مثل المنشار (رايح ياكل..جاي ياكل) مكرمة لبنانية نظيفة..جدا

صلاح عبدالصبور

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 06:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   لا افهم كثيرا في لغة البنوك والارقام وشؤون الايداع والتوفير وقضايا الحساب والجداول والتحويل والمضاربات والافلاس والاسهم والسندات، وهو عيب اعترف به ولا اشجع الاخرين على قبوله فيهم.
   ولا ارهق نفسي، يوما، في تفكيك الديباجات التي يستخدمها رجال الاعمال ووكلاء الشركات ووزراء المال ومدراء البنوك، وهي نزعة كسولة، ضيقة الافق، ولا تؤمن بالمغامرات واقتحام الاخطار توارثتها عن جيل تربى على العداء للرأسمالية، بما فيها راسمالية الدولة(في العراق مثلا)التي برع الادب السياسي السوفيتي يوما في ترويجها وخداعنا في انها اشفق على الكادحين، مثلي، من راسمالية العتاوي، فتبين العكس.
  لكني استطيع ان اعرف بان إقدام جهة على إيداع( 495 ) مليون دولار في بنوك بلد صغير خارج من حرب أهلية طاحنة مثل لبنان يعني اشياء كثيرة ربما من بينها-ما حمله عقلي بسهولة- المساعدة على تدعيم العملة الوطنية المترنحة وتنشيط الدورة الاقتصادية واحتواء ما يمكن احتواؤه من البطالة المحلية.
  إذن، يجدر بلبنان ان يمتن لصدام حسين الذي بادر بايداع هذا المبلغ الذي يعادل نصف مليار دولار في بنوكه، عن طيب خاطر، ولا يهم من يستحوذ على تلك البنوك ويحلبها، أو من يستفيد من امتياز هذا المبلغ ويستقوي به،  رئيس الوزراء رفيق الحريري أو غيره.. فالنخوة العربية ينبغي ان تتجاوز اعتبارات الربح والخسارة.. وروابط المصير المشترك يلزم ان تسمو على  وسخ الدنيا (جداتنا تسمي الفلوس: وسخ الدنيا).. وعلاقات الاشقاء لا تقدر بثمن، ولا تقاس بفائدة، ولا تحسب، او تتأثر، بمصالح عارضة.
  واعترف ان تصريحات رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري التي اطلقها الاثنين الماضي بالتزام تسليم  أموال النظام العراقي السابق المودعة في البنوك اللبنانية الى الجهات العراقية التي تدير السياسة الآن ساعدتني على  فهم اللغز الذي حيرني واختزل الى سؤال: ما الذي يمنع الاشقاء اللبنانيين من تسليم المبلغ الى ورثة صدام حسين الذين، يعرف القليلون، انهم سعوا حثيثا، ولديهم موجبات ووثائق، تثبت حقهم فيها.
  قال الحريري "انه مال العراقيين وسيذهب الى العراقيين" لكنه اضاف"البنوك تريد ان تتاكد من انها في حال قدمت هذه المبالغ لجهة معينة فانه لن يطلب منها تسديدها مجددا لحكومة عراقية اخرى في المستقبل". فالامر بات واضحا حتى بالنسبة لمن لم يتخصص بشؤون المال والبنوك وقضايا الايداع والتوفير، مثلي، وهو ان(الاشقاء) يحسبون للطوارئ حسابها، ويخشون ان تلعب الحكومات العراقية المقبلة بذيلها فتطالبهم بالاموال التي ائتمنوا عليها، وان خير ضمان لمنع المحذور إشراك اصحاب البنوك الذين يعيدون الاموال الى العراق في جانب من صفقات اعادة الاعمار مما يحقق لهم ارباحا تعويضية مجزية، فيكونون  قد ربحوا في العهدين، العهد السابق والعهد اللاحق، مثل المنشار( رايح ياكل، جاي ياكل)..وتلك هي آية العلاقات المصيرية.. لو تعلمون.
 ومضة:
" قلتم لي. 
لا تدسس انفك فيما يعني جارك.
لكني أسألكم أن تعطوني انفي" 
               

#صلاح_عبدالصبور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات