من يضمن بأن هذه الوثيقة وعملية نشرها أو وقوعها سواء بالصدفة أو عمداً بيد السلطات المخابراتية هي ليست تدبير من قبل جهات لا نعرف عنها شيء؟
فاتحة عهد جديد من الفضائح تطول البنية التحتية لمنظمات سرية وهمية أو جهات تعمل باسمها ؟
أولا: بدت الرسالة وكان خلف كاتبها شخص وهمي يعطي توجيهات لتشكيل تنظيم يعمل باسم القاعدة ولكن لحسابه الخاص يطلب المساعدة لكي تكون توجهاته أللاحقة ذات طابع رسمي معترف به كتنظيم يتحول تدريجيا ليصبح وسيلة للتدمير داخل البلدان العربية والإسلامية.
ثانيا- لا يمكن لتنظيم بقيادة مواطن أردني وبدون خبرة سابقة أن يشيع فـتـنة بين الشيعة والسنة هدفها جر العراقيين إلى حرب أهلية وبهذه الطريقة المثيرة .
يا ترى كيف ستصل الامور بعد تنفيذ هذه الخطة ؟
العملية بدأت أصلا بضرب مساجد الشيعة والسنة معا تمهيدا لان تصل لاحقا العمليات الإرهابية هذه إلى ضرب مكان مقدس جدا عند السنة في العراق يعقبه رد فعل ضد مراقد الأئمة المعروفة لدى الشيعة فتشتعل الفتنة المرجوة.
هذا هو تفسير كلمة ( إشعال نار الفتنة ) وهي سهلة المنال لأنها تتعلق بأماكن حساسة جدا لدى الطوائف الدينية.
لاحظ إن الرسالة تؤكد ( إن ذلك سوف يوقظ السنة النائمين )
يوقظهم لكي يقوموا بمذابح ضد الشيعة ( لكي لا يخشوا الدمار ) أي أن حرباً إسلامية ــ إسلامية جديدة بدلا من حرب إسرائيلية ــ عربية هو الهدف البديل عن ما كانت تثبته الوثائق السابقة.
كاتب هذه الوثيقة نسى إننا بدأنا بهذه العملية منذ يوم إشعال الحرب العراقية الايرانية؛ الاسلامية ــ الاسلامية حين حرضوا صدام لكي ( يصحو من نومه ولا يخشى الدمار والموت ) و يشعل نار الحرب. الحرب التي تجرع سم إيقافها آية الله الخميني على الطرف الآخر.
معنى هذا أن الجهة التي كتبت الوثيقة هي نفس الجهة التي دبرت الحرب بين العراق وإيران واطالت من عمرها وإلا ما علاقة تعليمات ( لإطالة فترة الاقتتال بين الشيعة والسنة باتجاه ( إطالة فترة الاقتتال بين القاعدة والكافرين )
ثالثا- لو لاحظنا خطب أسامة والكلمات التوحيدية للإسلام في مواجهة الكفرة أو أحيانا مواجهة الصليبين كإضافة تحريضية تجعل من أمريكا ممثل للمسيحيين الذين يجب ( على المسلم مقاتلتهم والتخلص منهم ) كما يرغب أسامة بن لادن الذي اعتبر الحرب بين المسيحيين والمسلمين حرب مقدسة.
بينما تحول رسالة الزرقاوي هذه الحرب إلى حرب بين السنة والشيعة أي بين المسلمين أنفسهم .
رابعا- تم ضبط الوثيقة وهي مسجلة على آلة كومبيوتر لكي يقوم حسن الغول بتوصيلها للقاعدة.
لماذا على كاسيت كومبيوتر هل الغرض نشرها لاحقا ؟
ومن يضمن إنها بخط كاتبها وهل حسن الغول غير قادر فعلا على إيصال الرسالة وتوجهاتها الخطرة شفويا لقيادة القاعدة في أفغانستان؟
خامسا- الوثيقة هي توجيهات للعمل موجهة إلى القاعدة لغرض تشكيل تنظيم جديد يأخذ اسم إسلامي مموه لتنفيذ هذا التوجه الجديد وليس لأخذ الضوء الاخضر من قيادة القاعدة أو إعطائهم النصائح بشأن خطط جديدة تعمل على نشوب حرب إسلامية, شيعية سنية جاءت فكرتها على كاسيت انطلق من مكان ما عند الحدود لكي ينفذ في العراق وينتهي بحرب عالمية بين المسلمين الشيعة والسنة.
سادسا- تشكو الوثيقة من عدم تعاون العراقيين معهم لتنفيذ هذه الخطة فتفجيرات المساجد مستمرة ولكن العراقيين يتظاهرون ويهتفون ( سنة وشيعة أيد بيد من أجل عراق جديد ) وهو ما يشير إلى إن العراقيين يعرفون بان من يقوم بعمليات التفجير هذه ليسوا من العراقيين لذلك لا ينفع معهم كل هذا التحريض وقررنا اعتبارهم جميعا كفرة !!
