|
اختبار الارادة الوطنية
فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:02
المحور:
القضية الفلسطينية
الإرادة الوطنية الفلسطينية تمر هذه الأيام بأصعب اختباراتها، والاختبارات جميعها تدور حول حرية هذه الإرادة ومساحة الرؤية لديها وقدرتها على ابتداع الآليات التي تجعلها تكسب الرهان، أما الرهان فهو الخروج والخروج الكامل من حالة الانقسام، وتحصين الذات الوطنية التي وقعت بسهولة فريسة لهذا الانقسام وأن تظل هذه الإرادة الوطنية قادرة على إعادة إنتاج نفسها بحيث تكون مبادرة وحاضرة وفاعلة ومخلصة في ترتيب الأولويات. وأنا عبر تجربة طويلة في الساحة الفلسطينية لا استسهل النجاح في اختبار الإرادة الوطنية الذي أدعو إليه وأعرف أن الواقع صعب جدا وأن الساحة متداخلة جدا وأن الطريق إلى الهدف إذا اتفقتا على الهدف-ملئ بالحواجز والمنعطفات والموانع التي قد نستسهلها والوهم الذي نعتقد حقيقة راسخة ثم ما هي إلا لحظات حتى تنقلب المعايير، وينهار كل شيء‘‘‘ وأخطر مواقع الصعوبة أمام اختبار الإرادة الوطنية، أننا جزء من هذه المنطقة‘وأننا بعد تكيفتا أصبحنا الجزء الأضعف، تؤخذ منا القدس ويؤخذ منا الغطاء الشرعي، وتؤخذ منا الدماء والتضحيات، ولا نعطى مقابل ذلك من تجاذبات هذه المنطقة،تجاذباتها العرقية والطائفية والسياسية والدينية إلا الجراح ولا شي غير الجراح‘‘ والخطوة الأخرى أن تناقضنا الرئيسي ألتناحري، وهو الاحتلال الإسرائيلي قوي جدا، مدعوم بتحالفات دولية ثابتة وحتى عندما كان العالم مقسوما بين قطبين دوليين، فان إسرائيل كانت تحظى بدعم كبير من هذا وذاك لأسباب جيوسياسية ويغطيها كل قطب بمبررات أيديولوجية أو سياسية. وإسرائيل القوية‘‘ نجدها حاضرة بقوة في أضيق المسافات وأوسع المسافات وفي كل التشكيلات والتحالفات في هذه المنطقة شواء في زمن الحرب أو زمن السلم، وربما لولا ذلك الاختراق العجيب والشاذ الذي سجله هزيمة الخامس من حزيران عام1967م ولما يتمكن قط من إعادة تطهير الشخصية الوطنية والكيانية الفلسطينية من جديد‘ ولكن هزيمة حزيران التي دفعت بالعمق الفلسطيني من جديد إلي الحياة‘فرضت عليه في نفس الوقت تداخلات حادة‘حيث بالكاد نجد الطرف الفلسطيني نفسه معافى من أثر التجاذبات الإقليمية‘بل يجد نفسه متورطا في داخلها ، بوعي أو بدون وعي بسعادة أو بشقاء المهم انه متورط وما أدراكم ما لهذا التورط من تداعيات مأساويه . لا أريد أن أضرب أمثله مؤلمه على صعوبة الحالة الفلسطينية وكيف أن هذه الحالة ألكيانيه الفلسطينية تحتاج دائما إلى قياده من نوع خاص شديدة التفريق بين ما هو حقيقي أو وهم وبينما ما هو صداقه أو عداوة وبين الصوت والصدى . وعوده إلى الواقع الراهن : لدينا انقسام فلسطيني حاد جدا يتراكم يوميا على هيئة تفاصيل سياسيه وإداريه واجتماعيه ونفسيه ، ولكنه انقسام يقود جميع المشاركين فيه في نهاية المطاف إلى الهزيمة والى التلاشي والاندثار ، المسألة بخصوص الانقسام ليست مجرد مشكله أخلاقيه مثلما كان قائما مثلا بالنسبة للألمانيين قبل سقوط جدار برلين ، فنقول كيف لشعب واحد أن يصبح ألمانيا شرقيه أو ألمانيا غربيه ، أو الكوريتين الشمالية والجنوبية ، أو اليمنيين الشمالي والجنوبي. وبالتالي فان ضعف الحالة الاخلاقيه تتجلى في برامج الأحزاب التي تنجح في إعادة الوحدة ، المعادلة عندنا أصعب بمعنى أن استمرا الانقسام واستمرار بقاء الفلسطينيين في جزئين متناحرين في قطاع غزه والضفة الغربية ليس ممكنا حتى وان قبلناه أخلاقيا‘‘‘انه أمر مستحيل فإذا استمر الانقسام على حاله فان كل جزء من هذه الأرض الصغيرة لا يستطيع أن يظل بمفرده ولا يستطيع أن يكسب استقلاله ولا يستطيع أن يمثل قضية مشروعة‘‘‘وهكذا فان كل قسم من شطري الانقسام الفلسطيني سوف يتم استيعابه حتما في معادلة غير منطقية بالمرة لان كل جزء سننظر إليه انه مشكلة‘ليس مشكلة لنفسه ولأهله وسكانه‘فهذا أقل الأمور شأنا‘ وإنما مشكلة لجيرانه‘وحينئذ سيبحث الجيران عن حل لهذه المشكلة ولكن الحل أن يكون هوان أصحاب المشكلة وضحاياها في آن واحد. وما دام الأمر كذلك فان الخروج من الانقسام‘ودعوني أقول بدقة أكثر‘إن القدرة على الخروج من الانقسام هو الاختبار الرئيسي للإرادة الوطنية الفلسطينية‘‘‘وإذا فشلنا فهذا أكبر برهان أو دليل ليس فقط على فشل هذه الإرادة وإنما الدليل على عدم أهليتها كليا. وبما أن التجربة تقول لنا دائما ‘أن انهيار ما بنيناه عبر السنوات يتم بسرعة قياسية‘ فان استعادة ذاتنا من الصعوبة بحيث لا نكاد نصل إليه إلا بالجهد و البطء الشديد. ومن هنا فإن وثيقة القاهرة والمدعون للحوار بشأنها في التاسع من شهر نوفمبر الحالي هي وثيقة بالغة الأهمية ، وأن نجعل الطريق سالكاً لهذا الحوار هو نقطة إيجابية تسجل لصالحنا ، وما حث اليوم الجمعة من إفراغ للسجون في الضفة والقطاع من عدد نزلائها هو تجلي جديد للإرادة الوطنية الفلسطينية مهما كانت أسبابه ، هل هو استجابة لنداءات الكل الوطني، أو مجاملة للأشقاء المصريين ،،، لا يهم السبب المهم أن الفعل نفسه تطور إيجابي وتجلي رائع لحضور الإرادة الوطنية. في خلال الشهور الماضية وعلى جانبي المشكلة ، فإن أحداً لم يستطيع أهن يسجل لنفسه نجاحاً من أي نوع، فإن الناجح الأكبر هو إسرائيل ، وكان المترقب الأكبر هو الأشقاء في الإقليم من عرب ومساعديهم الذين يغرقون في تجاذبات خطيرة أحياناً ولكن الضحية المؤكدة هي نحن وليس أحد سوانا،،، والسؤال المطروح على الإرادة الفلسطينية، هل نستطيع أن نتغلب على هذا الدور الذي عمره ستون سنة وان لا نكون الضحية؟؟ اخرجوا من الانقسام
أديروا اختلافاتكم دون تحطيم معبدكم المقدس اختلفوا ولكن لا تنشقوا ولا تنقسموا ،،، هكذا يمكن أن نتغلب على دور الضحية وهذا هو معيار نجاح الإرادة الوطنية
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتظار
-
أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
-
الى اللقاء الاحد
-
فتح ومؤتمرها السادس
-
عكا بعد ستين سنة
-
القراصة الصغار والقراصنه الكبار
-
مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني
-
دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين
-
الصعود باتجاه الحوار
-
قصيدة للغناء
-
الاستيطان والتحديات الكبرى
-
شرف المحاولة
-
الذهاب إلى الحل ام الذهاب إلى المشكلة
-
الدورة رقم 130
-
الحواروالخريف
-
التعليم قاعدة التنمية البشرية
-
قريبا هناك.... في القوقاز
-
همس الرحيل
-
استنساخ العدو
-
إعادة تركيب المشهد الفلسطيني
المزيد.....
-
-خدعة لن تتكرر-..الأزهر يرد على مخططات ترامب لتهجير الفلسطين
...
-
استخدام الحشيش أثناء الحمل.. مخاطر خفية تهدد صحة الجنين
-
فنزويلا تتهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل القوى
...
-
رئيس وزراء اليابان يؤكد التزام بلاده بإبرام معاهدة سلام مع ر
...
-
مشاورات لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث -تهجير الفلسطين
...
-
-أكسيوس-: روبيو يخطط لزيارة الشرق الأوسط
-
الجيش السوداني يتقدم نحو وسط الخرطوم ويقترب من القصر الجمهور
...
-
الولايات المتحدة تصادر طائرة ثانية للرئيس مادورو (فيديو+صور)
...
-
ترامب يفرض عقوبات على الجنائية الدولية، ورئيس وزراء إسرائيلي
...
-
العلماء الروس يبتكرون منظومة للتحكم بسرب الطائرات المسيرة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|