|
شباب القوتين العظميين هل يفتح ملف الحرب البارده من جديد
عائد صاحب كاظم الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 08:41
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لقد استتب الامر للولايات المتحده الامريكيه بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانهيار الكتله الشرقيه بصوره دراماتيكيه تبعث على الحيره والغرابه فما ان تسلم ميخائيل غرباتشوف دفة ادارة المعسكر الاشتراكي واطلاقه لنظرية البيروسترويكا حتى بداء التداعي يعم في اركان هذا المعسكر وقد ساعد من سرعة هذا التداعي ماقامت به القوى العظمى في الجانب الاخرى من تعجيل الامر وتقديم يد المساعده لكلل من يريد الانسلاخ عن حلف وارسو بمواد ماديه وعينيه فكانت تطلق المشاريع العملاقه والتي من الممكن ان تكون كفيله في عملية التحول نحو النظام العالمي الجديد في تلك الدول وكذالك تقديم كل ما تستطيع ان تقدمه لها من اجل ضمان ولائها وبعد ان يستتب الامر سوف يكون هنالك حديث اخر وهذا ما نشاهده الان حيث بدات الولايات المتحده الامريكيه بمقايضة الدول بشكل علني فاما ان تكن معنا او لا فانت ضد نظرية التحول الديمقراطي والتي قامت بطرحها امريكا وعلى هذه الدول ان تقوم الان بتسديد الفواتير من خلال بناء القواعد او نشر منظومات الدرع الصاروخي والتي هي جزء من برنامج حرب النجوم والتي اطلقه الرئيس الامريكي رونالد ريغان في ثمانينيات القرن المنصرم على ارضيها انظلاقا من احترامها لفكرة التحول التي تقوده الولايات المتحده الامريكيه. لقد كان جدار برلين هو القشه التي قسمت ظهر الكتله الشرقيه فبعد انهياره بدات التداعيات والفوضى وسياسة القطب الواحد تعم ارجاء العالم وبداء الامر ينسجب على دول الاتحاد السوفيتي نفسه فبدات عملية استقلال هذه الدول بالتتابع مما شكل حاله من الهلع لدى الكثير من دول العالم والتي كانت تسمى بالناميه والدول التي كانت يوما ما في ركاب الكتله الشرقيه وبذالك بدا عالم جديد عالم لايستند في يومياته على تقارير اجهزة المخابرات وتحركاتها وكيف كانت ترسم سياسات هذا الكون من منطلق بوليسي خالص لقد اصاب اسواق السلاح نوع من الركود والكساد فالامر اليوم سوف يكون بيد قطب واحد ولا داعي للدول الصغيره ان تتسلح وتولي هذا الامر عنايه فائقه وعليها ان تتنبه الى امور اخرى مثل تطوير الاقتصاد والنهوض بواقع ابناء شعوبها ولكن عليها ان لاتهمل جانب الولاء المطلق للسلطان الاوحد صاحبة القرار الاول والاخير في رسم سياسات هذا الكون الولايات المتحده الامريكيه فالجميع على درايه كامله بما حصل ويحصل الان على الساحه الدوليه منذ انتهاء الحرب البارده عام 1991 ولحد الان لكن وعلى ما يبدو ان كل ما اراد الروس من احداث تغييرات لربما او عسى ان تعيد الامور الى نصابها باءت بالفشل الذريع فلم تنفع ولاية بورس يالسن او بوتن من احداث اي تغيير يعيد للدوله الروسيه هيبتها وسطوتها والتي كانت مثار احترام الكثير من ابناء هذا الكون لكن وعلى مايبدو من ان الروس قد تنبهوا الى الامر اخيرا وما تجديد شباب الكرملن بوجود رئيس يبلغ الثانيه والاربعون من العمر مثل مدفيديف الا صحوه قد تصب في صالح البيت الروسي والذي يعاني من ازمات ماليه خانقه وازمات سياسيه بسبب فقدان مناطق النفوذ بالنسبه للروس فروسيا اليوم لا تحظى باحترام ولا باهتمام اي شخص الا اذا استطاعت من معادلة الكفه مع شريكتها وغريمتها الولايات المتحده الامريكيه فانتخاب مدفيديف على الرغم من قلة خبرته وعلى الرغم من خروجه المفاجيء حيث لم يكن لهذا الرجل اي دور في رسم سياسات روسيا سابقا يدفعنا بالاعتقاد ان صاحب التغيير هو بوتن الذي جاء به الى الكرملين وان على مدفيديف ان ينفذ وصايا استاذه بعنايه فائقه وقد بدات بوادر التغيير الروسي بالخروج الى العلن فبعد تجارب الصواريخ الاخيره والتحركات الروسيه في امريكا الاتينيه والشد والجذ في موضوع الدرع الصاروخي ونشره من قبل الولايات المتحده الامريكيه في اوربا ورفض روسيا في المساس بمناطق نفوذها القديمه وغيرها من السياسات التي ستظهر قريبا ماهي الا رساله قد وجهتها روسيا الى غريمتها امريكا وهي رساله مفاد ان الحرب البارده قد بداءت فعلا وان قدوم باراك اوباما هذا الشاب الطموح والمحمل بهموم وفرح الزنوج في العالم ناهيك عن انه سوف يقود حربين في العراق وافغانستان وازمه ماليه تعصف ببيوت المال العالمي وتهدد بحاله من الكساد والجمود المالي قد يستمر لسنوات طويله تصبح بموجبه امريكا غير قادره على تنفيذ التزاماتها في بقاء الارض وتسديد فواتير الحروب التي تخوضها هنا وهناك اضافه الى القضيه الفسطينيه والصراع الايراني الامريكي حول مشروع ايران النووي كل هذه الامور قد تجعل من الرئيس الامريكي الجديد ملزم بتغير الكثير من سياسات امريكا في الداخل والخارج اضافه الى قضيه سايكولوجيه ان القياده الشابه في كلا البلدين قد تجر العالم الى ما هو اسوا من الحرب البارده فهؤلاء لم يكتسبوا الحنكه الكافيه والتي تجعل منهم في مستوى الحدث وانهم من الممكن ان يجروا العالم الى حاله من الفوضى السياسيه واقامة تحالفات وعقد اتفاقات من شانها ان تزعزعة السلم والامن العالمي وكذالك التاثير السلبي على السياسات الاقتصاد اذا علمنا من ان العالم الان يعاني من تهديد حقيقي في امنه الغذائي وقضية الاحتباس الحراري والتي باتت تشكل هي الاخرى تهديد يجب عدم الاستهانه به ان قدوم اوباما الان الى البيت الابيض لربما سوف لن يجعل من احلام السود في ورديه ولربما يكون اول رئيس من اصول افريقيه طالما حلم به الكثير من ابناء القاره السمراء وبالا عليهم اولا وعلى ابناء الكره الارضيه ثانيا اذا نظرنا الى شراسة الدب القطبي القادم من جليد الاسيكيمو وهو يتمتع بشباب متدفق ومن خلفه مؤسسه من الحنكه بحيث استطاعت من ان تفرضه كرئيس لروسيا بدون اي اعتراض يسجل ضدها من قبل الشعب الروسي وهذا انجاز حقيقي يسجل لبوتن ولكن هل يستمر نجم مدفيديف بالصعود والتالق واعادة الكفه واقتسام العالم بين الغريمين ام انه سوف يسلم الى صاحب الكاريزما المميزه كما تحب ان تصفه الصحف العالميه الرئيس الامريكي الجديد سوف نتنظر ونرى بان امر العالم قد يرتهن بهؤلاء الشابين القادمين بقوه غريبه الى دفة القياده العالميه.
#عائد_صاحب_كاظم_الهلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يصبح ارهاب الجماعات الاسلاميه حاله من الماضي
-
تداعيات الاتفاقيه الامنيه مع الولايات المتحده واثرها على مست
...
-
الاحزاب السياسيه العراقيه وغياب المشروع الوطني
-
فان لاقيت ربك يوم حشر فقل يارب خرقني الوليد
-
تعريف الخارجين عن القانون.
-
نقاط الالتقاء بين بلفاست.... ومدينة الصدر
-
استاثرهؤلاء فاساؤا الاثره ....وجزع أولئك فاساؤا الجزع
-
لقاء المالكي الهاشمي لرأب الصدع ام لزرع الفتنه
-
بين البصره والموصل تداعيات خطة فرض القانون
-
اعتماد التجربه الصوماليه من اجل بناء اقتصاد عراقي متين. الحل
...
-
اوباما والتعليم في امريكا
-
تجربتنا وتجارب الاخرين
-
واذا بشر احدهم بالانثى اسود وجهه وهو كظيم
-
المواطن العراقي بين براغماتية العمامه وديماغوجية الساسه
-
الكرد الفيليه شركاء الوطن والتاريخ
-
السلوك الحضاري والمجتمع المدني في افكار هيجل
-
درس لوكربي
-
الاطر التي تجعل من الحزب ديمقراطيا
-
الاحزاب السياسيه وكيفية الانتقال الى الديمقرطيه
-
اليسار العراقي وعلاقته بالتيارات الاخرى الجزء الاول الشيعه ح
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|