سابعاً: انكرت القاعدة اغتيال الحكيم في النجف معتبرة ذلك وسيلة لإشعال فتنة طائفية.
معنى هذا إن سياسة القاعدة منافية تماما للتوجيهات التي وردت في ما سمي بـ"رسالة الزرقاوي" !!
لنأخذ بتحليل ما سينتج عن هذه التوجيهات على الساحة العراقية وندرس الاهداف منها
الخوف الذي يؤدي إلى عرقلة التقدم والبناء.
دمار الاقتصاد وتوقف البناء خاصة فيما يتعلق بتصنيع المنتجات النفطية .
تتوقف نهائيا عملية عودة الكفاءات العراقية وأصحاب رؤوس الأموال للعمل داخل الوطن.
تؤدي هذه الحرب إلى إتلاف مصادر نفطنا ووسائط نقله مما يؤدي إلى إتلاف ثرواتنا الطبيعية ويكون سبب بتغييرات خطرة في البيئة كانت ولازالت هدف أساسي لاعداءنا.
يتوقف التعليم اثر الحرب الأهلية و يتحول إلى ساحة للمذابح بين الطلاب السنة والشيعة فيستمر تعاظم الجهل وهو أعظم الأهداف .
يموت الآلاف وتتوقف المساعدات الصحية بسبب قساوة الاقتتال الذي يؤدي إلى هروب الملايين.
تبقى التفجيرات والاغتيالات دائمة لنجاحها كأسلوب مجرب في تدمير العراق من الداخل و توسيع رقعة الحرب السنية الشيعية لتلهب الدول المجاورة كخطوة متممة.
الوثيقة لم تذكر إن هذه الحرب الطائفية هي خطوة صحيحة نحو تحرير القدس بعد فشل السياسة السابقة لصدام الذي أراد تحرير القدس عن طريق محاربة ايران و احتلال الكويت.
تقول الوثيقة : نحن إستنتجنا وهذا يعني أن تنظيم جديد على وشك الاعلان, أستنتجنا أن الشيعة والاكراد وقوات حفظ الأمن والشرطة العراقية والامريكان هم أهم الأهداف لدينا لذلك قررنا نحن أعداء الكفرة ضرب مراكز الشرطة التي تقوم بحفظ الأمن و ضمان وصول الماء والكهرباء للاطفال والأمهات وذلك لتحقيق أهدافنا رغم انف العراقيين.
تدعو التوجيهات إلى قتل الأكراد بالجملة لمجرد إنهم كرد. أي إنها مصرة على إشعال حرب عرقية لا هوادة فيها.
ترى هل إن هذه التوجيهات تهدف إلى تخويف العراقيين؟ هل من المعقول إن مواطن أردني نصف شعبه من الفلسطينيين يعتقد إن الشعب العراقي جبان لهذه الدرجة بحيث يخاف من عمليات جبانة على هذه الشاكلة؟ وإذا كان المواطن الاردني المزعوم هذا يعتقد أنه شجاع أكثر من العراقيين فلا أعتقد أنه يقصر بان يحرر القدس أولا ويترك العراقيين المتخاذلين أمام مساعدته لشن حرب فيما بينهم يندحرون الواحد بعد الآخر إلى جهنم لأنهم كفرة وسلبيون ونسوا كرمهم العربي الأصيل لمواساة مناضلي تحرير القدس الجدد عن طريق حرب كونية بين الشيعة والسنة على أرض مابين الرافدين.
إن وقوع هذه الرسالة بيد الإعلام العالمي سيفتح الطريق أمام فضائح سياسية عديدة فلا احد يعلم كم من مثيلات هذه الرسالة أرسل سابقا إلى العراق .
ربما يؤدي هذا إلى فضائح عديدة تتعلق بتوجيه رسائل مشابهة إلى الجزائر لكي يتم إشعال حرب بين الجزائريين أنفسهم لتطويل فترة عدم الاستقرار وذلك لكي تتم عرقلة التعاون الاقتصادي بين الجزائر والسوق الاوربية المشتركة الذي ربما كان يؤدي لاحقا إلى نمو الاقتصاد في الشمال الأفريقي للعرب. أو إنها وجهت قبل اشتعال الحرب الأهلية في لبنان او لإطالة عمر الاحتلال وتخريب عمليات السلام.
الدليل على صحة هذا التشابه في النهج هو عدم حسم مسألة الحرب الأهلية بشكل سريع في لبنان والجزائر.
الجزائر التي رفضت أي مساعدات عربية عسكرية للتعجيل بحسم الموقف نهائيا لمنع تدفق الأسلحة وتصنيعها المحلي أو إجراء عمليات جرد منظمة للكشف عن مصادر الجريمة ذات الطابع اللاإنساني.
إذا كانت الوثيقة هذه صحيحة فهذا يعني إن رسائل أخرى مشابهة قد كتبت لم تقع بعد بيد الأمريكان حرضت عمدا على اشعال حرب بين المسيحيين والمسلمين, بين الأكراد والعرب, بين الفلسطينيين و غيرهم في البلدان العربية!
السؤال المحير بعد كل هذا هو : هل سيأتي يوم وتطلع الجماهير العربية فيه على فضائح دور مثل هذه الفتن والوثائق المحرضة التي أدت إلى تهشيم صف البلدان العربية وتأخر تحضر غالبيتها طيلة هذه السنين؟ هل سيأتي هذا اليوم وأي جيل من بعدنا سينعم بقراءة مثل هذه المستمسكات الخطرة وما كان يحاك من وراء ظهورنا وبواسطة أبناء شعوبنا؟! هؤلاء الذين حولوا معاركهم ( ضد أمريكا ) لتصبح ضد العراقيين أنفسهم. لكي يكون العراقي هو الذي يتضرر من الدمار والموت كما ورد في الوثيقة ( معركة طويلة القتال ضد العراقيين الذين يخشون الدمار والموت ) نحو حرب طائفية توقف بناء العراق الجديد وتقدمه الذي يجعل من العراقيين" نيام" لا يمتثلون للتعليمات الجديدة لنقل المعركة إلى عقر دارهم.
هكذا هو الحال طيلة مائة عام من التعليمات المشابهة التي لم تقع يوما بيد احد الا هذه المرة فيا لها من مأساة وصدفة عظيمة. عسى أن تكون فاتحة عهد جديد في فضح المؤامرات التي استغلت الدين والمشاعر القومية لترتيب بيت الشرق الأوسط الجديد منذ بدء الصراع الذي فجرته قضية احتلال فلسطين وحتى يومنا هذا.
ولماذا لم يتم الإعلان عن كشف وثيقة سرية تدعو إلى :
01الاكراه في الدين حرام , التخلف حرام وقتل النفس حرام !
02 الفتاة التي ترفض إكمال دراستها الجامعية وتحصيلها العلمي تعتبر كافرة .
03 ( إيقاظ السنة النائمين ) من مغبة الحرب الطائفية واغتيال كل من يحرضهم عليها أو على أي عنف بين القوميات والمذاهب الدينية في العراق.
04 تدعو الرسالة إلى الدمار والموت لكل مسلم لا يطلب العلم والمعرفة من المهد إلى اللحد.
05 جر السنة إلى خطة يحولون بموجبها كل الصحارى المحيطة بمناطقهم إلى مزارع ومصانع وذلك لإيقاظ الشيعة النائمين والصابئة والمسيحيين لكي يقوموا بنفس العملية.
06 جر الأمريكيين إلى مواقع تجعلهم ينقلون التكنولوجية التي عندهم بكل أنواعها إلى العراق.
07 ( إذا نجحنا في جر العراقيين النائمين ) نحو ثورة اجتماعية تحل التعددية والحريات الشخصية وتحرم الإكراه في الدين فسوف نكون عملنا من العراق نموذجا يقتدى به في كل أنحاء العالم.
ثم تستغرق الوثيقة في توجيهاتها قائلة : ( أن ذلك هو الطريق الوحيد ) لتطوير الديمقراطية في العراق والاستشهاد في سبيلها لسد الطريق امام الكافرين.
08 منع الكفرة من تخريب آثارنا التاريخية التي تملأ العراق وقطع رأس كل متسلل لبلادنا هدفه التخريب وتهريب المخدرات و المتفجرات أو تصدير النموذج الأفغاني لحكومة طالبان التي كانت تتباهى بأعداد رؤوس النساء التي تم قطعها في شوارع كابول على أساس أنها نوع من انواع الأبقار الناطقة.
09 إشعال الحرب ضد الكفرة من الأجانب الذين اندسوا في صفوف الشيعة في جنوب العراق لاشعال حرب ضد اخواننا المسيحيين هروبهم بالعشرات.
ترى متى يظهر مثل هذا التنظيم ؟ ولماذا لا نسمع عن وثائقه شي؟
الا يرى العراقيون ان نغمة مشتركة غير عادية لكل ما يحصل في بلادنا هدفها واحد هو تدمير أو مسخ تاريخنا منذ السبي البابلي وحتى الآن .بالإضافة إلى الترويج لعدم وجود دولة أو أرض تسمى عراق وان كل ما هو عظيم على ارض العراق عبارة عن رموز يجب أزاحتها من الذاكرة .
هل نسى العراقيون كيف كان الواقفون خلف أدعياء الدين يوجهون مثل هذه الرسائل لتدمير عملية البناء الواسعة ايام الزعيم العراقي النظيف عبد الكريم قاسم حين كانوا يحرضون الجهلة على إن قبرا مقدسا تمت إزاحته في مناطق البناء والتعمير هذه والغريب ان القبر المزعوم هذا كان لبنت الحسن اذا ما مر البناء بمنطقة شيعية ولبنات النبي إذا ما مر بمنطقة سنية!
ألا يبدو أن الاهداف متشابهة ولكن المنفذين مختلفون ؟!
عماد الطائي 20 شباط 2004
للاطلاع على المزيد من المواضيع www.iraqalahrar.com
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
