تربية الذباب

كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

«إن ثقافة أضاعت قيمها لا تستطيع إلا أن تنتقم من قيم الثقافات الأخرى» (جان بودريار).

ذات يوم كنت والعائلة على مائدة طعام في إحد المطاعم، وكانت المائدة عامرة بالمشويات والماء واللبن، وبينما نحن نتناول الطعام، وقعت ذبابة في أحد أكواب اللبن، وكان هذا الكوب من حصة ولدي الكبير، ظلت الذبابة ترفرف بجناحيها محاولة تخليص نفسها ولم تستطع، إلا أن ولدي بادر إلى إخراجها من الكوب وقذفها بأصبعه لتطير، ثم رفع الكوب ليشرب منه، فمددت يدي بشكل عفوي وبحالة اشمئزاز من هذا التصرف، ساحبا الكوب من يده بسرعة، وعاتبته على هذا التصرف الذي أثار اشمئزاز جميع العائلة، فبادرني بقوله بأن مدرس التربية الإسلامية –في الصف الثامن- درّسهم اليوم عن الإعجاز العلمي في القرآن والأحاديث النبوية، وشرح لهم حديث الذبابة، وأقنعهم بفائدة الذبابة إذا وقعت في الماء، لذا اعترف بأن الذبابة لم تستغفله حينما وقعت في كوب اللبن، بل انتظرها متربصاً بها لكي تقع في الكوب ويأخذ حصته من جناحيها، حيث المضاد الحيوي للمكروبات!! ولن أطيل عليكم بتلك الحكاية.. ومن القهر ظللت أردد على مسمع العائلة: حسبي الله ونعم الوكيل على من أوصل التعليم في الكويت والوطن العربي إلى هذا المستوى، حسبي الله على من أدخل أولادنا «الحظيرة».. من سرق عقولهم؟ من غسل أدمغتهم ومازال؟.. تذكرت هذا الوجع وأنا أقرأ ذلك الخبر التلفزيوني:

«قال باحث فلسطيني مختص في العلوم القرآنية، إن إحدى أكبر شركات الدواء في العالم استفادت من حديث نبوي عن الذباب في استخلاص مضاد حيوي، يعتبر الأقوى على الإطلاق في رفع مناعة مرضى الإيدز وتدمير كل أنواع الميكروبات. وقرأ الدكتور علي المزين الحديث الذي رواه البخاري وأفاد: قال الرسول «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء».

وشرح المزين الذي كان يتحدث في برنامج بعنوان «لعلكم تتفكرون» على تلفزيون «الأقصى» التابع لحركة «حماس» في 19 سبتمبر الماضي، الحديث وقال «طبعا في هذا الحديث يتضح بوضوح تام أن الرسول يقرر حقيقة علمية واضحة بأن الذباب إذا وقع في الإناء فيجب على الإنسان قبل أن يشرب هذا الإناء أن يغمس الذبابة داخل المشروب، ثم لينزعها وليشرب ذلك الشراب، فإنه لن يضره.. لماذا يا رسول الله... لأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء».

وذكر المزين أن كنيسة ألمانية قامت بدفع مبالغ طائلة لاثنين من العلماء لإثبات أن هذا الحديث ليس صحيحا، للطعن في الإسلام، إلا أن النتيجة التي توصل إليها العالمان بعد أخذهما عينات من أجنحة الذباب وتحليلها كانت مخالفة لتوقعات الكنيسة.

وقال المزين «خرج العلماء -أي العالمين- بنتيجة مذهلة، فقالوا إن الذباب يحتوي في أحد جناحيه على كميات هائلة جدا من أنواع البكتيريا التي يحملها عندما يقع على مخلفات الطعام المتعفنة وخلافه مما يتغذى عليه الذباب.. أما في الجناح الآخر فقد خلق الله له قدرة عالية جدا على حمل مضادات هذه الميكروبات».

وأضاف «وعندما سمعت شركة «باير» الدوائية، وهي من أكبر الشركات الدوائية على مستوى العالم، عندما علمت بهذا البحث استفادت منه فائدة عظيمة، إذ قامت بعمل ما يسمى بالمزارع الحيوية التي تتم عمليات تربية الذباب فيها ليستخرج من أجنحتها مضادات حيوية تعتبر الأقوى على الإطلاق».

وذكر المزين أن هذا المضاد الحيوي هو عبارة عن كورس من خمس حبات يستعمل لرفع مناعة مرضى الإيدز، وتدمير كل أنواع الميكروبات التي يعانون منها.. ويتساءل المزين: «من أين اكتشفوا هذا الدواء؟»، ويجيب بقوله «من هذا الحديث».

ولمشاهدة وسماع هذه التحفة إليكم هذا الرابط:
http://www.aafaq.org/vedio.aspx?id_ved=293&id
وبعدها نتساءل: يا ترى كيف سيكون شكل الدولة الفلسطينية في ظل حركة «حماس» الدينية؟ أو دولة تنشطر إلى ذهنيتين، إحداهما ذهنية حماس.. وعاشت «الشيزوفرينيا» في وطننا العربي!!

#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات