الاتفاقية الامنية مع من؟

طارق عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 04:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

عندما نفكر باعادة الامن الى العراق يجب ان نختار القوة التي من الممكن ان تعيننا على تخطي الصعاب والتحديات التي جاءت مع الغزو
الامريكي الصهيوني المشترك ,الذي استباح الحرمات واستهدف الثقافة بحرق المكتبات والوثائق والمتاحف مستهدفا طمس الحضارة العراقية
بطمس تاريخه وقتل ابنائه وعلمائه وفتح حدوده وحل الجيش والشرطة وقوات الامن وضرب البنى التحتية مما تسبب في انتشار الامراض
مثل الكوليرا والزحاروالخ ,بلاد الرافدين لا تتوفرفيها مياه الشرب ,الفساد الاداري والمالي الذي ضرب ارقاما قياسية واصبحنا ثاني دولة في سلم
الفساد الذي استشرى وشمل اعداداكبيرة حتى الموظفون الصغار لا يمشون معاملة بدون رشوة ,وينطبق المثل على السمكة التي خاست الى راسها وحتى
ضباط الجيش الامريكي لا يسمحون لرجال الاعمال بمقابلة القائد الا بعد ان يدهن لهم السير ,من المسؤول عن ضعف الجيش العراقي الحديث ؟
اليسوا هم نفسهم الامريكان ,الذين يخافون تسليح الجيش ؟ حتى الاسلحة التي يشتريها وزير الدفاع بالمليارات اين تذهب ؟حتى سيادة رئيس
اركان الجيش العراقي بابكر زيباري احتج على صفقات الاسلحة واكد على عدم استفادة او حاجة الجيش لها في الوقت الحاضر ,ان امريكا
عاثت الفساد وزرعت الكراهية وساندت حكم اصحاب العمائم وزرعت الطائفية والشوفينية في اول مجلس المسمى بمجلس الحكم الوطني
...هل تعلم سيدي القاريئ بان قوات الجيش الياباني بلطت الشوارع وقامت بمشاريع توفير مياه صالحة للشرب؟ اليست هذه اشارة حسن نوايا؟
ماذا فعلت القوات الامركية عدا الغارات على الاعراس وحتى القيام بعمليات قصف مواقع صديقة كانت ضحيتها قوات من الجيش العراقي وشرطته ,
وبالرغم من ان نصوص الاتفاقية لا زالت سرية الا ان ما تسرب منها لا يشجع على توقيعها, حيث ان المحتل متمسك بالحصانة للقوات الامريكية
في العراق كما هي نفس الحصانة التي يتمتع بها الامريكان في العالم اجمع,ان الاتفاقية تعالج الوضع القانوني لوجود القوات الامريكية وقوات المرتزقة
في العراق ,وحسب تفسير وتعريف مجلس الامن في قراره المرقم 1483 بتاريخ 22-5-2003 حول العراق وضع الدولة المحتلة منذ بداية
الاحتلال والى حين صدور القرار المرقم 1546 في زمن حكومة د علاوي تحول التعريف الى تفويض يجدد سنويا ,ان ما تسرب من مسودات
للاتفاقية الامنية المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة الامريكية تتضمن الاعفاءات الضريبية والكمركية لافراد القوات المسلحة وعوائلهم
والمعدات المستعملة ومدى امكانية استعمال البزة الرسمية العسكرية , واستخدام السلاح داخل او خارج المعسكرات , استعمال الموانيئ البحرية
والبرية والجوية مجانا من قبل القوات الامريكية , مما لاشك فيه بان دول الجوار وعلى راسها ايران والتي تعتبر المحتل الثاني بعد امريكا التي
فرضت سيطرتها خاصة في الجنوب ,السؤال هو ان امريكا احتلت العراق وهي المسؤولة الرئيسية عن حماية العراق بحسب اتفاقية جنيف فماذا
اتخذت من اجراءات لحمايتنا من عمليات تهريب وزراعة المخدرات؟ ماذا تفعل امريكا لايقاف تهريب النفط العراقي الى ايران؟كيف تدافع امريكا
عن العراق والجيش التركي يسرح ويمرح ويقصف قرى الكردية في الشمال؟ايران تقصف القرى الكردية الامنة بالتناوب مع تركيا ,الولايات المتحدة
الامريكية قامت بعمليات كاو بوي في اخراج المجرم ايهم السامرائي من السجن ونقلته الى امريكا,واعطت حق اللجوء للمتهم بالقتل والخطف وزير
الصحة الهارب, ان الولايات المتحدة الامريكية كانت ولا زالت قائدة للفساد والاجرام وتاريخها شاهد على ذلك ,السؤال الاخير هو لو فرضنا جدلا
بان الاتفاقية ستعقد فمن يستطيع محاسبة القطب الاكبر في حالة عدم التزامه بالتطبيق الصحيح؟

#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات