|
الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ عهود و لم يذق الشعب العراقي طعم الراحة و الامان و الاستقرار و التقدم، و عند التامل و التمعن و التدقيق في خفايا ما جرى و ما اثر على هذه المنطقة بشكل عام و الشعب العراقي بشكل خاص تُستوضح الاسباب و مكامن الظروف و الاهداف و ما كان مستورا من السلبيات، و كانت السبب الرئيسي لما آل اليه الوضع بشكل عام. بعد السقوط بالاخص ، استبشر الكثيرون من تحسن و تغيير المنطقة باكملها و ما تفائل به العراقيون من وضع جديد تمنتها الشعوب الاخرى متاملين بان التغيير في العراق بداية لتغيير المنطقة ككل ، و تاملوا في العهد الجديد ان يوفر لهم الفرصة السانحة لمبادرة بناء واقع جديد و وضع اللبنة الاولى بعد التغيير الجذري الذي حدث فعلا في العراق و كانت التوقعات منصبة على ان تبدا العمليات السياسية الثقافية بايدي ابناء الشعب انفسهم لما كانوا تواقين الى الحرية والديموقراطية و المساهمة في بناء دولة السعادة و الرفاه . و ظهرت الاحزاب و التيارات و عادت معارضين سابقين و اتجاهات ، و ابتدات الفوضى و سارت الاحداث بالسرعة المعلومة و اختزل العديد و بقي الاخر و تقوى ، و من ثم تغربل و تصفت الالاتجاهت لحدما و الوضع لم يستقر لحد اليوم، و حصل الشعب حقا على بعض المنجزات القليلة بين كل تلك الفوضى و ربما يمكن ان يسميها البعض بالخلاقة ، و كُتب و مُرر الدستور و اُستفتي عليه و اُستقبل العمليات الانتخابية من قبل شرائح واسعة من المواطنين بتلهف كبير، و بدات بداية جديدة لعملية بناء دولة جديدة و الخطوة الاولى لتاسيس نظام ديموقراطي و نشر الثقافة المؤسساتية و اعتماد البلاد عليها، و اتيحت حرية التعبير او بالاحرى هي التي فرضت نفسها على الواقع لحد تجاوز الخطوط الحمراء او الاطر المقبولة غير المعتدية على حدود حرية الاخر و هو المطلوب في النظام الديموقراطي التقدمي. و بان في الافق دور الضغوطات الجماهيرية على السلطة و كيفية اصدار قراراتها مع سيطرة التحالف على النسبة الاعلى من السلطة و انبثقت لجان و هيئات الرقابة المالية و القانونية و الاتحادية و كان للاعلام دور هام . الا ان ما خلط الامر و جعل الصراع يسود في جو فوضوي و غياب سيادة القانون هو بروز مجموعات غير متجانسة على الساحة و لا يهمها شيء سوى مصالحها الضيقة فقط و كانت مدفوعة من اتجاهات و دول عدة ، مما انحرف قطار العملية السياسية في مسارها و سيطرت على آلية الحكم المصالح الشخصية و الاهداف السرية المشتركة للقوى و المناطقية والمحصصاتية اعتمادا على المحسوبية و المنسوبية و محاولة التملق و التزلف من اجل التقرب من مركز السلطة كما علٌم البعث الشعب العراقي من قبل ، و كانت النتيجة ابعاد كل الوسائل الضرورية لانبثاق دولة المؤسسات . فتعاقبت الحكومات و تغيرت الوجوه و تناقلت المصادر السياسية الاخبار و الاسرار الخاصة من اجل اهداف منها معلومة و اخرى سرية مندفعة من اهداف و اجندات عدة اتجاهات و دول اقليمية و عالمية الى ان استقر الوضع لحدما على ما هو عليه اليوم و لفترة غير قليلة ، الا ان الوضع السياسي و ظروف العملية السياسية الجارية تسير وفق منحنيات شديدة الانحدار ارتفاعا و انخفاضا ، و تصل الحالات المعقدة في القضايا الى حافة الانهيار و بومضة بصر تعاد القضية الى مركز ثقلها و كل ما نسمعه هو تقدير الظروف و مصالح الجهات المتنفذة بجميع انواعها ، و يوصل الامر في كثير من الاحيان الى حالات الفوضى و الاقتراب من العودة الى المربع الاول ، الا ان الراعي الاكبر للعملية و الجهات ذات المصالح البعيدة المدى تعيد العمود المنحدر المائل و الآيل الى السقوط بين لحظة و اخرى و بقدرة القادرالى مركزثقله و وضعه الطبيعي ، سوى بحل القضية المسببة لظهور تلك العوارض او اخفائها عن الانظار لالتهاء الشعب بامور اخرى . و ما انا بصدد ذكره وهو لب الموضوع ان الخوف والقلق موجود في جوهر كل الكيانات لعدم اقرار و ترسيخ الحلول بشكل نهائي ، و يفكر الجميع و هم يتارجحون بين الصمود او التهرب ، و في كل مرة تُرفع الاصوات و تُسمع الايمائات و الايحائات الى ظهور شبح الموت و نهاية الطريق في مسار العملية السياسية او ترهيبا لجهة او شخصية ما ، و تهديدا بالتغيير الجذري عند استفحال الازمات ، و تدخل العملية السياسية صالة الانعاش من اجل استفاقة الوضع و مدبريها و المعتكفين في قيادتها النسبية ومن ثم تدخل في فترة النقاهة، و هكذا منذ امد طويل و الوضع السياسي على هذه الحال و ليس من تشخيص و تحديد للمعضلة و المرض و كل ما تسير عليه العملية مستندة على المسكنات المؤقتة ، و عند المواطن طفح الكيل و بلغ السيل الزبى و ياس الشعب بكافة مكوناته، و عند التفكير في الامر نصل الى ان الحالة و كل ما في الامر تحتاج الى عملية قيصرية كبرى و على ايدي حكماء و علماء خبراء و اوفياء مختصين بكل ما يمس البلد و مخلصين له من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه و هو ما يفرضه المجتمع في نهاية المطاف ان لم يلجا اليه المتنفذون و المسيطرون على السلطة و بمحض ارادتهم ، و كل ما عليهم هو اتخاذ الاجراءات الازمة و تحضير و تصنيع الآليات بشكل علمي دقيق لضمان نجاح العملية ، و خير مدبر لهذا الامر هم النخبة المثقفة و الاكاديميين المثفين السياسيين المستقلين و غير منزوين تحت خيمة اي حزب او تيار او اتجاه او معتقدات ضيقة و بمساعدة الطبقات الكادحة المغدورة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
-
ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية
...
-
هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
-
الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف
-
الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق اي
...
-
ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في الب
...
-
نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
-
قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق
-
ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
-
ما بين الثقافة و السياسة في العراق
-
تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
-
كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
-
عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
-
اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
-
لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
-
لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
-
حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
-
تفشي حالات الشذوذ في العراق
المزيد.....
-
بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
-
بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
-
-وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة
...
-
رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم
...
-
مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
-
أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
-
تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
-
-بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال
...
-
بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|