رغما عن اختلافي مع اباطارق (الدكتور تركي الحمد) في تعليقه على بيان المثقفين إلا أنني لا زلت أرى انه خير من يعبر عن النظرة المستقبلية لهذا الوطن. وإذا كان مصدر الغرابة وبالتالي الاختلاف هو في تناقض هذا التعليق مع جميع ما كتبه سابقا فان هذه الدهشة حتما لا تمتد لتشمل الدكتور محسن العواجي ناهيك عن سعد الفقيه لاختلاف الأساليب. الحمد أبدى اختلافه بأسلوبه الحضاري وبدون مصادرة لرأي أو تهجم أو تهكم أو استفزاز وهذا ما وقع فيه العواجي أو ما اعتاده. فهو يستنكر أن يقدم هذا الخطاب بسرية دونما أن يمرر عليه أو أن يشرك علية من المثقفين حسب قوله. هؤلاء العلية هم الإسلاميين على حد وصفه وكأن من وقعوا الخطاب من الهندوس أو البوذيين. واستطرد الناطق باسم الحزب الإسلامي بان هؤلاء خاسرين لان غالبية الشعب مع التيار الإسلامي بينما يريد هؤلاء الاستفادة من قاعدة هذا التيار دون أن يتنازلوا, والسؤال هو عن ماذا يتنازلون يا دكتور ؟ لماذا لا تكون واضحا وتحدد نقط الخلاف ؟ هل طالب موقعوا البيان بما يخالف الشريعة ؟
قضية نقده لحشر الأسماء المجهولة هو تعالي منه غير مبرر فالمواطن يكفيه مواطنته لكي يطالب بحقوقه فلا العواجي أو غيره وكيلا أو نائب عنه, ولم تكن الثقافة يوما لازمة يجب أن ترتبط بكل من نافح عن حقه في هذا الوطن. بل أن هؤلاء المجهولون هم من يعاني ويفتقر لحقوق, اجزم بان تيارالعواجي شارك في سلبها. ما ذكره العواجي عن أن الخطاب تجاهل البيان الأخير عن الدستور هو أمر طبيعي فهم في الأساس لم يوقعوه لكي يتبنونه ولهم عليه عدة تحفظات هو أول من يعرفها. نعم أنا افهم أن الخطاب الأخير قد اغضب تيار العواجي الذين تعودوا أن يقحموا أنفسهم في كل صغيرة أو كبيرة ولكن حنانيك يا شيخ محسن فما هكذا تؤخذ الأمور ولعل الموقعين يراجعون أنفسهم مرة أخرى وينتظرون إذنا منه ومن تياره وهم منتخبين من غالبية الشعب حسب بيانه أو لربما استبيان قناة الجزيرة. على أي حال الحديث ذو شجون والعواجي يظل مواطنا نختلف معه ويختلف معنا وليس اتفاقه مع الفقيه إلا زلة لسان. أما الفقيه فلا أصفه إلا بأنه قد ارتكب خطيئة فقد فيها ما بقي من ورقة التوت.