أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - الرجل الأسود في البيت الابيض















المزيد.....

الرجل الأسود في البيت الابيض


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم انتهى ماراثون الانتخابات الامريكية ، وتوّجت الأمة الامريكية المرشح الامريكي الافريقي الاصل أوباما رئيسا لها لدورة انتخابية جديدة. سباق البيت الابيض الأمريكي أنتهى بفوز كاسح على منافسه الجمهوري جون ماكين، وبه سيدخل أوباما عرين الرجل الأبيض من بابه الواسع ويؤشر الى دخول الولايات المتحدة حقبة سياسية وأنسانية جديدة.
اوباما، المولود عام 1961 في هاواي الامريكية من أب كيني افريقي وام امريكية بيضاء توفيت مبكرا على أثر أصابتها بالسرطان ، أنهى ماراثون المنافسة الحزبية و فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية بعد منافسة شرسة مع السناتور هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة.
واليوم كانت الامة الامريكية على موعد مع إستحقاقها الديمقراطي ، بعد أن كثر المشككين في إمكانية فوز الرجل الاسود لرئاسة امريكا العظمى! نعم لقد شكّ البعض في فوز اوباما بحجج لاتخلو من الاسطوانات المشروخة وليس أشهرها " العنصرية الامريكية ، والديمقراطية الزائفة، والتشكيك بأصل وديانة الرجل، وارتباطه باللوبي الصهيوني.. وملل وسأم الامريكيين الدائم .. الخ" .
لقد رقص أوباما وعائلته بعد أن فاز وبجدارة تامة في انتخابات شفافة لم ترافقها تعقيدات الانتخابات السابقة وخصوصا في ولاية جورج بوش الأبن ألاولى ، وهذا يدل ايضا على ان الامة الامريكية كانت واعية لمصيرها للإنحياز الى برنامج الرجل الامريكي الأسود الذي لخصه ب " التغيير" ، بينما كان غريمه الجمهوري ماكين يصر على ارجاع امريكا الى امجاد لا تسرّ الامريكان كثيرا، فكان شعاره" الوطن أولا "، الذي لم يعد يجدي وراء الرغبة الكونية في التغيير .. نعم التغيير ما تحتاجه أمريكا كما قال أوباما.
فوز السيناتور الامريكي الاسود وضع حدا كبيرا لكل الذين شككوا في الاصول الديمقراطية الغربية، والامريكية على وجه التحديد. ولست هنا بموضع الدعاية لهذه الديمقراطية ومناقشتها بما لها وما عليها ، ولكني اريد أن اشير الى مستوى النضج الشعبي والرسمي في أمريكا، مجال تحديد اللحظات الفاصلة في تاريخ الشعوب .
على المستوى الشعبي أعطى الناخب الامريكي لإدارة بوش الجمهورية 8 سنوات لكي تنجز ما انجزته داخليا وخارجيا، وهذه المدة كانت كافية تماما للإنحياز الى المشروع الوطني الذي يمثل الحاجات المستجده للامة الامريكية ، وهو ما فعله الناخب الامريكي بجدارة وأقصى ماكين وحزبه .. وأما النضج على المستوى الرسمي فيتمثل في قبول الطرف الثاني نتيجة الإنتخابات بروح المسؤولية العالية والاقرار بها ..
هذان العاملان هما اللذان يمكن طرحهما على التجربة الديمقراطية العراقية بوصفها " تجربة فتية " .
بعد أن دخل الشعب العراق في خانة الخيار السلمي ، وأختارت الاغلبية هذا المسار فلابد من السير به وبوصفنا مرتبطين شرطيا بنتائج الانتخابات الامريكية أيضا. .. ولكن!! وغالبا ما تحمل هذه ال"لكن" مصائبها !!
نحن نعيّ تماما الفرق الزمني والحضاري بيننا وبين الشعوب الاخرى في التجربة السياسية الديمقراطية ، ونحن ايضا لا نجهل قيمة أنفسنا وموقعنا المتواضع جدا في المجال ، وهذا ليس عيبا ابدا نتيجة لظروف داخلية وخارجية معروفة ولست بصدد مناقشتها الان.
كذلك نعلم ما يحمله السياسي العراقي من أمراض العصور البائدة في الرغبة في التملك والاستحواذ على السلطة والقدرة والقوة معا .
لذا فأن الدرس الأمريكي الجديد سيكون مفيدا للجميع لتعلّم ما يمكن تعلّمه في كيفية ونوعية أيصال العملية السياسية الى بر الامان ، والعمل على إنضاجها داخليا من خلال الاستفادة الواعية والطوعية من المتغيرات التي تحصل في المحيط الخارجي، ولاسيما في قلب الدولة الراعية الاولى للعملية السياسية في العراق ، قبل أن يأتي اليوم الذي نقبل به بالحلول المستوردة جدا وبالعصا أيضا، كما حصل مع نظام العهد البائد.
الدرس الامريكي درس يتكرر على مستوى المسؤولية الرسمية والشعبية ، وعلى"السادة" والمسؤولين في الحقل السياسي العراقي ان ينتبهوا الى ما أفضت اليه النتائج الشعبية وكيف تم احترامها والتسليم بها ، وهذه هي أول ابجديات العملية الديمقراطية التي تتبجح بها الاغلبية في العراق وتنتصر لها النخب السياسية العراقية عموما، وارجو ان لا يتوهم احد من ان امريكا سوف تتحول الى حمل وديع جدا وتغير من سياساتها وبرامجها العسكرية والاقتصادية والسياسية الخارجية بدرجة كبيرة ، لان امريكا لها ثوابت تكاد تكون مقدسة ، ولا يهم من الذي يجيء لدفة إدارتها ، اسود ام ابيض .
الدرس الذي اركز عليه هو ماذا تعنينا هذه العملية؟؟
نحن في العراق أحوج ما نكون الى إدارة متفهمة وواعية وناضجة لمعنى التغيير الذي حصل بعد إزاحة العهد الديكتاتوري البائد، فالشعب العراقي لايمكنه ان يبقى مختبر تجارب لعقائد و" استخارات" ونزوات الحقل السياسي ونخبه الجديدة! لايمكن للعراقي ان يكون ضالا" بين فتاوى السادة ، وشطحات المسؤولين"! .
آن الاوان لكي ينتبه الجميع الى أهمية السير بالعملية السياسية بعد التغيير ووضعها في مسارها الصحيح ، المسار الذي يحد ثوابته الدستور، المحميّ بقوة قانون لتطبيقة ، وبقاعدة جماهيرية واعية للدفاع عن مكتسابها دون النظر من أفق ضيق ومحدود، مهما كانت مسوغاته .. وعلى النخب السياسية ان تعي ديمومة وجودها في قيادة العملية السياسية ليس مرهونا بمباركات آنية من أغلبية جاهلة أو فتاوى دينية أو تمريرات غير قانونية للفوز بنتيجة الانتخابات سواء كانت على مستوى البرلمان أو على مستوى المجالس المحلية أو غيرها ..
ان وجود الاحزاب السيسية والكتل مرهون حقا ببرامجها الاستراتيجية ومصداقيتها ونزاهتها ووعيها ونضجها في تقبل الاخر ..
اليوم الامة الامريكية قدمت درسها للعالم في أختيار الرجل الاسود الذي كان محروما من ممارسة حق الانتخاب والسير في شوارع البيض والجلوس معهم في ذات الباص وذات المطعم . فلابد لنا ان نستفيد من شفافية هذا الدرس على المستوى الشعبي بضرورة الانحياز الى التغيير تماما، والى المستوى الرسمي بضرورة تقبل النتائج مهما بلغت وطأتها على "كراسي" الساسة والسادة معا .



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن أم حلم .. منفى أم منأى ؟
- عسل السماء وزرّقة الفلاسفة
- المسيحيون والإشارات الإلهية
- ما يقوله التاج للهدهد
- شعراء الحروب
- محمود درويش .. ضوء أدونيس .. ودرس الموت
- شعراء أم جلادون ..؟حبال صوتية .. أم أعواد مشانق؟
- ماخُرم من اللوح
- حوار مع الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي
- أيامي تسير أيضا
- المكتبة.... خزانة الألم والمعرفة
- صالح المطلك العروبي ومنظمة خلق الصفوية
- محمد غني حكمت وغياب الحكمة !!
- حوار مع الكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- قراءة لقصيدة- جاؤوا من تخوم الكلام- للشاعر وديع شامخ
- شعراء الخراب-الحلقة الأولى-عبد الرزاق عبد الواحد ودموع التما ...
- لم أقصد الطوفان ... انها دمعتي على فأس الحطّاب
- الحكمة .. بعد خراب البصرة
- (أم البروم)
- رعد عبد القادر ... شاعر توسَّد الموت وفوق رأسه شمس


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - الرجل الأسود في البيت الابيض