أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - السود سيسودون في العالم !














المزيد.....

السود سيسودون في العالم !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلك هي نبوءة العقيد معمر القذافي : السود سيسودون في العالم ! هل كان العقيد القذافي يعتقد أنه في اليوم الخامس من شهر تشرين الثاني / نوفمبر سيدخل رئيس أسود الى البيت الأبيض في أكبر دولة في العالم ، أم كان يعتقد أن الأفارقة السود الذين ظلوا مضطهدين على امتداد العصور سيكون لهم شأن بعد أن يكونوا هم قد تخلصوا من الاستعمار الحديث الذي لا زال ينهب بخيراتهم ؟
لقد شكل انتصار باراك أوباما أكبر هزيمة في التاريخ للبيض العنصريين رافعي شعار الميز العنصري السيء الصيت ، سواء أكانوا هؤلاء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في أوربا ، كما شكل هزيمة كبرى لقوى اليمين الجديد الذي صعد الى الحكم في أمريكا بقيادة جورج بوش الإبن كذلك ، وقد تجسدت هذه الهزيمة النكراء من خلال النسبة العالية من الأصوات التي حصل عليها المرشح الأسود عن الحزب الديمقراطي ، باراك أوباما ، بعد أن حاز على 349 صوتا مقابل 162 صوتا لجون مكين ، وهي نسبة ما كانت متوقعة أبدا من قبل أولئك الذين ظلوا يراقبون سير الحملة الانتخابية الأمريكية عن كثب ، أو أولئك الذين حرصوا على متابعة ما كانت تعلنه مصادر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية ، تلك المصادر التي حصرت الفارق بنسبة قليلة بين المرشحين .
ورب سائل يسأل : لماذا كان الفارق كبيرا والى حد وصل فيه هذا الفارق الى الضعف في تلك النسبة مثلما تشير الى ذلك لغة الأرقام ؟ ثم لماذا هذا الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع من قبل الشعب الأمريكي الذي اصطف في طوابير طويلة ، ولساعات عديدة ؟
قد يقول قائل : إن السبب في ذلك هو السياسة الاقتصادية التي اتبعها فريق الرئيس المنصرف جورج بوش في منح السوق الرأسمالية الأمريكية حرية دونما حدود أدت في نهاية المطاف الى كارثة مالية لا زالت تطوق العالم بأسره في حدة روعها ، ونتائجها المدمرة ، وقد يضيف هذا القائل الى ذلك الحروب الغير المبررة التي شنت في أكثر من مكان بالعالم باسم الحرب على الإرهاب كتلك الحرب التي شنت على العراق وقبلها على أفغانستان ، وهما حربا قد أثقلا كاهل الخزينة الأمريكية بتواصل سيستمر الى ما بعد الساعة التي سيودع فيها جورج بوش عتبات البيت الأبيض ، ولكنه وداع من دون ذاك النصر الذي طالما وعد الرئيس بوش الناس في أمريكا بتحقيقه .
وربما يضيف القائل الى ذلك أن الأزمة المالية والحروب التي شنت باسم الحرب على الإرهاب أديا الى ضعف القدر الشرائية لدى الكثير من المواطنين الأمريكان مما دفع بهم الى أن يصوتوا لصالح مرشح هو باراك أوباما الذي وعدهم بالتغيير نحو الأفضل ، ثم يضيف هذا القائل صور نعوش جنود الأمريكان التي كانت تأتي الى المدن الأمريكية من ساحات القتال في العراق وفي أفغانستان ، والتي تسببت بمعارضة الكثير من الأمريكيين لسياسة اليمين الجديد الحاكم بقيادة جورج بوش الذي ظل يبحث عن نصر في حروبه تلك دون أن يعثر عليه ، حتى أن السيدة كوندليزا رايس ما عادت تتذكر مصطلح : الشرق الأوسط الجديد الذي تغنت به كثيرا مثلما تغنت به وسائل الإعلام الأمريكية بعدها ، وذلك قبيل وفي غضون الحرب التي شنت على العراق ، البلد الذي أفقرته تلك الحرب ، وصار الناس فيه يموتون بالآلاف في مجزرة مستمرة تأبى الوحوش أن ترتكب مثلها ، مثلما صار الكثيرون في العراق ذاك يعيشون تحت خط الفقر ، ومع ذلك فهم على موعد مع (الإجراءات المؤلمة) التي بشر بها وزير المالية ، صولاغ ، من العاصمة الأردنية بعد أن تلقى درسا جديدا من ممثلي صندوق النقد الدولي الأمريكي .
أقول : كل تلك الأسباب التي استعرضتها من قبل فيها الكثير من الصحة ، ولكن هناك أسباب أهم منها تجلت بوضوح خلال الحملة الانتخابية الأمريكية التي خاضها باراك أوباما الديمقراطي الى جانب جون مكين الجمهوري ، والأسباب الأهم هذه تتجسد بنمو الطبقة الوسطى في المجتمع الأمريكي في السنوات الأخيرة ، وهي الطبقة التي تضررت كثيرا من جراء سياسة السوق الرأسمالية العبثية التي توجت بالأزمة المالية الرأسمالية التي ما زالت قائمة الى الساعة التي تكتب بها هذه الحروف ، وهذا ما دفع أغلب الناس في تلك الطبقة الى أن يضموا أصواتهم الى أبناء الطبقة المعدمة والفقيرة ، وهي طبقة يتوقع لأبنائها المنحدرين من أصول غير بيضاء أن يشكلوا الأغلبية في المجتمع الأمريكي في حدود سنة 2042 م ، بينما سيعود البيض ،الذي يشكلون الأغلبية في الوقت الحاضر، الى أقلية في حدود ذلك التاريخ ، ولهذا السبب نجد أن مرشح الرئاسة الأمريكية باراك أوباما قد قام بمغازلة الطبقتين المذكورتين أثناء حملته الانتخابية واعدا إياهما بتحسين أحوالهم المعيشية ، ومتحدثا لهم عن الضمانات الاجتماعية والصحية التي ينوي توفيرها لهم.
وعلى أساس من ذلك فإن باراك أوباما قد حصد أصوات أكبر طبقتين متضررتين من سياسات الجمهوريين في المجتمع الأمريكي ، وهذا هو السبب الرئيس الذي جعله أن يحوز على هذا الفارق الكبير في الأصوات مع خصمه جون مكين الجمهوري ، وهو السبب ذاته الذي دفع بتلك الأعداد الكبيرة من الأمريكيين الى مراكز الاقتراع على امتداد الخارطة الأمريكية .
وعلى الرغم من أن الحزبين : الحزب الجمهوري الأمريكي ، والحزب الديمقراطي الأمريكي هما حزبان قد ولدا من رحم الطبقة الرأسمالية التي عاشا ولا يزالان في كنفها طويلا ، لكن الحزب الديمقراطي الأمريكي أميل الى المهادنة الطبقية ، وربما يقترب في وعوده للناخبين بالضمانات الاجتماعية الى أحزاب ما يعرف بالاشتراكية الديمقراطية في أوربا ، وهذا هو مبعث سرور بعض من تلك الأحزاب في فوز باراك أوباما ، كما أن المهادنة الطبقية تلك هي التي حدت بخصمه ، جون مكين ، الى إطلاق صفة الاشتراكي عليه ، جون مكين هذا الذي يعد الابن المخلص للطبقة الرأسمالية الأمريكية التي لاحت طلائع الشيب في رأسها .





#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورطة يا صولاغ !
- جنون شاعرة*
- الدولة في خدمة الطبقة الرأسمالية
- بعد حرب الطوائف حرب العشائر !
- مقهى البوهة وحلزونية أزمات الرأسمالية !
- وحي الكلمات*
- يحرمون الغزو الثقافي ولا يحرمون الغزو العسكري !
- حين باع ملا صباح بقرته !
- متى يفهم العربي ما يقوله الأعجمي ! ؟
- النخيب ما بين عرب العراق وموالي أمريكا !
- ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية
- الأحزاب الكردية ترفع شعار البعث: من ليس معنا فهو ضدنا !
- الوزير ملا خضير يطلق النار على الطلاب
- مشاريع ذي قار
- احتجاج الموتى* !
- علموا أولادكم الخط والنط والشط !
- سطور عن أصوات نساء العراق العالية
- واقع التعليم في العراق والوزير ملا خضير
- ريكس الكلب الذي شمّ الحكومة*
- الإخفاق الأمريكي في مؤتمر الجوار العراقي بالكويت


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - السود سيسودون في العالم !