أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - سياسة المدينة رهان المستقبل بالمغرب














المزيد.....

سياسة المدينة رهان المستقبل بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إن تدبير الشأن العام عرف جملة من التطورات سواء على مستوى النهج أو المفاهيم، فأضحى يعتمد بالأساس على البعد المحلي وعنصر القرب من المواطن، وهكذا ظهرت جملة من المفاهيم تساير هذا التطور التدبيري ، فأصبحنا نسمع عن الحكم التشاركي الفاعل المحلي ووحدة المدينة وسياسة المدينة والحكم المحلي أو الجهوي وهذا كلها مفاهيم تحيلنا على نهج خاص في تدبير وتسيير الشأن العام يتمحور بالأساس حول الفعل التشاركي لمختلف الفاعلين في المجتمع.

وفي هذا الإطار أضحت المدينة بالمغرب الآن رهانا استراتيجيا من أجل إرساء دعائم التنمية المستديمة.

ولا يخفى على أحد أن المدن أصبحت تعرف عدة معضلات ومشاكل ينعكس مفعولها بالأساس على الفئات المجتمعية المحدودة الدخل والفقيرة. وفي هذا الشأن اكتشفت مختلف الأبحاث والدراسات الحديثة المتعلقة بالمدينة وسياستها أن هذه الفئات تعتبر ضحايا الدولة، باعتبار أن الواقع الذي هم عليه الآن ما هو في واقع الأمر إلا نتيجة طبيعية للسياسات المعتمدة منذ حصول البلاد على الاستقلال في منتصف خمسينات القرن الماضي.

ومنذ أن أصبح الحديث عن التغيير بالمغرب حضرت مشاكل المدن بقوة ومع أساليب التدبير والتسيير المحليين، وهكذا تبين أنه أضحى من الحتمي منح الجماعات المحلية المنتخبة سلطات واسعة باعتبارها فاعلا أساسيا بجانب القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني، على صعيد ركح قضايا التنمية المحلية وما تعنيه من مواجهة والتصدي للمشاكل والمعضلات الاجتماعية " الفقر، البطالة، التهميش، الفوارق الاجتماعية الصارخة…."

وبالرجوع إلى ظروف ظهور مفهوم سياسة المدينة على الصعيد العالمي يتبين أنه في فجر ثمانينات القرن الماضي كان التركيز على سياسة الشراكة بين الحكم المحلي " أو الجهوي " والحكم المركزي للتصدي لمختلف النتائج الاجتماعية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في الدول الصناعية الكبرى.

وهكذا ظهرت أفكارا تدعو بقوة إلى تقليص أهمية السياسات العمومية وتعويض التدخل العمومي بفاعلين خواص، باعتبار أن التدخل العمومي سلبي بطبيعته، وباعتبار أن السلطات العمومية هي المسؤولة بالدرجة الأولى على الأزمة الحضرية التي أضحت تعيشها المدن وهذا ما حدث ببريطانيا العظمى منذ 1979.

ومن هذا المنظور يمكن اعتبار مفهوم سياسة المدينة بمثابة تجاوز لمنطق تحكم الدولة في كل شيء كما يعبر عن رغبة هذا الأخيرة للتخلص من مواجهة جملة من المشاكل العويصة والمعوقات البارزة التي أضحت المدن تعرفها، عما أن سياسة المدينة يتموقع في أقصى منحى اللامركزية، لاسيما وأن التنمية المحلية تبقى تابعة بالأساس للشروط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحلية، وبالتالي تظل مرتبطة باستراتيجية الفاعلين مع اختلاف مواقعهم.

وتزداد أهمية سياسة المدينة بفعل التمدن الذي عرفته مختلف البلدان النامية بعد الحرب العالمية الثانية، والذي كان ولا يزال تمدنا عشوائيا في أساسه، لاسيما وأنه تطوير أساس إنتاج وإعادة إنتاج ثروات مضافة، ومن نتائج هذا التمدن العشوائي تنامي نسبة الفقر المطلق في المدن وتعاظم نسبة الساكنة الحضرية التي تستفيد من الخدمات الأساسية " 40 في المائة في المتوسط ومما ساهم في استفحال المشاكل اعتماد المقاربة الأمنية البوليسية، وبذلك تعمقت الإختلالات.

وبالرغم من ذلك فإن أهمية المدينة تظل قائمة وبامتياز في المجال الاقتصادي، فالدار البيضاء التي تحتضن أكثر من 12 في المائة من ساكنة المغرب تساهم في تحقيق أكثر من 25 في المائة من الناتج الوطني الخام للبلاد.

وبذلك أضحت الضرورة قائمة بخلق مدينة فاعلة، وقادرة على تدبير شؤونها ومستعدة لمواجهة أزماتها ضمن مقاربة تنموية.

ولعل أنجع السيل لتهييء شروط إرساء قواعد التدبير التشاركي للشأن المحلي تسهيل سبل اندماج المواطن في جماعته كممر ضروري لاندماجه في وطنه، وهذا يفرض على المدينة أن تبلور تصورها الاستراتيجي في تدبير شؤونها بطريقة تشاركية.

                                         



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب - قضايا مغربية
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- العــــالـم بالـمـغـرب مـجـرد مـوظـف
- لقد فات الأوان - مجموعة قصصية
- إشكالية النفايات الطبية بالمغرب
- الاتجار في الحياة
- منع آخر للدكتور المهدي المنجرة بالمغرب
- إشكالية الدين والسياسة والدولة
- المغرب والتطرف الديني
- خاصية التطرف الديني بالمغرب
- لازال المغرب في حاجة لإصلاحات
- تداعيات الإرهاب بالمغرب - قراءة متعددة الزوايا -
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- لا يمكن الاستمرار على هذا الحال
- التعامل مع الفساد بالمغرب
- اغتصاب الأطفال
- الأحزاب المغربية والغباء السياسي
- حول كتاب ترجمة معاني القرآن للأمازيغية
- الحقل السمعي البصري بالمغرب السياق والمآل
- المخدرات: زراعة القنب الهندي بالمغرب


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - سياسة المدينة رهان المستقبل بالمغرب