أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس














المزيد.....

خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 06:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في نفس درجة الحرارة التي كتب بها محمد خضير مجمو عته القصصيّة ( في درجة45 مئوي )..
وهي غالبا تشبه درجة حرارة البصرة طوال الوقت..أحاول أن أستحضر وجه محمد خضير الطيّب الخجول وهو يتسلّم جائزته رفقة الشاعر الكبير حسب الشيخ جعفر..ودون شك فأنها جائزة شقت طريقها رغم ألأسئلة لتتحول الى أبرز جوائز ألأبداع العربي..هذه هي جائزة عويس تنصف روائيا مبدعا أختار العزلة البسيطة لأبداع أعمال صعبة في الرواية والقص وإطلاق ألأفكار كما في كتاباته على حافة النقد ومحاضراته القليلة ذات القيمة الفنية والتاريخية..الكبيرة .
ترى كيف سيفكر محمد خضير وهو يصعد سلّم المسرح ..فيما تتصاعد أحداث البلاد الى ذات الدرجة التي كتب فيها مجموعته ( المملكة السوداء ) ذات الهم ألأنساني بين ألأنجاز والتجريب
وفيما يعتقد هو طوال الوقت إنه كاتب واقعي..ويكررها لكنه يتجاوز حدود الواقعية الى أقاصي بعيدة في  إطلاق عوالم مختلفة ..وكما في(بصراياثا ) حيث يشحن لوحات العمل برؤية خاصة
وحلمية موحية مزاوجا بين أنطباعاته الشخصية ـ ذكرياته ـ وبين البحث المضني عن مدينة أخرى هي يوتوبياه وحلمه وحنقه وتداعياته..وجنونه أيضا ..إنه جنون الخلق من خلال النبش في التواريخ والبحث في الأقاصي لتحقيق كتابته الصادقه ـ صدقه هو ـ فألروائي محمد خضير
يشبه كتاباته. وهو يشبه القدرية تلك التي تقود أحداثه وشخوصه ..ولذلك ف..محمد خضير هو هو فوق المسرح أو أمامه أو بدونه إنه البصري المتأمل المليء بألأنتظار ..ألأنتظار اللاّنهائي للقدرية
والفضاعة اللتان تسمان صورة الحياة..فألقصة هي برهان بسيط على أنفعال صادق..ولكن لماذا
الجائزة يامحمد..ها أنت بكل وعيك تواجه المفاجأت الثقيلة ..وتلك هي لغتك..وتلك هي البراءة
والبساطة والحياد ..ألم تكن أنت كل ذلك..بكل تقاويمك المنتظمة..وزحمتك ألأجتماعية..
ها انذا أستعير لغتك وأمضي سريعا على سطح أوراقك..لكي لاتضج الورقة وتكتظ الصحيفة
بمادة كتابتي ..ها أنت تأخذنا من بوكاشيو الى غوغول الى إدغار ألن بو ..الى مركيز في تداعياتك وتأملاتك وحزنك علينا ونحن مواطنوك في درجة 45 فهرنهايت من ألأحداث والتداعيات السوريالية الى درجة نجهل ما نقوله لك ..وألأصح ماتقوله لنا وقد أجترحت عالم الحزن الخاص الذي يبتكر للحياة خواص ألتأمّل في بلوغ النهايات..( هل هي النهايات المنطقية الحمقاء لأختبارات ألأنسان جميعها كما عن فوكنر )..هاأنت تمضي الى غياب الكاتب في النص حيث
تؤدّي أزدواجية المجهول والتماهي حدّا نجهل فيه أيهما أنت . فلما كانت للحكاية عصورها من
النشأة الى ألأكتشاف..من السرد الى الدلالة ..الى الرمز ومن الشهرزاديّات الى غريم وأندرسن الى بورخس وأمبيرتو إيكو..ومن الصخب والعنف واللصوص عند فوكنر الى خريف البطريرك عند مـاركيز..كيف أنتزعت انت الرمزي لتحلّق فوق الطبيعي..فوق واقعية الجنون والفوضى في الشارع الذي يهدد العزلة ويهدد النوع ويكتسح الوعي بأمكانيات الجهل الذي يخيم فوق منازل ألأمل التي شيدناها بين الوهم وبين البكاء..إمض أيها الرجل لتتصفح بنا كتاب الحكاية
في مغامرة لانهائية من..صندوق التوابل والبخوروالزيوت وألأعشاب على شواطيء البصرة وشط العرب الىتحليقات الجنون والهلوسة اللغوية في مواجهة..سوريالية ألأحداث حيث نكوص البطل في أحداث النهار..وتراجعه الى عصور الظلمات والتبعيّة الجاهلة..وحيث المفاجئة في كل لحظة لعناصر الرواية في شوارع ألأسمنت والفوّهات ..والعربات المحمّلة بألموت..وحيث النهايات المنطقيّة الحمقاء لأختبارات الأنسان جميعها..
نتسائل وانت تصعد سلّم المسرح..هل ستتذكر وجوهنا ..
نحن أبطالك المهمّشون المسكونون بأللّوعة وألأسى وألأسئلة..
نتسائل ونحن نغبطك كل مرة هل ستقبض على جمرة بكائنا لحظة تواجه الحضور
ماذا ستقول يامحمّد ..أيها المقل الكتوم ..حدّ البكاء
إصعد المسرح وأنت تعلن شيئا مختلفا غير الجائزه ..إعلن براءتنا..التي أستلّت منا..
إعلنا بصريون طهرانيون حد الصوفية..وألأعتزال..والمحبة
ها انت محمد خضير..قامة إبداع وبساطة وحب..وتلك هي الجائزة..
جائزتنا نحن..كلما تأملنا وجهك الريفي البسيط..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعتراف والمكاشفة ....
- كتاب الصابئة المندائيون كنـزا ربا :قراءة في الكنـز العظيم..
- حول عشائر المثقفين.. مـراثـي..الياقات البيضاء
- جوقة الجنرال


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس