أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - وجهـة نظر














المزيد.....

وجهـة نظر


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ــــــ
مـــكرّ…..مـفـرّ..مقبل..
الصدفة وحدها هي التي جمعت الإعلانين معا..على شاشة واحدة أمامي الّليلة..
الأعلان..عن شرق أوسط جديد وكبير تتولّى الإدارة الأمريكية إعلان مشروعه في حزيران،
وألأعلان عـن حـلوى.. حلوىعاديّة.. تزيد الطاقة وتفتّح الذهن..
يحكي الإعلان الثاني عن أصدقاء فتيان في المرحلة الإعدادية يحاولون حفظ أبيات من معلقة أمرؤ 
القيس ويصعب عليهم حفظ البيت الذي يقول مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا ..
يحاول الفتيان الحفظ والتكرار..ولكن يفشلون مرّة..مرتان.. دون جدوى..
يمد أحد فتيان الأعلان يده إلى جيبه ويخرج قطعة الحلوى بهدوء..( ويفتضّ ) غلافها..ثم يقضمها
فينتابه السحر هو وأصدقاءه.. فيحتفلون راقصين على الإيقاع الوحدة والنصف وهم يرددون..
مقبل ..مدبر..مقبل..مدبر..
فيعلّق المذيع قائلا : لازم.. BREAK..لازم كيت كات CHANKY
..وأظن أن الذي كتب الأعلان.. يتمتع بفطنة يغبط عليها..فقد ألتقط معانات الطلاب عندنا في مدارس البلاد في درس اللغة العربية..وخاصة حفظ النصوص ( الجهجهونية ) التي تنفّر الطلاّب أبناء
العروبة وألأسلام من لغتهم..والتي تجعل دروس الأنشاء والقواعد دروسا كابوسية..أيضا
فالمفروض أن يتم آختيار نصوص أقرب الى وجدان الطلاّب في فتوّتهم..يجعل درس الشعر محببا..
ويقرب مادة التعليم ويسهلها..كما يمكن أن يكون درس ألأنشاء فرصة لتدريس كتابة الشعر في المدارس كما يحصل في كل العالم اليوم ..حين وجدوا أن الشعر مادة تساعد كثيرا على تسهيل التعلّم وإطلاق ألأستيعاب.. وإثراء الوجدان.. وقد منحت ملكة بريطانيا الشاعر تيد هيوز لقب فارس ..لأسهامه في إثراء تجربة المدارس البريطانية في هذا المجال بحيث ألّف إريك جي بولتون كتابه الشهير (كتابة الشعر في المدارس ) ..كما يعتمد أتجاها جديدا في المدارس ألأمريكية بعنوان(دع الشعر يمرّ )
PASS THE POETRY PLESSِ وهو درس يحبب الشعر ويعلّم الإنشاء وألألقاء ويطلق التعبير ويكرّس  ألأمكانات الذاتية على ألأبتكار الحر.. وألأرتجال وألأٍستعمال ألأمثل للغة كما تتطلبه الحياةالمعاصرة
وليس كما يريده الشاعر الكلاسيكي جون دون بلغته القديمة..كذلك ليس كما أراده شاعرنا إمرؤ
القيس في معلقته المهمة التي حولها مؤلفوا المناهج العربية الحديثة الى كوابيس ونصوص أنتحارية جعلت الشباب العربي يهرب الى لغة ألأفرنجه و( يفرنقع ) معلّق ألأعلان فيختار أن يقول : لازم
بريك..BREAK .بدل أن يقول..لابد من آستراحة ( مثلا )..
رحم الله محمد رضا الشبيبي ومحمد بهجة الأثري ..وساطع الحصري ..وأحمد حقي الحلّي وباقر سماكه
..ورهط من المؤلفين من روّاد حركة تأليف المناهج الدراسية الّذين عرّفوا أجيالا من أبناء العراق بثقافتهم..ولغتهم ..وشعرهم ومنحوهم فرصا للتعبير والتجديد والأنفتاح على ثقافات العالم
دون عقد او خوف من ضلال اوعقوق..وتعلّم من تلك المناهج والدروس والمعارف أجيال من المثقفين الذين يديرون الحياة بشكل أفضل..
فما الذي أصاب مؤلـفي المناهج للمدارس العربية اليوم بحيث يهرب التلميذ من لغته الى لغة أجنبية..
ومن تاريخه الى فراغ التواريخ وخواء الذات والضياع ..من الذي سيّس المناهج وشرذم الفكر ليخرج
الى العمل جيل معوّق..لايحب الشعر ولا الأدب ولا الحداثة فيهما ولا يعرف مالذي يحصل في ثقافته
ولا يعرف من هم الروائيون والمؤرّخون والكتاب ورموز البلاد..من هو الذي سكب النص الديني من هو الذي سكب النص الدينيّ ..وتفسيراته ..وفقهه.. في مناهج لاتخرّج إلاّ واحدا من أثنين….. جاهل..أو متعصّب..
 من هو الذي منح السياسي المغلق حق إقفال المعرفة بحيث تنشأ أجيال من الجهل والعنصرية ..والوحشية والفاشية ..من درّب أصحاب القرار على إلغاء خواص سكان المنطقة وتسامحهم ودينهم بحيث يبدون طلاّب دم وحروب  حتى تنبري الإدارة الأمريكية  مشكورة ليس لتغيير المناهج في منطقتنا فقط ..بل الى .. تغيير ألأقليم كلّه تحت لافتة..
الشرق ألأوسط الجديد..
و..لابد مـــن..نستلة لابد من بريــكBREAK…

         



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس
- الأعتراف والمكاشفة ....
- كتاب الصابئة المندائيون كنـزا ربا :قراءة في الكنـز العظيم..
- حول عشائر المثقفين.. مـراثـي..الياقات البيضاء
- جوقة الجنرال


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - وجهـة نظر