لم يكن لقرار مجلس الامن الذي دعا اسرائيل للانسحاب من المدن الفلسطينية بعد احتلالها في نيسان من العام 2002 قيمة تذكر. فاسرائيل لم ترغب منذ البداية بالبقاء في المدن الفلسطينية وادارة حياة السكان فيها. لقد عبرت اسرائيل الرسمية عن ذلك في اكثر من مناسبة: الهدف هو انهاء المهمة و"الانسحاب". ولولا المسؤولية السياسية التي تمنعنا من الحديث بتقييم المؤرخ لقيمنا بقاء الجيش الاسرائيلي او انسحابه من المدن تقييما مختلفا. ولكن القوات الاسرائيلية وضعت نصب اعينها تنفيذ ثلاث مهام:
1- ضرب البنى التحتية والبشرية للمقاومة ضمن عملية انتقام وجهت ضد المجتمع الفلسطيني.
2- توثيق السيطرة والرقابة الامنية وجمع المعلومات عبر الاعتقالات.
3- الانسحاب وتحويل الحصار الذي كان يفرض بين حين وآخر الى نظام، نظام فصل باتجاه واحد ولا يصح ان يخلق من هذا النظام غير تسمية الابارتهايد - الفصل العنصري.
ولا ينتظر النظام الجديد قبول مبادرات كبيرة للانسحاب والفصل من طرف واحد من نوع اقتراح حاييم رامون الذي يحول الانفصال الى خطة سياسية تتضمن تفكيك بعض المستوطنات الصغيرة، كما لا ينتظر العودة الى المفاوضات ليفرض ترتيبات من طرف واحد.
ينتج هذا النظام ذاته بغض النظر عن التطورات السياسية على الارض، كما يحتفظ لنفسه بحق التكيف مع أية تطورات سياسية في المستقبل، ومع ما يطرأ من تغيير بالوضع الامني. القاعدة هي الاغلاق والحصار وتواجد الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب حول المدن لدخولها حسب الحاجة الامنية التي تراها اسرائيل وبدون اي حسابات سياسية، لأنه تم تثبيت هذا الاجراء كقاعدة وليس كاستثناء، والدليل انه ورد في البيان المشترك بين الرئيس بوش وبوتين (الصحافة العالمية يوم 265