أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - حماس وسقوط المشروع الإخواني














المزيد.....

حماس وسقوط المشروع الإخواني


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدموع التي ذرفتها عيون الإسلاميين فرحاً وابتهاجاً بفوز حماس الساحق على حركة فتح التي وصفت حينها بأقذع الأوصاف والتعابير بدءاً بالعمالة وانتهاء ببيع الأرض والقضية ، هاهي تتبخر وتنقلب شؤماً على كل مَن صدق أن حماس تصلح نموذجاً للحكم في منطقة مثخنة بالجراح .
قد يقول قائل إننا في هذا نمالئ السلطة الفلسطينية لمجرد أن نشير بالأصبع نحو حماس ، لا ننكر بداية أن خيارات الشعب الفلسطيني صبت في لحظة غضب من الترهل الفتحاوي الذي بدأ بغياب الراحل ياسر عرفات عن الساحة الفلسطينية ، في صندوق حماس ، ولعل هذا الخيار غير المتوقع من الشارع ومن حماس نفسها التي رفضت عملية أوسلو وما نتج عنها ، وضع حماس ومشروعها الإخواني على المحك الحقيقي ، ليبدأ معه مسلسل الأخطاء المتتالية في قطاع غزة ، فقد أوصلت أهله وبغير وجه حق إلى حصار خانق واجتياحات إسرائيلية متكررة ولينكشف أيضاً المستور في لعبة الارتهان للخارج ، وتحديداً مع إيران ، فارتهان القضية الفلسطينية ممنوع ، لأن ارتهان أي فصيل فلسطيني للخارج يعني البيع والتخلي عن هذه القضية ، أو التسليم بها كورقة سياسية في يد القوى الإقليمية الساعية لتحسين مواقعها وشروطها التفاوضية مع إسرائيل .
لقد أثبتت حماس أنها أداة بيد إيران كما حزب الله مع فارق الاختلاف المذهبي ووحده المال السياسي هو ما يحدد حركتها ضمن دائرة المصالح والشروط الطويلة ، ولشدة حاجتها لهذا المال وهوسها به باتت تنازع وتنافس رفاق الدرب في حركة الجهاد الإسلامي التي استهجنت عدم مشاركتها في مؤتمر القدس بنسخته السادسة بالدوحة واستفراد حماس بالملايين ، كما أن تصريحات موسى أبو مرزوق نائب رئيس مكتبها السياسي بخصوص الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث ، تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى ارتباط حماس ارتباطاً وثيقاً بإيران .
من هنا يمكن فهم الأسباب التي أدت إلى تأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة ، ولا تنقطع هذه الأسباب بمجملها عما يدار ويدبر في إيران ، رغم سذاجة السبب الذي تذرعت به حماس لعدم مشاركتها في الحوار إذا لم تفرج السلطة عن معتقليها في الضفة ، فاتفاق مكة الذي سقط في ظل الهيجان الحمساوي لم يجف حبره بعد ، ومثله سيحصل مع القاهرة ، رغم كل الجهود المصرية التي على ما يبدو ستذهب أدراج الرياح ، طالما ظلت حماس تدور في الفلك الإيراني .
سلوكيات حماس وممارساتها اللتان لم يرتضيهما سكان غزة ، قدمتا درساً كشفت خلاله عن الطبيعة العملانية للمشروع الإخواني ، بعد أن تبين بالبرهان استحالة المواءمة بين منهج الإسلام السياسي والديمقراطية (الماء لا يمتزج بالزيت) هذا عدا عن الارتباط والارتهان للخارج والابتعاد عن الاهتمام بشؤون الداخل ، بما يعني أن الإسلام السياسي في الجوهر والممارسات لا يختلف عن بعضه ، سواء كان شيعياً أم سنياً إخوانياً ، وفي هذا سقوط لكل من يدعي التداخل فيما بين الإسلام والسياسة .
للآن لم يأت الإسلام السياسي الذي تمثله حماس فعلياً في غزة بحلول ترضي تطلعات المجتمع الفلسطيني ، كل الحلول جرى فرضها وأدت إلى ما أدت ، وهو ما يتناقض مع مقولتهم الشهيرة التي سحرت عقول الدراويش ، الإسلام هو الحل ،هو حل لكنه مؤقت ، حل يساعد في الوصول إلى السلطة واعتلاء عروشها ، وبعدها لنفتش عن الحل ، فهل نجده ؟ .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأسد على صواب؟
- ماديات المعارضة السورية
- انتظروا قنابل الصدِّيق
- سيادة العراق بين أميركا وإيران
- أسرار من الجولان
- أفيون
- ما بعد (عنصرية) الأكراد
- حواء الصمت
- لكن إسرائيل - انتصرت - !
- احتضار وطن
- -خطورة- لبنان على سورية وإسرائيل
- استنحار إعلان دمشق
- في حضرة الأشباح
- لماذا تستفزنا إيران؟
- عذراً فلسطين
- عروبة العراق و البازار الإيراني
- صحوة إسرائيلية متأخرة
- راحلون
- هل من راشد في إيران ؟
- -هدايا- التطرف في لبنان


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - حماس وسقوط المشروع الإخواني