أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهاد صالح - معارضة بياقات بيضاء














المزيد.....

معارضة بياقات بيضاء


جهاد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 08:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تظاهر أكثر من ألف مواطن كوردي ما بين من يحمل الجنسية السورية وما بين من فقدها قبل أربعين عاما ،أمام البرلمان المجّمد والخالي من ممثلي الشعب، ليقولوا لجنرالات دمشق التائهون في ذاتهم الدونكيشوتية ، أن سياساتكم كأفلام الكرتون والرسوم المتحركة ، تثير وتضحك وتسلي ، ولكن تذهب مع الريح. لأن اللعبة أصبحت مملة وثقافة الجور والإقصاء والإذابة فشلت،كما فشل أبائكم وطبالي الحي وزماري العروبة .
أحد المتظاهرين تخيل لو أن دمشق كلها خرجت تتظاهر بملايينها، ماذا كان سيفعل النظام ، هل كانت دمشق تتحول من عاصمة للثقافة العربية إلى عاصمة المليون متظاهر، شباب من حي ركن الدين دغدغتهم أصولهم الكردية فاستلوا الشجاعة ونزلوا إلى الشارع يهتفون بالحرية والإنسان، في الجهة الأخرى كان مواطن دمشقي يفتخر أنه سوري يهتف في قلبه بحب كبير،لكن لون العسكر بوجوههم المخيفة وهراواتهم الصدئة منعت صوته أن يخرج ويكبر.
وراء جدران الصمت كان الكثيرون يشعرون بغبطة وسعادة لشجاعة إخوانهم الأكراد وهم يقفون بصدورهم التي لا تتسع لهواء الكون، ويتمنون في داخلهم أن يكثر الله من المتظاهرين في المستقبل.
المعارضة بشخوصها المتلونة ،ممن بقوا خارج السجون لم تستطع أن تجتمع ، في سبيل إصدار بيان تضامني مع المتظاهرين، فلاذ الجميع بالصمت ،وكان ما شاهدوه هو عبارة عن فلم لم يؤثر فيهم ولم تهتز مشاعرهم.
معارض في أمريكا تواصل مع معارض في أوروبا، تلازم الشعور لديهم أن جسد المعارضة يترهل دون فعل، والكردي أثبت شجاعته في دمشق وفي القامشلي، وكان القرار أن المعارضة من وراء الحاسوب تعتبر معارضة أيضا.
بثينة شعبان وزيرة المغتربين، تلعب لعبتها في أوروبا وأمريكا واستراليا، تجند الكثيرين من أبناء الوطن لأن يكونوا عسسا وبصاصين وبوليس سري لرصد الأخبار المسيئة إلى الحاكم في دمشق، وتدفع بسخاء. ونجحت في تدجين الكثيرين ( كردا وعربا ومسيحيين....) فأصبح البيت السوري المعارض متلونا كبيض العيد .
صديق صغير ولكن طموحه في معارضة النظام أكبر منه، يقول دائما إن المعارضة على النت لها فعلها ، وخاصة أن ذلك لايحتاج إلا إلى كرسي ولابتوب وانترنت. معارض سوري من أقاصي الولايات المتحدة الأمريكية خرج من الوطن قبل مجيء البعث إلى السلطة ، تحدث أنهم كسوريين مناهضين لثقافات الاستبداد ، يمارسون لعبة المعارض والتعارض مع النظام ومع أنفسهم وبين بعضهم البعض ، والتغيير الديمقراطي السلمي يمكن ممارسته بإرسال خطاب احتجاج ضمن الولايات الأمريكية عبر البريد الالكتروني، آخرين التموا في لواء قبيلة وتحت ظلال شيخ انتقل من عشيرة السلطة إلى قبيلته التي شكلها بنقوده واستطاع شراء البعض ليكونوا جنوده في معركته مع السلطة، وجنرال عجوز يحلم في ظلاله وطائفته أنه سيكون القائد وسيعود قريبا إلى دمشق، ويظل الفلم المتحرك يعرض مشهدا تراجيديا لاينتهي.
معارضة بشخوصها الشجاعة تسابق الزمن للخروج إلى الحرية ومواصلة الفعل النضالي من قلب دمشق ، ولا تأبه بالديكتاتور وسجونه وعسكره ومخابراته، ومعارضة ترتزق عبر عواصم القرار وهي غير مرئية من أحد،ومعارضة تجلس بياقاتها البيضاء وراء الكمبيوتر وتخط بيانا شديد اللهجة ،ولكن لا يتمكن أي مواطن سوري قراءته في داخل الوطن. ومعارضة عبر أشخاص يثابرون وسع الجغرافيا والعواصم لأجل إخراج الوطن والشعب من عنق الزجاجة بوطنية مثالية.
هذا هو السرّ الكبير والصغير، والمعارضة التي يترجل النظام القمعي عليه ويخشاه، ورغم ما قيل ويقال، لقوى المعارضة السورية أثرها وتأثيرها. والنتيجة واضحة أمام العيون رغم الوسخ المتراكم على الزجاج.



#جهاد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوزان عليوان وانكسارات الحزن في طريق واحد
- رهانات وانتصارات من ورق
- دولة القانون
- فدوى الكيلاني...قصائد تعشق عبق النرجس الكردي
- الشاعرة اللبنانية: سامية السّلوم.. تتحرر من صمت الذاكرة إلى ...
- حينما أشعل إبراهيم يوسف قناديل الروح في كتاب الادّكارات
- الطورانية التركية بين الأصولية والفاشية
- في اليوم العالمي للطفولة: أطفال سوريا .. ضياع واحتراق ومصير ...
- الحرية لرجال يصنعن الأوطان
- جمانة حداد ليليت المتمردة على قوانين الوجود والحياة
- مشاركة المراة في العملية السياسية ودورها في صناعة القرار
- حوار مع الشاعر إبراهيم اليوسف
- إبراهيم اليوسف رسول الكلمة الحرة ......الجريئة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهاد صالح - معارضة بياقات بيضاء