|
الوهابية وقتل المخالف في الولاية السياسية والدينية
عبدالحكيم الفيتوري
الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 06:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
النقطة الثالثة: تأصيل مسألة تكفير وقتل المخالف في الولاية السياسية أو الدينية !! قد أشرت في مقال سابق بأن الشيخ ابن تيميه رحمه الله كانت له فتاوى تكفيرية في مقبل عمره ، ثم تراجع عنها في أخر عمره ، حيث صرح بأنه لا يكفر من حافظ على الوضوء والصلوات الخمس ، فهل الشيخ ابن عبدالوهاب تعامل مع مصنفات الشيخ بدون مراعاة لتلك الاعتبارات والفوارق الزمانية ؟!
المهم واللافت للنظر أن فكر الحركة الوهابية اعتمد على تلك الأرضية التيمية بدون فرز للسياقات التاريخية واعتبار بعد الزمان والمكان والسابق واللاحق من فتاوى الشيخ رحمه الله ، حيث ترتب على ذلك ظهور حزمة من قضايا التكفير والقتل التي مهدت السبيل إلى توسيع فقه إدانة المخالف وتحقيره وتهميشه ، وتكفيره وقتله ، مما جرى على الأمة ويلات من التمزق والتناحر والاختلاف ليست بخافية على ذي بصيرة !!
نورد بعض من تلك الحزمة التكفيرية التي كان لها أثر كبير في اشباع وجدان متلقيها دينيا بحق ممارسة أصدار أحكاما دينية تدين المخالف ؛ من تبديع وتفسيق وهجر وتكفير والقتل إن لزم الأمر ، ومن هذه الفتاوى .
- سئل الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، قال السائل : سميتم المسلم الجالس بين أهله وولده ببلده مشركا كافرا،وقد سماهم الله مؤمنين في سورة(الفتح).فأجاب: إن الله تبارك وتعالى قد بين لنا في كتابه أن المراد بذلك المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يقدرون على الهجرة .
-أكثر السلف يرون قتل الداعية إلى البدعة ، لما يجري على يديه من الفساد في الدين ، سواء قالوا إنه كافر ، أو ليس بكافر !!
-فمن قال: إن التلفظ بالشهادتين لا يضر معهما شيء ، أو قال من أتى بالشهادتين وصلى وصام لا يجوز تكفيره ، وإن عبد غير الله فهو كافر ، ومن شك في كفره فهو كافر !!
-وسائل عن السنوسي الذي في ليبيا ، فقال: السنوسي ليس من أئمة السنة والجماعة ..فقد صنف كتابه أم البراهين على مذهب الاشاعرة ، وفيها أشياء كثيرة مخالفة ما عليه أهل السنة .
-فهذا ضال مخطيء ، بل نص الأئمة على أن من قال ذلك فإنه يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ..
-وإذ كان أصل هذه المقالة ، مقالة التعطيل والتأويل مأخوذة من تلامذة المشركين ، والصابئين ، واليهود ، فكيف تطيب نفس مؤمن أن يسلك سبيل هؤلاء المغضوب عليهم والضالين ..
-فالممثل يعبد صنما ، والمعطل يعبد عدما .. وبالجملة فمن قال : إن الله في السماء ، وأراد أنه في جوف السماء ، بحيث تحصره وتحيط به ، فقد أخطأ ، وضل ضلالا بعيدا ...
-ومن لم يقر بأن الله على عرشه استوى ، فوق سبع سماوات ، بائن من خلقه ، فهو كافر ، يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ، وألقي على مزبلة ، لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة ، وأهل الذمة !!
-وسئل الشيخ عبدالرحمن بن حسن ، عن الجهمية والرافضة ، والمعتزلة . فأجاب : لا ريب أن هذه الفرق الثلاث هي أصل ضلال من ضل من هذه الأمة ... فهذه الطوائف الثلاث ، هم أصل الشر في هذه الأمة ..
-أما بعد : فقد وردت علينا اسئلة من عمان ، صدرت من جهمي ضال .. وأما أورده هذا الجهمي الجاهل ...
-قال الشيخ عبداللطيف قدس الله روحه ، ونور ضريحه ، إلى محمد بن عون ، اعانه الله على ذكره وشكره ، ووفقه للجهاد في سبيله ، ومراغمة من تجهم ، أو نافق ، أو أرتد ، من أهل دهره وعصره !!
*السب والطعن في المخالف: إذا عرف هذا : فإحدى الورقتين ، المشار إليهما –جاءته من عمان-ابتدأها الملحد الجاهل ، بسؤال يدل على إفلاسه من العلم ويشهد بجهالته وضلالته ..ولو وقف هذا الغبي .. وعبارته نبطية أعجمية .. فهذه كلمة ملحونة أعجيمة جاهلية ..
- وأما من جحد لفظ:الاستواء ولم يؤمن به ، فهو ايضا: كافر ؛ وكفره أغلظ وأفحش من كفر من قبله ؛ وهو كمن كفر بالقرآن كله ...
-فما أجرأهم ! وأما أكفرهم! وما أضلهم عن سواء السبيل !
*الاستبداد والإقصاء العلمي :من عبداللطيف بن عبدالرحمن ، إلى عبدالله ، فقد بلغني عنك ما يشغل كل من له حمية إسلامية ، وغيرة دينية على الملة الحنيفية وذلك:أنك اشتغلت بالقراءة في كتاب الإحياء للغزالي ؛ وجمعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بين مسائل الهداية والسعادة ، ووسائل الكفر والشقاوة ؛ واسمعتهم ما في الإحياء من التحريفات الجائرة ، والتأويلات الضالة الخاسرة ، والشقاشق التي اشتملت على الداء الدفين ، والفلسفة في أصل الدين . وأنت قد خالفت سبيل السلف ، وخرجت عن مناهجهم ، وضللت المحجة ؛ وخالفت مقتضى البرهان والحجة .. ما أقبح الحور بعد الكور ... وينبغي للإمام أيده الله : أن ينزع هذا الكتاب ، من أيديكم ؛ ويلزمكم بكتب السنة من الأمهات الست وغيرها .. (قلت:معلوم أن الغزالي يعد المنظر الثلاث لعلم الأصول بعد الشافعي والجويني ، بل أصول الحنابلة(روضة الناظرلابن قدامة) هو في حقيقته مختصر كتاب المستصفى للغزالي !! تصور أن العقل الوهابي لم يحتمل تدريس كتاب الإحياء واستعان في منعه بالسلطة الدينية والسلطة السياسية ؛ الفتوى والسيف ، فكيف لو كان هذا الكتاب كتاب ديكارت أو منتسيكو أو غيره ؟!!)
*اللعن والتكفير :ويقول ابن بطين ، والكلام الآن فيما عليه أهل وحدة الوجود ابن عربي وابن الفارض والتلمساني وإخوانهم ، فنقول: مذهب هذه الطائفة الملعونة .. وقد أحسن من قال من السلف : إن كفر هؤلاء ، أغلظ من كفر اليهود والنصارى ؛ وقد قال ابن القيم :
حاشا النصارى أن يكونوا مثلهم وهم الحمير ، أئمة الكفران
هم خصصوه بالمسيح ، وأمه وألاء ما صانوه عن حيوان .
-من محمد بن عبدالوهاب إلى عبدالله بن سحيم ... ولا يخفاك أني عثرت على أوراق ، عند ابن عزاز فيها اجازات له من عند مشايخه ، وشيخ مشايخه ، رجل يقال له عبدالغني ، ويسمونه العارف بالله ، وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي ، الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون ، حتى قال ابن المقري ، من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر .
- من ابن عبدالوهاب إلى سليمان بن سحيم ، نذكر لك أنك أنت ، واباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق ... وأنت إلى الآن أنت وأبوك ، لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله ، أنا أشهد بهذا شهادة يسألني الله عنها يوم القيامة ، أنك لا تعرفها إلى الآن ،ولا أبوك .
#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعتماد محمد ابن عبدالوهاب على فكر ابن تيمية في مسائل التكفير
...
-
الوهابية .. وتأصيلها لمسائل التكفير والقتل
-
الوهابية حركة سياسية وظفت الديني
-
ابن عبدالوهاب ..ونشره للفكر التكفيري
-
ابن تيمية ... والتنظير السياسي
-
ابن تيمية .. وتشييده للعقل التكفيري
-
العقل السلفي... من التفكير إلى التكفير
-
ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري
-
الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (4)
-
إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا... وإشكالية الفهم
-
الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (3)
-
الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (2)
-
الأسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (1)
-
المرأة والازدراء المركب (5)
-
المرأة والازدراء المركب 4
-
فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (3)
-
المرأة والازدراء المركب (3)
-
المرأة والازدراء المركب(2)
-
تطور العقل وتدرج الشرع (2)
-
فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|