أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر















المزيد.....

نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 760 - 2004 / 3 / 1 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل اهم صفة نتصف بها فيما يسمي الشرق الأوسط أننا نقول مالا نفعل و نفعل ما لا نقول ونظهر غير ما نبطن والدليل علي ذلك الكثير ولعل أهمه ما يعلنه عاطف عبيد يوميا علي صفحات الجرائد و شاشة التليفزيون فلو كان يفعل ما يقول لكانت مصر اقوي و اغني دولة ليس في الشرق الأوسط فقط بل في العالم وكانت اكثرها ديمقراطية ولوجد الغلابة لقمة العيش والشباب وجد فرص العمل بدلا من التسكع علي المقاهي.. لكن دعنا من الحكومة فلسنا ندا لها.. واللهم اجعل كلامنا خفيفا عليها بعدين تحرمنا من هامش الحرية الذي تذكرنا به ليل نهار.. ولنناقش قضية أخري في نفس النطاق و هي قضية علاقتنا بأمريكا نحن الشعب و ليس الحكومة, فالحكومة حرة فيمن تحب و تكره والحقيقة أنه ليس لنا سلطان عليها فنحن مجرد رعايا لها.
دعنا نناقش علاقتنا نحن الغلابة من عامة الشعب و مثقفيه بأمريكا التي اعتقد اننا نحبها في السر وننعل سنسفيل أبوها في العلن حتي لا يتهمنا أحد بالعمالة والعياذ بالله.
ولنرجع قليلا الي الوراء عندما كان من الوطنية أيام جمال عبد الناصر ان يظهر الفرد منا عداءه لأمريكا ولم تمضي سنوات قليلة بعد حرب 73 التي انقذت فيها امريكا اسرائيل من الدمار كما ندعي وزار نيكسون مصر فاكتشف ان الشعب المصري استقبله افضل من الشعب الأمريكى نفسه و من فضلكم أرجو ألا يدعي أحد ان هذا الأستقبال كان موجها لأنه في الحقيقة كان استقبالا عفويا يعبر عن المشاعر العفوية للشعب مثلما كان تأييد الشعب للسادات في زيارته للقدس و مثلما كان خروجه لتأييد جمال عبد الناصر بعد هزيمة 67 النكراء , مشاعر عفوية شكلها متناقض و لكنها حقيقية.
فغالبيتنا وأنا أولهم نحب أمريكا في السر ونكرهها في العلن حتي لا نتهم بالعمالة والزندقة الي غير قائمة الاتهامات المعتادة ويجب هنا ان نفرق بين أمريكا كحكومة و امريكا كشعب و نظام و طريقة في الحياة و الأهم كدولارات , هل يستطيع أي منا ان ينكر حبه للدولار الذي نتكالب علي اكتنازه مثلما نتكالب الآن علي الدينار العراقي و الليبي لنفس السبب , ثقة في النظام الاقتصادي الأمريكي مهما حذرنا جهابذة الأقتصاد عندنا.
أنا لم يسعدني الحظ بمقابلة أي مسئول أمريكي ولكني لا أنفي أني قابلت كثيرا من الأطباء الأمريكين ولا أنفي أني كنت مدمنا علي الأفلام الأمريكاني في شبابي وأحب صوت بر بارا سترايسند و حتي مادونا فهل يجعلني هذا عميلا للثقافة الأمريكية. وأنا لا أنفي حبي للهامبورجر و كنتاكي فرايد تشيكين ويشاركني هذا الأعجاب الكثير في عالمنا فهل يجعلنا هذا عملاء لأمريكا؟
أنا لا أخفي أعجابي بالدستور الأمريكي الذي قام علي أفكار الفيلسوف الأنجليزي الشهير جون لوك , ذلك الدستور الذي حول مجموعة من المهاجرين المضطهدين والمغامرين و اللصوص الي اقوي شعب في العالم و لا أخفي أعجابي بمارتن لوثر كينج زعيم الحقوق المدنية للسود و خطبته الشهيرة أني أحلم.. فهل أعجابي هذا يجعلني عميلا لأمريكا؟
هل أيماني أن كتاب جون لوك القيم و الصغير في نفس الوقت رسائل في التسامح لابد أن يدرس في مدارسنا يجعلني عميلا لأمريكا.
هل اقتناعي ان نظام التعليم و الأمتحانات و التدريب (وأنا أتكلم من منطلق مهنة الطب التي أنتمي أليها) هو أفضل نظام في العالم , أفضل من بريطانيا التي تدربت بها و احمل شهاداتها, فهل يجعلني هذا عميلا لأمريكا؟
هل اقتناعي أن العلمانية المطبقة في امريكا والتي تحترم حرية العقيدة فعلا و التي قدرنا موقفها عن فرنسا في قضية الحجاب, هي علمانية متنورة و صنوان للديمقراطية, يجعلني عميلا لأمريكا؟
لا يسعني الا أن أسأل نفسي هذا السؤال كلما و جدتني أنادي بالديمقراطية و الحرية و حقوق الأنسان.. فأنا أومن أن القضاء علي بذور التطرف و الأرهاب البدني و المعنوي هو في اصلاح مناهج التعليم و منابع الثقافة في مجتمعاتنا لكي يصبح التفكير الحر الخلاق هو الأساس وليس التلقين و الحفظ والنقل من التراث الذي لابد أن يؤدي الى الجمود و التطرف و في النهاية العنصرية.
أليس هذا ما تنادي به أمريكا و تحاول فرضه علينا..
 نعم أنا مثل الكثير من مواطني مصر و العالم العربي أستنكر السياسة الخارجية لأمريكا و أكره انحيازها لأسرائيل و لا أعتقد ان مطالبتها لحكوماتنا بمزيد من الديمقراطية و احترام حقوق الأنسان هو حبا في سواد عيوننا أو عطفا علي شعوبنا المقهورة ولكن مصلحة امريكا هي التي املت عليها هذا الموقف , فأمريكا بعد 11 سبتمبر أدركت بعد فوات الأوان ان منابع الأرهاب هي في الأساس نقص الديمقراطية و التنمية الأجتماعية و سيطرة السلفية الدينية علي الساحة التعليمية و الثقافية في بلادنا وأنا و غيري ممن يؤمنون بضرورة الأصلاح يتفقون مع أمريكا في هذا التشخيص رغم أنهم يؤكدون في نفس الوقت أنه تشخيص ناقص لأن أمريكا تتجاهل واحدا من أهم منابع الأرهاب في منطقتنا ألا و هو عدم الوصول الي حل دائم و عادل للقضية الفلسطينية. فهل يعني اتفاقي و غيري مع أمريكا في ضرورة تبني حكوماتنا للديمقراطية ومفاهيم العدالة الأجتماعية وحقوق الأنسان ليس فقط لقطع الطريق علي الأرهاب و تجفيف ينابيعه ولكن و هو الأهم لأن شعوبنا قد عانت الكثير من النظم الشمولية . فهل اتفاقي مع أمريكا في هذه النقطة يجعلني عميلا لها.
نعم أني أتفق مع أمريكا أن ثقافتنا الناتجة اساسا من مناهجنا التعليمية هي ثقافة ترفض الآخر و لا تقبل التعايش معه بل و تبيح دمه عند المغالين أمثال بن لادن وغيره من السلفيين المتشددين ولننظر الي العلاقة السيئة بين السنه و الشيعة وهما أبناء عقيدة واحدة فما بالك بالآخرين .. فهل مطالبتنا بأصلاح هذه المناهج وتنقيتها مما يثير الضغينة بين ابناء الوطن الواحد يحعلنا عملاء لأمريكا.
قد أكون مخطئا في كثير مما أومن به فلست الا بشر ولكني متأكدا أنني و غيري ممن يطالبون بالأصلاح لسنا عملاء لأمريكا او غيرها فأنا وغيري كثيرون مجرد مواطنين مطحونين يبحثون عن العدل و الحرية ويريدون ان يتخلصوا من القهر الذي كتب عليهم , قهر الحكومات الديكتاتورية وقهر فقهاء السلطة ولا نريد ان نستبدل ديكتاتورا بآخر, لا نريد أن نستبدل صدام حسين ببن لادن , أو جمال عبد الناصر بالظواهري او كمال الشاذلي بالمرشد العام للأخوان.
نعم أني أريد الحرية داخل وطنى مثلما يستمتع المواطن الأمريكي بها داخل وطنه, أريد أن يكون لي رأيا فى اختيار من يحكمنى و أن أستطيع أن أغيره سلميا من خلال صناديق الأنتخاب دون أن أضطر لنسفه وسحله, اريد أن أكون حرا في أن أعبد الله كما أريد, أن أكون شيعيا او سنيا او درزيا دون ان يتهمني احد اني خارج من الملة ويحل دمي أو يرهبني معنويا , نعم ان مفهوم الولاء و البراء هو مفهوم لابد ان يفرز متطرفين و إرهابيين وقنابل بشرية و هو مفهوم عنصري لا بد ان يستعدي علينا العالم ليقضوا علينا تماما مثلما فعلوا مع هتلر.
نعم أني أومن أننا لابد ان نحترم الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الذي وقعت جميع دولنا عليه كما نطالب اسرائيل أن تحترمه.
نعم أني أومن بالديمقراطية.. فهل يجعلني هذا عميلا لأمريكا.
نعم اني اومن ان الدين لله و الوطن للجميع.. فهل يجعلني هذا عميلا لأمريكا
نعم أني أحب امريكا كدستور و نظام ديمقراطي يحفظ للمواطن داخل امريكا حقوقه الأساسية حتي لو كان مسلما او حتي بوذيا
نعم اني معجب بنظام التعليم والتدريب و البحث العلمي الأمريكي وبيل جيتس و ميكرو سوفت رغم تنكيتنا عليه أنه ميكرو و سوفت.
نعم اني أومن أن الكثير من الأصلاحات التي تطالبنا بها أمريكا تصب في مصلحة شعوبنا فلماذا نرفضها لمجرد أنها اقتراحات امريكية و نعتبر رفضنا و طنية.
لكل هذا قررت أن أعلن أعجابي بالكثير مما هو امريكي علنا مثل قدرة ميل جيبسون ان ينتج فيلما عن آلام المسيح و هو بالمناسبة لا يستطيع ان يفعل ذلك الا في امريكا.. ولكن هذا لا يمنع ان اعلن استنكاري للسياسة الخارجية الأمريكية و انحيازها الغبي لأسرائيل و ان أدعو الشعب الأمريكي لأسقاط بوش في الأنتخابات القادمة و ليس الأنقلاب عليه او طعنه او سحله ثم عدم الصلاة عليه كما هي عادتنا.. فكم اتمني ان يمنحني الله القوة أن أظهر ما أبطن و أن أفعل ما أقول.. لنا الله جميعا

د/ عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر