|
ولاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 05:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عنوان المقال هو الاية 23 من سورة الكهف اما الاية 24 من نفس السورة فانها تبدا( الاان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت وقل عسى ان يهديني ربي لاقرب من ذلك رشدا) 0 الذي يعنينا في هذا هو الاية 23 وبداية الاية 24 ( الا ان يشاء الله00) لانها في صلب الموضوع الذي نريد ان نتطرق اليه0 جميع التفاسير تقريبا متفقة حولها ولايوجد خلاف وتفسيرها اي لاتقولن لامر عزمت عليه اني سافعله غدا الا اذا قرنته بالمشئية فقلت ان شاء الله0 قال ابن كثير سبب نزول الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن قصة اصحاب الكهف قال (غذا اجيبكم) فتاخر الوحي خمسة عشر يوما(طبعا لانه لم يقل ان شاء الله)0 وكذلك يورد المفسرون قصة عن النبي سليمان حيث ابتلاه ربه حين قال لاطوفن الليلة على تسعين امراة تلد كل واحدة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله0 فقال له الملك قل ان شاء الله فلم يقل وطاف على تسعين امراة يجامعهن0 وماالذي حصل؟ اتت واحدة منهن بشق انسان0 حتى يفهم عباد الله ان الامر امره وان الانسان مهما بلغ في المرتبة عند الله تعالى والوجاهة فانه لامفر له من امر الله0 ( لااريد ان اعلق على قوة النبي سليمان عندما جامع تسعين من نسائه الغير معروف عددهن ولماذا اختار تسعين في حينها هل لانهن في حوزته تلك الليلة وكيف كانت الليلة الواحدة تكفي لمجامعة تسعين امراة وهل هذه الليلة تعادل 90 يوما من ايامنا بافتراض ان الانسان يستطيع في كل يوم ان يجامع امراة ( وانا لست منهم) الذي يعنينا من الامر هو كلمة ان شاء الله فهذا النبي محمد تاخر عنه الوحي 15 يوما لانه لم يقل ان شاء الله وكذلك النبي سليمان اتت امراة واحدة من نسائه بشق انسان لانه لم يقل كلمة ان شاء الله) نعود لموضوعنا جميع المسلمين اعتادوا على هذه الكلمة 0 المومن منهم والغير مومن واصبحت عادة وكلمة دارجة على لسان الجميع دون اية فائدة منها بالنسبة للمسلمين طبعا لان غير المسلمين لايقولون ان شاء الله انما يفكرون ويخططون وينفذون في كل يوم من ايام حياتهم حتى الثانية عندهم بحساب ولقد وصلوا الى كل مايريدون بدون ان يتفوه اي واحد منهم بكلمة ان شاء الله ولكن يبدو ان المسلمين توارثوا اشياء من الصعب عليهم ان يتخلصوا منها نتيجة ماقرءوا من تفاسير بليدة ولم يستعملوا عقولهم حولها0 منذ 1400 عام ونحن نقول ان شاءالله ولكن ماذا قدمت لنا هذه الكلمة العظيمة عند المسلمين طبعا حسب قولهم 0 من ينظر الى حالنا ويقرا تاريخنا سوف يصاب بالسرطان او سوف يلجا الى مستشفى المجانين ويدخلها ولايخرج منها ابدا0 الامم العظيمة قديما وحديثا لم تقل اية واحدة منهن كلمة ان شاء الله0 قبل الاسلام وبعد الاسلام0 والحياة ملئية بحضارات لازالت اثارها باقية حتى اليوم ولكن اريد ان اقول اين حضارتنا ونحن نقول ليل نهار ان شاء الله 0 اين اثارنا؟ اين عظمتنا؟ اين ماهو مشرف لنا في تاريخنا وفقهنا؟ ماذا قدمنا للعالم وماذا نقدم اليوم؟ هل فقط الفتاوى المخزية والمخجلة والفضائيات المسمومة هو عطاءنا؟ هل المذابح بين الشيعة والسنة اتت لنا لاننا نقول ان شاء الله ؟ هل تناحرنا وفرقنا وطوائفنا ومللنا وضعفنا وعجزنا وفقرنا وتخلفنا واميتنا لاننا نقول ان شاء الله؟ اليس كل فعل مقرون بالمشئية فهل كانت مشئية الرب ان نصل الى الدرك الاسفل في كل شي لاننا نقول ليل نهار ان شاء الله؟ حتى الذي يريد ان يقتل اخيه الانسان يقول ان شاء الله0 والشي الغريب الذي يلفت الانظار حقا فهو ماورد من تفسير لهذه الايات وعلى موقع الشيخ ابن عثيمين( ولاتقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا)0 الا قولا مقرونا بمشئية الله لان منه فائدتين عظيمتين0 الاولى الله ييسر الامر له حيث فوضه جلا وعلا0 الثانية ان لم يفعل لم يحنث0 اي اذا لم يقل ان شاء الله لايقع عليه شي وقد اختلفوا فيها كعادتهم وخلافهم في كل شي0 ثم يقول صاحب الموقع فيستفاد من قوله اني فاعل انه لو قال سافعل هذا على سبيل الجزم بوقوع الفعل فان ذلك لايلزمه ان ياتي بالمشئية يعني لو قال لك صاحبك هل تمر علي غدا؟ فقلت نعم ولم تقل ان شاء الله فلا باس لان هذا خبر عما في نفسك وما كان في نفسك فقد شاءه الله فلا داعي لتعلقه بالمشئية0( التعليق) يبدو لي ان الغرب الكافر الذي لايقول ان شاءالله فعلوا كل شي وحققوا كل المعجزات وكل الاكتشافات التي استفادت منها البشرية لانها كانت في انفسهم وما كان في النفس فلاداعي لتعليقه بالمشئية0 اما نحن اصحاب ان شاء الله فلم يكن في انفسنا غير الحقد والكراهية والضغينة والحسد والقتل وكل شي يتنافى مع الطبيعة البشرية0 )0 وكذلك يقول الموقع في شرح الايات أما ان اردت انه سيقع ولابد فقل ان شاء الله( اليس هذا تناقضا رهيبا) ؟ اذن كيف تسنى للامم غير امة الاسلام ان وقع لهم كل شي وحصل فعلا ولكنهم لم يقولوا ان شاء الله؟ ثم يقول وجه ذلك( اي الاختلاف بين المعنيين السابقين) ان الاول خبر عما في قلبك والذي في قلبك حاضر الان وأما انك ستفعل في المستقبل فهذا خبر عن شي لم يكن ولاتدري هل يكون او لايكون( ماذا يريد ان يقول لنا الشيخ الجليل) ثم يقول انتبهوا لهذا الفرق0 اذا قال الانسان ساسافر غدا فان كان يخبر عما في قلبه فلا يحتاج ان يقول ان شاء الله لماذا؟ لانه خبر عن شي واقع ؟؟ ( اذن ماذا في قلوبنا نحن ومنذ ان تعلمنا كلمة ان شاء الله وماذا في قلوب الاخرين الذين لم يتعلموها ولم يعرفوها ؟ اليس هذا شي محير حقا ؟ ماهي الفائدة من كل هذا ؟ ماذا يريد ان يقول لنا مفسر الايات وماذا يريد منا ان نتعلم وماذا يقول للذين لايقولون ان شاء الله وفعلوا كل شي للبشرية؟ ثم يقول اما اذا كان يريد بقوله ساسافر انني سأنشيء السفرواسافر فعلا فهنا لابد ان يقول ان شاء الله ثم يستطرد فيقول ولهذا كانت الاية الكريمة( اني فاعل00) ولم تكن اني سافعل بل قال اني فاعل 0 فلا تقل لشي مستقبل اني فاعله الا ان يكون مقرونا بمشئية الله0 انتهى( قد اصاب بالجنون 0 اذا لم استطع ان افهم ماذا يريد ان يقول لنا مفسر الايات فهذا ليس معناه انني قد ابدو غبيا او انني على ملة الكفر التي سوف تلحقني جراء عدم فهمي واستفساري عن معنى هذه الايات0 ماهو الفرق حقا بين اني فاعل واني سافعل؟ اذا كان هناك حقيقة فرق عظيم؟ لايمكن ان يتحقق لاي شخص او لاي امة ماتريد اذا قالت اني سافعل الا ان واقع الحياة منذ نشاتها يثبت عكس كل كلام المفسر في تفسيره للايات المذكورة وقد قلنا سابقا كل الذين صنعوا امجادهم من غير المسلمين لم يقولوا ولن يقولوا مستقبلا ولم يفرقوا بين اني فاعل واني سافعل0) مع العلم لم اجد اي تفسير يقول لو انك قلت ان شاء الله سوف يكون لك ثواب عند ربك عند ذلك سوف نجد عذرا للمسلمين انهم يريدون ان يزيدوا في ميزان حسناتهم حسنات اكثرلعلهم يعوضوا عما فاتهم في دنياهم في اخرتهم الموعودين بها مع الجواري والحسان وانهار الخمر واللبن والعسل وفاكهة ولحم طير مما يشتهون00 اتمنى ان ننظرالى امور دنيانا بنظرة اكثر واقعية وان نفكر ونخطط لما نريد وان نحاول ان نحسن من واقعنا ولو بقدر شعرة لانني بصراحة اجد نفسي لاافرق بين اني فاعل واني سافعل وماهو مغزاها لانها لاتقدم ولاتوخر في واقعنا اي شي مهما قلناها0 علينا اللحوق بقطار العلم والتقدم لانه السبيل الوحيد لكي نعيش حياة راقية متحضرة متمدنة بعيدة عن الاوهام التي ملات رؤوسنا بدون اي فائدة تذكر0 اتمنى ذلك0
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث كل مولود يولد على الفطرة
-
في نقد الفكر الديني0 رياض العصري0
-
من كتاب حصانة المقدس عباس عبود دين مقدس 2
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|