أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - تعقيب لا بدَّ منه على مقال كريم عبد عن الإعلام السوري














المزيد.....

تعقيب لا بدَّ منه على مقال كريم عبد عن الإعلام السوري


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من طبائع الأمور وبدهياتها، أن تكون مهمة إعلامٍ تؤسسه، وتهيكله، سلطة حزبٍ شموليٍ، مقتصرةً على الترجمة الدقيقة  لمفرداتها المعرفية، و الاستبدادية، وأن يعمل على مراكمة خطاب إعلامي جوهره التضليل، والتعمية على الحقائق، وظاهره التمجيد، والتأليه وما شابه ذلك، وهذا ما كان عليه وضع الإعلام العراقي.. ومن البديهي أن يكون الإعلام السوري، وكل إعلام آخر، وفي أي بلد يحتكره حزبٌ شموليٌ، أن يكون على نفس الشاكلة .. وليس جديداً القول: إنَّ إعلام الأنظمة العربية في نصف القرن المنصرم، لم يخرج عن هذه الوضعية إلا في عددٍ محدود، وحالاتٍ محددة من البلدان اليعربية الشمّاء .. لكن، من الواجب عدم ظلم النظامين التوأمين المتفردّين في المنطقة..!فالبعث في كلٍ من سورية والعراق، تمكَّن من تقديم خطابٍ قوميٍ عالي الفعَّالية، في ظروف المدِّ الوطني التحرري الذي أعقب الحرب العالمية الثانية.. ومن ثمَّ استطاعا تفعَّيل ذلك الخطاب عبر آليات السلطة [ التي أصبحت سلطتهم ]، وذلك من خلال مؤسساتٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ، سمعية، وبصرية، ومكتوبة.. استهلكت الكثير من مداخيل البلاد، ونجحت أيما نجاح في تحويل الهزائم إلى انتصارات.. والتخلف إلى تقدم ..! واللاتنمية إلى إنجازات تشيب لضخامتها الولدان.. وتأسيساً على هذه المعطيات البرَّاقة، يجوز التساؤل: كيف لا يكون عدم سقوط النظام البعثي بعد الاحتلالين المتتاليين للجولان عام /1967/ و عام انتصارات حرب تشرين المجيدة[ مع رجاء المقارنة بين المجيدة السورية والماجدات العراقية ]، كيف لا يكون انتصاراً بيِّناً على العدو الإسرائيلي ومن وراءه أو (خلفه) لا فرق، الإمبريالية، والرجعية وإلى ما هنالك.. وكيف لا تحَّول الهزائم المتتالية للنظام التوأم في العراق إلى انتصارات أمِّ المعارك، والفوارس، والحواسم على الأعداء الفرس، والكويتيين، والعلوج..! ومن المعروف أنَّ عمليةالتوليدالسلطوي للمؤسسات الإعلامية، واكبها جهدٌ بعثيٌ مكثفٌ، وناجحٌ إلى درجةٍ مذهلةٍ حيث انصَّب في عمليةٍ موازيةٍ هدفها تجميع و (( ضبضبة )) الكتاب، والمثقفين، والمشتغلين في حقول الإبداع المختلفة ..ولم يُستثنى الكتبة وكل من هبَّ ودبَّ، أو لم يدبّ على طريق الكتابة، أو في الميادين الفنية والإبداعية الأخرى ، في منظمات، واتحادات وظيفتها الأساسية، تلميع خطاب النظام الأيديولوجي،والسياسي.. زائداً ابتكار وتجديد الشعارات القومجية والثورية وغير ذلك.. ولم تعدم كافة الأنظمة عبر التاريخ، وجود مثقفين وكتاب يبيعونها جهودهم، فيكسبون لقب مثقفي،أو كتَّاب الخليفة، أو السلطان، أو السلطة، أو الرئيس، أوالقصر.. وهم يشكلون عادةً، جوقةً متآلفةً تتنعّم على ما طاب ولذّ من محتويات المائدة السلطوية العامرة بالملذات، والمكاسب المتنوعة والمغرية كالمناصب الديبلوماسية، و الإدارية، و الوزارية، وكلها أعمال يأنف منها كل مثقف ومبدع حقيقي، حين تكون مجيِّرة لخدمة نظام يبطش بأبناء بلده ليل نهار، بينما يقبع المثقفون الشرفاء، والكتاب الحقيقيون في الظل، أو في السجون، أو في أحسن الحالات يفضِّلون التشرد في المنافي ( الإمبريالية )..!وعلى هذه الأرضية الإعلامية، تبرز المفارقات التي تستجلب الكثير من الحوارات الساخنة بين الإعلاميين، والكتاب، والمثقفين وغيرهم، فتنكشف أوراق كانت ما تزال مخبوءة، وتدوي فضائح، وتنوس أقلام.. غير أنَّ أصحاب الضمائر وحدهم يبقون واقفين كالأشجار التي تضرب بجذورها في أعماق الأرض..!
ومن بين تلك المفارقات ما يجري في الداخل السوري من مناكفات، وتباينات، ومزايدات على معاناة العراقيين الأسطورية..لكن، الغريب فيها، تلك المغالطات التي يقع فيها بعض الكتاب، و المثقفين، الذين لم يكونوا في يومٍ من الأيام جنوداً في كتيبة النظام،و يبدو أنَّ ما يدفعهم إلى هذه المغالطات على الأغلب،هي مشاعر صادقة بدائية عند البعض، وخلفية فكرية ايمانية ترتكز إلى ثوابت ومطلقات عفا عليها الزمن عند البعض الأخر.. ومن المؤسف [والذي  لا يبشر بخيرٍ قريب ]، ما ظهر من مواقف عددٍ كبير من المثقفين، والكتاب، وحتى الأحزاب الموالية والمعارضة في سورية فيما يخصُّ الحرب الأمريكية على النظام الفاشي في العراق، هذا النظام الذي دُفن في مذبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليه .. وكان واضحاً أنَّ الخلفّية التي تحكم أغلبية السوريين المتسابقين لتقديم الدروس للشعب العراقي المكافح، ولأحزابه التي قدَّمت تضحيات أسطورية في صراعها مع الفاشية البعثية الصدامية هي: [[ العقدة من أمريكا ]] وكمثالٍ هامٍ للغاية، نذكِّر بما قاله المناضل رياض الترك في محاضرةٍ له أمام الجالية العربية في مدينة مونتريال أثناء جولته الخارجية، حيث اتهم كافة الأحزاب العراقية، وبخاصة الحزبين الكرديين الرئيسيين، بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة الأمريكية [[ نص المحاضرة محفوظ لدينا لمن يرغب من المتعصِّبين وتمَّ نشره في موقع جريدة الرأي ]].. وهكذا جرى تناغمٌ مدهشٌ بين السلطة ومعارضيها من أحزاب، وكتاب، ومثقفين.. ووجدناهم جميعاً في خندق سياسيٍ واحدٍ لكنه عجائبيٌ، بل مستهجنٌ بعد أن بان للعالم المتحضر أنَّ أطفال الجولان أصبحوا يتامى بعد أن نسيهم  أهلهم الذين أشاحوا بأنظارهم [[ ولو مؤقتاً ]] صوب العراق، فكبرت خطيئتهم حين حرفوا أنظارهم عن الجولان المحتل من جهة،و عن المقابر الجماعية من جهة أخرى.
والآن..، إذا كان هذا هو حال من يراهن الشعب عليهم في سورية، فهل ينتظر أحدٌ (( كالأخ كريم عبد )) من إعلام السلطة السورية، غير أن يشدَّ إزر أخيه التوأم العراقي..حتى ولو في قبره..!؟
27/2/2004

 



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السوري والضفادع وأشياء أخرى
- أما اليوم
- أما وبعد 2-2
- أما وبعد - 1-1
- الكياسة في تعامل أجهزة الرئاسة
- بؤس الفكر..بؤس السياسة
- خيارات الرئيس الضائعة
- حزب (الفّلوجة) السوري المعارض
- الوطن وخيارات النظام
- إحياء الموتى
- الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - تعقيب لا بدَّ منه على مقال كريم عبد عن الإعلام السوري