا
- -يدعم محور الشر-.. نتنياهو يرد مجددا على ماكرون بعد دعوته لح ...
- تونس.. إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية
- -حماس-: -طوفان الأقصى- ستؤسس مرحلة جديدة للقضية الفلسطينية ...
- ماكرون لنتنياهو: حان الوقت لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني