أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رمضان متولي - اقتصاد الفقاقيع














المزيد.....

اقتصاد الفقاقيع


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الأزمة العالمية الأخيرة أزمة ممتدة بغض النظر عن السياسات التي سوف يتخذها الرئيس الأمريكي الجديد، خاصة أنها ليست وليدة أزمة الرهن العقاري التي ضربت السوق الأمريكية في أغسطس 2007 وفق التفسير السائد في وسائل الإعلام، بل ترجع جذورها إلى تاريخ سابق عندما أعلنت الأزمة عن نفسها على شاشات وول ستريت في أبريل 2000 بعد انفجار فقاعة التكنولوجيا. بل إن بعض الاقتصاديين يرجعها إلى الأزمة الشاملة التي ضربت دول جنوب شرق آسيا في 1997-1998. هذه الأزمة الممتدة سوف تحتاج إلى سنوات قادمة كي يخرج النظام الرأسمالي العالمي منها. ولن يكون ذلك إلا عن طريق تخفيض شديد في قيمة رأس المال – والذي يجري عادة عن طريق الاندماجات واستحواذ الشركات الكبيرة على الشركات الصغيرة بأسعار متدنية، ثم محاولة زيادة إنتاجية العمل من خلال تكثيف استغلال العمال، بمعنى تخفيض تكلفة الأجور عن طريق طرد العمال من المصانع والشركات وتخفيض الأجور الحقيقية التي يحصل عليها الباقون بوسيلة أو بأخرى – أي عملية جراحية عنيفة تجرى تحت مسمى "الإصلاح وإعادة الهيكلة" – هل يتردد هذا المصطلح كثيرا في مصر؟!

عملية إعادة الهيكلة سوف تجري على محاور عدة تتعامل مع نظام شامل من "الفقاقيع"… فمن فقاعة التكنولوجيا في نهاية التسعينيات من القرن الماضي ولدت فقاعة الديون في السنوات الأولى من العقد الحالي، لتسلم الاقتصاد العالمي إلى فقاعة أسعار المنازل في منتصف العقد حتى تنتهي إلى مزيد من تعقيد فقاعة الديون حاليا، ليدخل النظام المالي العالمي كله في مأزق من هوى إلى دوامة من الفقاقيع بلا مرفأ. ويبدو أن نظريات وسياسات الليبرالية الجديدة تخصصت بشكل أساسي في صناعة الفقاقيع بدلا من تنمية الاقتصاد والارتقاء بحياة البشر. والدليل على ذلك أن جميع الدراسات الاقتصادية تشير إلى تراجع كبير في قيمة الأجور الحقيقية للعمال في الولايات المتحدة حاليا مقارنة بقيمتها في بداية السبعينيات من القرن الماضي رغم معدلات النمو الهائلة التي حققها الاقتصاد الأمريكي في عقد التسعينيات ورغم، وربما بسبب، الزيادة الهائلة في أرباح الشركات!

ومع ذلك تركز عملية الإصلاح وإعادة الهيكلة التي يقومون بها حاليا على نفس السياسات التي خلقت الفقاقيع – فالتعامل مع أزمة الائتمان يتم من خلال ضخ المزيد من الأموال في نظام مصرفي آيل للسقوط، وتحاصره الشكوك في نفسه، وتتقلص أمامه باستمرار فرص تقديم القروض لمنشآت إنتاجية أو خدمية. وإلى جانب ذلك تقوم البنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة يوما بعد يوم من أجل تخفيض تكلفة الأموال المقدمة لأصحاب الشركات وتشجيع المستهلكين على الشراء من خلال الاقتراض مرة أخرى، وتخفيض القيمة الحقيقية للديون الحكومية من خلال تخفيض قيمة العملة الذي يترتب عادة على تراجع أسعار الفائدة. وهو نفس السيناريو الذي أدى إلى فقاعة الديون.

ومن ناحية أخرى، أسقط الليبراليون أحد أعمدة نظرياتهم التي كانت تزعم أن سلامة الأداء الاقتصادي ومعالجة أزمات الاقتصاد الرأسمالي ينبغي أن تترك لقوى السوق التي تقوم تلقائيا بتصحيح نفسها، وأن تدخل الدولة في الاقتصاد يتسبب في تعطيل قوى السوق وتفاقم الأزمة. فهاهم الليبراليون الجدد يقومون بتأميم جزئي للمنشآت المصرفية في الولايات المتحدة وفي أوروبا بعد انهيار بنك ليمان براذرز في الأولى، وانهيار بنك نورثرن روك في الثانية والذي قامت بريطانيا بتأميمه، علاوة على تخصيص الإدارة الأمريكية 700 مليار دولار لشراء سندات الرهن العقاري الرديئة من البنوك بالأموال العامة في دولة تعاني من مديونية هائلة وتعاني عجزا في الموازنة وفي الحساب الجاري. لكن دعم الرأسمالية وإنقاذ أرباح الأثرياء مهما كانت التكلفة يحظى بأولوية مطلقة.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن هؤلاء الليبراليين الذين احتقروا آراء "كينز" واعتبروها بالية وسببا لكوارث اقتصاد السوق بدأوا يروجون ويعدون الخطط لإطلاق الدولة لمشروعات كبيرة في مجال البنية الأساسية – رغم العجز الكبير في الموازنة – من أجل توفير فرص العمل التي يعجز القطاع الخاص عن توفيرها نتيجة للأزمة التي صنعها هذا القطاع الخاص نفسه، ومن أجل ضخ مزيد من الأموال في أيدي المستهلكين لخلق أسواق للشركات، إلى جانب التوسع الشديد في الإنفاق العسكري فيما يعرف بالكينزية العسكرية.

الخلاصة أن الأزمة الحالية ليست أزمة عارضة، وليست أزمة دورية يعقبها تصحيح وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، وإنما هي أزمة هيكلية وضعت النظام الرأسمالي العالمي في مأزق على مستوى النظرية والتطبيق.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز
- على إسمك يا جاهين
- جمهورية الغاز
- مأزق المبرراتي
- نماذج من الإضراب الجماهيري(3)
- ضد العولمة
- ما هو البديل؟
- نماذج من الإضراب الجماهيري (2)- تأليف توني كليف


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رمضان متولي - اقتصاد الفقاقيع