أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سنان أحمد حقّي - الصبر جميل!














المزيد.....

الصبر جميل!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:56
المحور: حقوق الانسان
    


كنت قد كتبت عن ما سُمّي شهادة على العصر عندما ظهر على الشاشة الصغيرة الوزير السابق الأستاذ حامد علوان الجبوري وتطرّق فيما تطرّق إليه من وسائل مخجلة في التعذيب والإذلال والتي تستحقّ أن تـُسمّى بوسائل العار الذي ينزع الشرف عن مرتكبيها ويكسو ضحاياهم الشرف السامي! ولكن ما استكمله العقيد المتقاعد سليم شاكر قبل أيام في شهادة أخرى وفي فضائيّةٍ أخرى من نفس النوع هي أقسى بكثير وابكى من سابقتها.
فبالرغم من أنه ذكر أسماء كثيرة جدامنها لمن ما زال حيّا ومنها لمن نُقلوا إلى الدار الأخرى تحت التعذيب والإذلال المتعمد الاّ أن ما لم يذكره كان أبلغ وأقسى وأعظم تأثيرا على النفس ، إن قوله عند استعراضه من طرف خفيّ ما فُعِلَ في بعض عوائل المعتقلين!من أفاعيل، والذي قال فيه: ــ فعلوا ما يندى له حتّى جبين القرود!
لقد بكينا ..وفهمنا ما يمكن أن تعني تلك العبارات والسكون والصمت الذي تلا ذلك القول والدموع المنحبسة في محاجرها ..
إنهم مازالوا يجدون لهم سوقا رائجةً هنا وهناك على طول العالم وعرضه للأسف!وفي ظل مختلف الحكومات والأنظمة!
ولكن متى يكفّ كل أولئك المجرمين عن تعذيب البشر والعبث بأعراضهم والإمعان بإيذائهم وإذلالهم؟ هل من بقيّة من فضيلة تردع أولئك الوحوش؟ أيّة مباديء سيبقى لها أي معنى؟ وأيّة معاني للأديان وأيّة مدلولات ستبقى للشرف ؟ يسقط مثل هذا الشرف ويسقط الفكر وتسقط المثل والقيم ! ألم يتعلّم أولئك المجرمون أن كل تلك الأساليب لم تُجدِ أيّ نفع ولم تحفظ لهم كراسيهم ولن تحفظ لأحدٍ كرسيّاً!وأن ما فعلوه سيُفعلُ بهم وبعوائلهم وأن ذلك المسلسل الذي بدأوا به لن ينتهي حتّى تضع القيم العليا والأخلاق السامية أوزارها!وتنهار كلُّ الأنظمة، ويستلقي كل الناس في وحل الخطيئة ومكبّات الرذيلة؟
كل ما كُتِبَ من أدبٍ وفنٍّ وعلومٍ وأفكار لن تُساعد نفسا زُهقت أوسُحِقت بهذه الأساليب الوضيعة أن تستردّ نفـَسا واحدا، سيُستنبتُ حقدٌ لا مثيل له ولا نهاية ،في الأرض ولن يستطيعَ العالم كلّهُ لا علماؤه ولا مفكروه ولا رجال الدين ولا الفنانون ولا الأدباء ولا كل ما في هذه الحياة الملوّنة أن تُساعدَ أحدا لقيَ مثل هذا الذي وصفه العقيد سليم شاكر ، تلك هي اعمال لا تُمحى من ذاكرة الشعوب ولا تترك سوى الرغبة بالإنتقام الذي لا ينتهي ولن يُروى غليل تلك النفوس المضامة بهذه الطريقة أبدا ولا أحسبُ أن الإنتقام سيُفضي إلاّ إلى إنتقام آخر!
أيّها البشر تخلّصوا من تلك الوحوش التي لا مثيل لها !. تقول إحدى السيدات الفضليات:أظنّ أن الوحش لا يفترس لمجرّد المتعة ولكن لأنه يجوع فيقوم بالصيد كما يقوم البشر ولكن القتل لمجرد القتل والتعذيب والإذلال تلك هي الوحشيّة القصوى والتي يتفرّد بها الإنسان للأسف الشديد!
أيها البشر إفعلوا كل ما بوسعكم لرفض واقتلاع تلك النفوس الخسيسة والمتعفّنة
أيّها البشر بحق السماء وبحقّ من على الأرض جميعا وبحقّ من هم تحت تراب الأرض أيضا، جاهدوا مثل هؤلاء ولا تأخذكم بهم رحمة
واحسب أن الشعب سيُتابع هؤلاء وأن أسمائهم ستحفظها ذاكرة الشعوب التي لا تنسى ولا تبلى!
إن العنف لا يولّد سوى العنف فكيف بالإذلال والتعذيب وعمل ما جاء عليه السيد العقيد من أفعال هي كما قال يندى لها حتّى جبين القرود؟
وليس عندي أكثر لأقوله فهذا أوان الصمت والصمت هنا أبلغ من أي قول ولا شيء سواه.
لكنني اذكر هنا ولكلّ من أُ خضِع لمثل تلك الحقارات التي جعلتهم أشرف من على الأرض جميعا، أقول أن السيد مبخائيل بيتروفسكي مدير متحف الأرميتاج في موسكو والذي يُتقن العربيّة إتقانا رائعا قال في مقابلة تلفزيونيّة بعد أن سأله مقدمهُ إلى الجمهور: من المعروف انك متخصص باللغة العربيّة والأدب العربي وقد اطّلعتَ على كثير من نتاجات العرب الأدبيّة ولك اهتمام كبير بالحكم والأمثال العربيّة فما هو المثل الذي أعجبك وتحفظه في ذاكرتك عميقا؟ قال مباشرةً وبدون تردّد: ـــ (الصبر جميل!)



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من فضائيّة متخصّصة في الموسيقى العالميّة!؟
- تخطيط حضري وإقليمي ! ..لا تخصيص مبالغ وتوقيع مشاريع!
- آفاق الإشتراكيّة
- فنطازيا الغش!
- عودةٌ إلى الواقع الحضري والإقليمي!
- مجرد المساس بقدسيّة قوانين السوق لا يعني الإشتراكية!
- ماهي مؤشرات ومعالم تلاشي شبح الحرب الأهليّة؟!
- هل أن شعوبنا لا تقرأ.. حقاً؟
- خصخصة Χ عمعمة
- تحسين الأداء من أهم دعائم النزاهة ومواجهة الفساد!
- ثقافة الفساد
- أضواء على جوانب من الواقع الحضري والإقليمي العراقي
- قطعة أرض وبضعة آلاف بلوكة!؟هل هذاهو حل أزمة السكن؟
- هل هي مقبرة للمواهب فعلا؟!
- فضاءُ جهنَّم..!
- نداء لمنع توزيع الأراضي لأغراض السكن!
- هل أن ثورة تموز أسّست فعلاً لظاهرة الإنقلابات؟
- كان هناك أستاذٌ كبيرٌ وتُوفّي!
- مالشرف ومالشريف؟!
- تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم...وجاراتُكم غرثى يبِتنَ خمائصا ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سنان أحمد حقّي - الصبر جميل!