أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا















المزيد.....

تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 06:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الساعة الثانية والنصف ليلا بالقرب من القطب الشمالي .اليوم هو الثامن والعشرون من شهر شباط الموافق الجمعة .ذلك الليل القطبي المثلج يدعوني وسط سكينته أن أقرأ ما تيسر من ما ينشر في صفحات الانترنيت .إحدى أخر ما أبقيه من الصحف لأختم بها مسائي مستقبل الفجر الباهت البارد هي صحيفة الحوار المتمدن .

ربما لا تعرفني ولكن حسن الحظ أم سوءه لا أدري جعلني أعرفك منذ أيام كلية الآداب وحدائقها الغناء وعشق الصبايا ونرجسية الشباب وغروره .دع هذا جانبا فأنا كنت يساريا متحزبا وأنت على هامش البحث عن النساء أكثر من كونك تهتم بالشأن السياسي .ربما علاقتك بالشعر والأدب أوقعتك في شرك السياسة ووضعت الأغلال في معصميك لتقودك نحو مركز إدارة مجلة تعنى بتنشئة الطفل وتربيته.أعتقد أن ذلك المركز كان أثقل من دين عليك و أكثر من فيلق قتال وعد في أدب البعث الفاشي أهم من فوهة مدفع.لا أدري أتشاركني هذا الرأي أم تراك تركت مهمة تقدير ذلك للآخرين .رئاسة تحرير مجلة تعني بتربية أجيال من الأطفال مهمة بالغة التعقيد وتستحق جهد فائق ومتميز وربما يتحمل صانعيها ثقل وتبعات ما يحدث بعد ما ينشأ ذلك الجيل ليتحدث عن الدم والحرب والبندقية والقائد الضرورة وسيف القائد وعطف القائد ورداء القائد وقلم القائد ووووو المئات بل الآلاف من شيم القائد وكذلك يقف هذا الطفل النجيب ليقرأ أناشيد رئيس التحرير عن رقة القائد وشهامته ووداعته.

ربما أن غواية المركز الوظيفي كانت تجعلك لا ترغب بالتفكير حينذاك (ببناء غد من أجل أجيال تنمو بلا عقد وحساسيات)) شيء من هذا يشي بجمال الطبع ولكنه يضمر عقدة خوف كان يمليها جو الرعب وقبله اهتزاز الكرسي .لا أريد أن أكون في سجال معك حول قضية فردية فأنت مثل آخرين اضطرتهم الظروف لعقد حلف ما تحت راية فاشية وهم الآن في وضع يستحقون فيه الرثاء أكثر من المحاكمة أن سمحت الناس وتغاضت عن جراحها وعن الخراب الذي طال النفوس.ولن أناقش فيك روح الشاعر النرجسية الشفافة ولا أيضا هواياتك الأخر. ولكني أتحدث عن مسؤوليتك الأخلاقية والأدبية في تشويه فكر الطفل. وفي حديثي هذا لا أريد الطعن بك أو الدعوة لأدانتك وإنما أبتغي الوصول معك الى حل يرضيني ويرضي آخرين على معرفة بتأريخك وسيرتك الشخصية ويرضيك أيضا.ولا أريد أن (أؤلب عليك العداء والقطيعة ) مثلما تمارسها أنت فيما بين السطور لتمرر شكواك عبر تأليب الآخرين على بعضهم البعض ولم تكن مقالتك الأخيرة هي الأولى التي تذهب بذات الاتجاه فقد كنت نشطا وأنت تلج عالم النشر عبر صحف الانترنيت بعدما هدم جدار الوحشة وردم مستنقع الخوف.

.((.وحتى الوزارة بعد تشكيلها ..فلم يقرب الاّ أصحاب الولاإت الخاصة والحزبيين .. ..المثقفون في أسوأ حالاتهم اليوم..
يمارس عليهم الوان من الأهمال والتجويع..والأبعاد ..وتعلق لافتات أدباء الداخل..وتعلى لافتات
أدباء الخارج وهم في غربتهم الخضراء أو في مكاتب مجلس الأعمار ممن جاؤوا مع السيد بريمر ومساعديه ..منقطعين عن الحياة الساخنة..الآن ومن قبل..)).

بالرغم من أني أرى أن من تخاصمهم وتشكوهم اليوم يبزونك بالكثير من الحصافة .فهم يتقبلون نقدك الجارح وطعونك بروح رياضية وبابتسامة متعبة لا غير . دون أن يرسلوا شرطيهم ليطرق بابك أو جلادهم ليقطع لسانك أو سَياطَهم ليلهب ظهرك. ولا أراهم يذكروك بدرجتك الحزبية التي أحلت بموجبها على التقاعد.ومن شيمهم أن لا ينشروا أناشيد التمجيد التي تؤله القسوة وجنون الوحشية التي يقيمون طقوسها لخصومهم. ولا أخالهم يفكرون بقطع حصتك التموينية أو نهب راتبك التقاعدي مثلما كان يفعله رجال السلطة في عهد قائد مجد المقابر الجماعية في مواجهة المرتدين والمتأففين والحاقدين والمعترضين وحتى الحالمين بدثار من دفء لعائلة تنام مطمئنة دون أن يكون راعيها في عداد قوائم الجيش الشعبي التي يدبجها (الرفيق الجار) من أجل أن يستثنى عن الذهاب لجبهات الحرب.

سيدي العزيز : أن تود أن تستمر اللعبة دون أن تفقد صبرك وكأنها لعبة عض الأصابع .وتختار طريق المناورة للبقاء أو الإبقاء والاحتفاظ بما جاد به الزمان عليك في عهد المقابر الجماعية التي كانت حتما من نعم القائد الذي مجدته القصائد وأناشيد الأطفال، فأن تلك قسمة غير منصفة وغواية لا تليق بمن يريد أن يكاشف وينزع عنه أدران عهد شارك فيه عبر وظيفة عدت أهم من مركز وزير المواصلات أو الإسكان والتعمير .وأيضا أخالك تتحزب لمنطق العشيرة والرفقة فتحصر خيار المكاشفة والاعتذار لخصومك من السياسيين والمثقفين وتعد الاعتذار لهؤلاء أولى من غيرهم ولذا تستنكف أن تقع تحت طائلة المكاشفة لغير هؤلاء .ربما أنت اليوم متعب وهدتك فعلة بريمر لأنه أحالك على التقاعد وشاركه البعض بالاستغناء عن خدماتك في أهم وزارة بعد وزارة الدفاع وهي الأعلام وفي اخطر مركز قيادي وهو توجيه وتربية الأطفال وغيرها من المراكز الدعائية الأخرى.ولكني كنت أنتظر منك ومن الآخرين تذكر وأنصاف العشرات من المثقفين العراقيين في الداخل الذين قتلوا وغيبوا أو أجبروا على الصمت خلال محنة وخراب حكم حزب البعث الفاشي وليس دس السم بالعسل والتحريض على الخصومة من خلال التشكي والعتب.كنا ننتظر منك الحديث عن طرق التخريب للثقافة والذوق العام التي مورست في وزارة الأعلام ،عن المؤامرات والطعون والإغواء والقسر الذي تعرض له المثقف كي يكون جزأ من آلة السلطة الفاشية.

سيدي العزيز توكل وأحسم أمرك وحدثنا عن خطورة مركزك الوظيفي وعن المهمات والواجبات التي كانت ملقاة على عاتقك والأهم في الأمر الحديث عن غواية المركز الوظيفي والغوايات الأخرى التي تدفع المرء لتدبيج قصيدة التمجيد .حدثنا بإفاضة عن سبل وأسباب الصمت والقسوة.حدثنا عن عمليات الابتزاز والترهيب التي مورست ضد مثقفي الداخل .لا نريد أن تعتذر للحزب الفلاني ولا للشخص العلاني وليس المطلوب منك المكاشفة معهم بقدر ما مطلوب منك والآخرين أن تنفض عن روحك الإحساس بالذنب وأن تضع المشاعر والأحاسيس بين يدي أبناء شعبك وبالذات أهالي الضحايا والمعاقين والمعذبين والفقراء والأجيال الثلاثة من أطفال العراق الذين شبوا وتربوا تحت وطأت التضليل الفاشي وعبر ضخ المعلومة الكاذبة والتلفيق من خلال مجلتي (المزمار ومجلتي ) للأطفال والتي كان لك فيهما المشاركة والريادة.حاول أن تمسح عن كل هؤلاء غشاوة الفعل والتقول عن بطولة القائد والمبادئ الريادية الوطنية لحزب البعث وفي هذه الأخيرة ربما سوف تكون مترددا لأسباب جاءت عقب تخرجك من كلية الآداب ولكنك والحق يقال كنت كريما في إسباغ أرذل الصفات على(( أب الطفولة العراقية)) وصاحب المقابر الجماعية في مقالك الأخير .

أختم بالتحية وأنتظر منك أن تهمل الاعتقاد بأن من شارك في بناء وكر الأفاعي عليه الاعتذار فقط لمن يوازيه في المكانة الوظيفية أو الحزبية .فالمصالحة مع الأخريين والوطن تتطلب التخلي بالمطلق عن البحث في الطرق الجانبية والملتوية .ومصالحة النفس ومصارحتها بدأً خير من استعمال الهجوم على الأخرين للاعتذار عن الذنوب.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتذكر دائما عار المقابر الجماعية
- من أصدر القرار 137 ومن سمح بتمريره
- عن موت المؤسسة العسكرية العراقية
- بانتظار أن يغرد الفأر مثل البلبل
- صديقي الذي ودعته دون أن أدري
- فأر من هذا الزمان
- لن تعود الخطوات الى الوراء
- لعنة المومياء الرامبوسفيلدية
- رمضانكم أسود أيها البعثيون
- العلم والنشيد الوطني العراقي
- مأزق العراق الحاضر
- لا مكان للنازية في شوارعنا
- الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة
- لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير
- المبرر الأخلاقي
- لوحة في المشهد العراقي ـ عودة صدام
- مصيدة الحكومة المؤقتة
- البحث والتوثيق لأسلحة الدمار الشامل الداخلية
- يوم عظيم ليس ككل الأيام ولكن …
- استدراج الكارثة …. استجداء الاحتلال أنها حروب الطاغية وليست ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا