|
أوباما والعراق!
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:35
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
كلمات -221- إنتهت الحملة الإنتخابية الأمريكية بعد سنتين من السباق المحموم إلى البيت الأبيض، وفاز المرشح الديمقراطي أوباما فوزا ساحقا على منافسه الجمهوري جون ماكين، بـ (306 صوتاً مقابل 145 صوتاً)، احتل الديمقراطيون مجلس الشيوخ!، الرئيس الرابع والأربعون، هو أول أمريكي من أصول أفريقية يقود سياسة البيت الأبيض، وكان الوضع في العراق حضي على نسبة 10% من أصوات الناخبين، و 9% عن قضايا الإرهاب والتأمينات الصحية، وصوت لأوباما النساء والشباب والسود، ومني اليمين الجمهوري بهزيمة ماحقة! رفعُ الشعارات في الحملة الانتخابية غيرها في أرض الواقع، فثمة استحقاقات انتخابية خارجية وداخلية تنتظر أوباما، الذي رفع شعار التغيير في حملته الانتخابية، داخليا تعصف الأزمة الاقتصادية بالولايات المتحدة منذ أشهر طويلة، مايذكر بالكساد العالمي سنة 1930، انفجرت في شهر أيلول سبتمبر الماضي، وجعلت أسواق المال في العالم ترتعد فرائصها، بما كان لها من أثر بيَّن على اقتصادات أوروبا والعالم، حتى أن أحد الخبراء الاقتصاديين شبهها بانهيار قطع الدومينو، النهاية السوداء التي أوصلت الولايات المتحدة إليها سياسة الجمهوريين الفاشلة، الملف الأكثر أهمية بالنسبة للناخب الأمريكي، تلقفه الديمقراطيون وزعيمهم أوباما فرفعت شعبيته إلى نسبة 62%، بينما حضي ماكين بتأييد 33% فقط. قضايا كثيرة شائكة داخلية تعاني منها الولايات المتحدة : التأمين الصحي والهجرة السرية والاستنساخ وغيرها كذلك ملفات خارجية ساخنة تقف في مقدمتها قضايا مثل توسيع الحرب في أفغانستان، والانسحاب من العراق، وملف إيران النووي، والحرب على الإرهاب، وكانت أولى طروحات أوباما، ربما دغدغت مشاعر الكثير من الأمريكيين الرافضين للوجود الأمريكي في العراق، ردا على اتهامات ماكين له بافتقاد الخبرة الكافية، قال أوباما: "لا أفهم كيف انتهى بنا الامر باجتياح بلد لا علاقة له باعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001"، في إشارة الى حرب العراق. وإنه "يريد إسدال الستار على الحرب في العراق التي "تصرف انتباهنا عن كل تهديد محدق بنا." لقد نجحت الولايات المتحدة في إسقاط أعتى نظام دموي في الشرق الأوسط، وتثبيت حكومة منتخبة وموالية لها، وسيطرت على مخزون النفط العالمي، دمرت بنية الإرهاب في العراق، أنهت التهديد الذي كانت تشكله اسلحة الدمار اشامل، الكذبة الكبرى والسبب الرئيس لاحتلال العراق، مررت رسائل إلى الأعداء المحتملين للولايات المتحدة حول قوتها العسكرية في المنطقة، بما توفره من سقف الحماية للدول الحليفة، وإمكانية الهجوم على أية جهة تهدد المصالح الحيوية للولايات المتحدة، عملت على نشر راية الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات في العراق، ولو أنها في بداياتها ماتزال تحبو، ولكنها البداية، وكأي غزو في التاريخ.. نهبت المليارات والآثار وغيرها، هكذا هي الرأسمالية والقوة العسكرية الغاشمة دائما! في واقع الأمر أن أوباما عارض الحرب منذ عام 2002، أي حينما كان لا يزال سيناتورًا محليًا في إيلينوي، متعهدا منذ ذلك التأريخ، بوضع حد لهذه الحرب والبدء بسحب القوات الأمريكية "فوراً"، وكان معارضا لسياسة الجمهوريين على طول الخط، ولايسمح بإقامة قواعد دائمة في العراق. واضح أن قطار أوباما لايريد أن يتوقف في بغداد، بل رسم سياسة استراتيجية جديدة للأمن القومي، تضع الكثير من البدائل، ويبقى الكلام الأكثر وضوحا هو ماصرح به أوباما، خلال زيارته إلى بغداد في شهر تموز الماضي، ولقائه برئيس الوزراء نوري المالكي، وتعهده بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، بعد وصوله إلى البيت الأبيض بـ 16 شهرا..أي بحدود سنة 2010، وكان المالكي شجع أوباما على ذلك، وأبدت النخب السياسية العراقية - رغم الانقاسمات فيما بينها - ارتياحها لهكذا طروحات، فمن السياسيين يريد التسريع بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، ولاسيما الأحزاب ذات الصلة بإيران وأجنداتها في العراق، ومنهم من يتخوف من ذلك لنشوء فراغ أمني، لاشك أن إيران ستملأه بعد الانسحاب، مايعني عودة الأوضاع في العراق إلى المربع الأول، بدخوله مرحلة جديدة من الفوضى المضاعفة! أرى أن عددا من الكتاب والمواطنين العراقيين متفائلين بفوز أوباما، يرد مواطن عراقي أسباب تفاؤله إلى أن أصول أوباما إسلامية، ولاشك أنه سيتفهم أوضاع العراق الاسلامي تحت الاحتلال!، وكاتب يفضل أوباما الديمقراطي لما لقيه الشعب العراقي، على أيدي سياسة الجمهوريين اليمينية الفاشلة، يقينا فإن السياسة الأمريكية تصدر عن مقولات واحدة هي الشركات ورأس المال، ووضع مصالحها الاستراتيجية على رأس أولويات سياستها وهي خطوط حمراء، سواء فاز مكين أو أوباما، وعلى النخب السياسية العراقية والحكومة أن تعمل على وضع مصالح الشعب العراقي، في أولوياتها هي أيضا، بعد توحيد خطابها الوطني وتخليصه من الأطر الحزبية والطائفي الضيقة، وتستثمر فوز أوباما لصالحها. من هنا لابد من إيجاد خطاب جديد لصياغة مفهومات تبادل المصالح بين البلدين، ومفردات تقع في صميم الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، واستثمار فرصة الصداقة والمصالح المشتركة، على الأصعدة السياسة والاقتصادية والأمنية وجهود إعادة الاعمار، وبما يحفظ وحدة العراق وسيادته وأمنه وحصوله على استقلاله كاملا، ليعيش أهله سعداء مرفهين، في بلادهم ومن ثرواتهم النفطية وغيرها، هذا هو مايريده العراق من أمريكا أوباما، بعد أكثر من خمس سنوات من سياسة أمريكا بوش الكارثية في العراق، وأختم بكلمة السفير الأمريكي كروكر ببغداد في حفل صغير بمناسبة فوز أوباما (قطع العراق اشواطا كبيرة في فترة زمنية قصيرة في مختلف المجالات السياسية والامنية والمجالات الاخرى، وهاهم العراقيون يخوضون معركة كتابة تاريخهم مثلنا، وأن مثل العراق مثل امريكا سينجز اشياء عظيمة .. سيقوم بتحقيق تلك الاشياء من الانتخابات المقبلة في العام 2009 ...
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنزال جوي في شارع الحبوبي.. ومقتل قائد القوة المهاجمة على يد
...
-
فتاوى شرعية في محطة كهرباء الناصرية!
-
مايزال زعماء الشيعة والأكراد يبددون ثرواتنا الوطنية!
-
اليعقوبي مرجع ديني أم سياسي أم نفطي!؟
-
الحل في البرلمان وليس في الفاتيكان!
-
كلمات -215- لا لتأسيس مجلس الإسناد في محافظة ذي قار!
-
لماذا تلجأ إيران -الاسلام- إلى تفخيخ وسائط النقل في الناصرية
...
-
بعض من علل السياسة الخارجية العراقية!؟
-
لماذا المزايدات على زيارة السيد مثال الآلوسي إلى إسرائيل!؟
-
صحوة عراقية ضد الارهاب الجديد : وباء الكوليرا!
-
مطلوب توسيع عمل كتلة (22 تموز) في البرلمان العراقي
-
أمام أنظار دولة رئيس الوزراء : إنقذوا حياة الشاعر حيدر عبد ا
...
-
كلمات -2008- الأحزاب الاسلامية والمسيرات المليونية ويوميه هر
...
-
كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية
-
الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
-
ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
-
دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
-
أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ
...
-
صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
-
التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|