|
تربية الاطفال أقوى من أمتلاك ألاسلحة!
مازن فيصل البلداوي
الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 05:23
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
بداية هذا المقال،وددت ان اسأل الاخوات والاخوة القرّاء الذين سأتشرف باطلاعهم على المقالات التي أكتبها على صفحات هذا الموقع المتمدّن،لان رأيهم مهم جدا في توجيه الجهد المبذول للكتابة الى نواح اكثر اهمية من غيرها على صعيد المرحلة الحالية التي يمر بها العالم ومجتمعاته ونحن منها.....اذ ستكون اراهم محط شكر وتقدير راجيا منهم الاخذ بنظر الاعتبار الى اني أبتعدت عن التخصص واستخدام الصيغ المعقدة في كتابة المقالات المتعددة كي يستطيع اكثر القراء على اختلاف اطيافهم الثقافية ان يستنتجوا الهدف الرئيسي لكتابة المقال والا أكون قد فشلت أو بالاحرى لم يجدر بي كتابة ذلك المقال او هذا.
كما يعلم الجميع بان اللبنة الاساسية لبناء المجتمعات هو الطفل او الانسان في مراحل عمره الاولية،وانطلاقا من نقطة البداية هذه قامت المجتمعات الاخرى بالاهتمام ببناء شخصية الطفل وثقافته اعتمادا على برامج وأليات تعليم من قبل مجموعة من العلماء والباحثين المتخصصين كل حسب مجال تخصصه ليضعوا تلك البرامج وليتم على اساسها تعليم الاطفال تدرّجا وابتداءا من مرحلة رياض الاطفال وصعودا الى المراحل النهائية من فترات حياتهم الدراسية،مناهجا تولي الاهتمام المتعدد النواحي لشخصية الطفل ابتداءا من سني عمره الاولى . لكن وعلى اساس اعادة تقييم وتقويم المناهج الدراسية لمدارسنا للمرحلة الكائنة قبل الابتدائية والتي هي بحاجة لاعادة نظر واسعة تحتوي الماضي وتجاربه وصولا للمستقبل من خلال نظرة عميقة للواقع الحاضر وافرازاته والمحاولة الجادة لتجاوز الاحداث التي واكبت عملية التحولات السياسية الاساسية خلال الماضي القريب والتركيز على غرس مفاهيم الوحدة الوطنية الحقّة المبنية على أسس عدم التمييز مع ضرورة العلم به وادراكه ولكن كمكوّن اساسي للمجتمع لايجوز اقتطاعه او رفضه بل الحفاظ عليه واحتواءه بما يحفظ القيم الاجتماعية لمنظومة المجتمع الكبير الموجود داخل الحدود المرسومة لهذا البلد او ذاك.
أن التمييز الاجتماعي وغرس روح الابتعاد عن الاخرين ممن ليسوا من نفس العرق او الدين او المذهب في روح الاطفال سيجعل هذا الغرس ينمو شجرة داخل النفس الانسانية وستلقي بظلالها على حاملها مع تقدم عمره وستؤدي ايضا الى اغلاق بوابة التفكير لعقلانية التنوع الاجتماعي ووجود الاخر والتي تعد من اخطر مظاهر الانفصال الجزئي ثم الكلي عن الجسد الاجتماعي الواحد،ولاينأى عن مبحثنا هذا التأثير النفسي لانواع الالعاب التي تكون في متناول ايدي الاطفال ومن الناحيتين، المدرسية والتي تقوم دور رياض الاطفال بتوفيرها للاطفال ومن الناحية الاسرية، اي مايشتريه الوالدان لاطفالهما، فلها التأثير الكبير على تفكير الطفل وصياغة مكتبته العقلية لجملة المفردات المحيطة بحياته اليومية والتي منها يبدأ الطفل بتكوين حزمة معلوماته الاساسية ومنها ينطلق للتعرف على الاشياء الاخرى ومسمياتها وتأثيرها عليه او على المحيطين به، لذا كان لزاما النظر بتأني وتحفّظ الى هذا الجانب ومن ثم النظر الى شخصية المعلمين والمربين الذين سيشرفون على هؤلاء الاطفال، وتقييم معرفتهم ومستوى ثقافتهم ، ناهيك عن تخصصاتهم الدراسية والتي يجب ان تكون داخل حقل التربية والتعليم والاطفال بشكل خاص.
لقد تناول موضوع المقال مدخلا الى هذا الموضوع الواسع والمتشعب لما له من التأثير الكبير على حياة المجتمعات وبصورة مباشرة وحقيقية تؤثر سلبا او ايجابا في المجتمعات وتقدمها او تطورها وان كانت نتائج بعض الدراسات والبحوث او التجارب تظهر سريعا نوعا ما،الا ان نتائج الخطوات الاولى ونوع الاداء التعليمي والتربوي المعني بمجتمع الطفل لن تظهر نتائجه الا بعد مرور سنين طويلة، وها نحن الان ننظر لما لدينا في العراق من نتائج كحصيلة لسياسات تعليم وتربية منذ اكثر من اربعين عاما وما جرى من اضافات عليها خلال الاربعين عاما هذه، وهنا تكمن صعوبة التغييروالتعامل مع هذا الزخم السلبي لان التغيير سيتطلب اعادة زرع القيم والمفردات الاجتماعية التي لم تزرع حينها لسبب او أكثر نحن في غنى عن ذكرها او بحثها في الوقت الحاضر، علّنا نستخلص التجربة المؤلمة والتي نعيش غمار نتائجها ونتفادى ماسيؤدي بأطفالنا مستقبلا الى مثل هذه النتائج الوخيمة. أن الموضوع واسع وكبير ويتطلب تداخلات عدة يتكفل بها المختصون في عالم الطفل والتربية والتعليم وعلم النفس والاجتماع ليعيدوا هيكلة تلكم المنتهج وابتداءا من نقاط قبل القراءة الخلدونية.
#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفردات الجمال والمجتمع
-
الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
-
كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
-
أحترت وارجو المساعدة!
-
حبيبي العراق وايادي الشر!
-
حقوق وواجبات الانسان
-
نحن والكتابة والقراءة !!
-
أرض ألعراق معطاءة لمن يزرعها.......!
-
متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!
المزيد.....
-
-أكسيوس-: وزراء عرب يعارضون في رسالة إلى واشنطن إجلاء الفلسط
...
-
4 احتمالات.. سيناريوهات -اليوم التالي- في غزة تتصدر لقاء نتن
...
-
البعثة الأممية تكشف عن تشكيل لجنة استشارية تمهيدا لجولات حوا
...
-
الدوحة: إسرائيل لم ترسل وفدها المفاوض لإجراء محادثات المرحلة
...
-
الخارجية الروسية تتهم USAID بالتلاعب الإعلامي وتجاهل جرائم ا
...
-
الشرع: إجراء انتخابات رئاسية بسوريا سيستغرق 4-5 سنوات
-
ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
-
ترامب يعتزم توقيع أوامر تنفيذية جديدة
-
مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا
...
-
حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|