أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد علم الدين - الديمقراطية تصنع المعجزات














المزيد.....

الديمقراطية تصنع المعجزات


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 04:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما حدث فجر الاربعاء 5 نوفمبر في العالم هي معجزة بكل معاني الكلمات وبكل المعاجم واللغات.
هي معجزةٌ، كيف ان الرجل الاسود الذي جاء عبدا ذليلا وخادما مطيعا الى امريكا ليخدم اسيادها البيض، هو اليوم بفعل الديمقراطية النجباء: رئيسٌ على اسيادها، وسيد بيتها الأبيض، والقائد الأعلى لجيشها العملاق، وصاحبُ الكلمة الفصل في قرار حربها وسلمها.
هي معجزة، كيف ان الرجل الأسود قبل نصف قرن لم يكن يملك حتى حق التصويت في الانتخابات الأمريكية، فما بالك بالترشيح!
هو اليوم بفعل الديمقراطية يحقق حلمه الكبير بصنع القرار الأمريكي ومن اعلى القمم.
هذه المعجزة التي أعادت كامل الاعتبار للإنسان الأفرو أمريكي وبالتالي للإنسان الأفريقي لا يمكن ان تصنعها الا الديمقراطية التي تساوي حقا بين الناس لا دجلا، ولا تفرق بين امرأة ورجل، ولا بين ابيض واسود، ولا بين غني وفقير، ولا بين حزب وآخر، الا بالمنافسة الشريفة النزيهة للوصول الى السلطة. بالطبع دون انقلابات دموية، وقرقعة سيوف غيبية، وقصف مدفعي برتقالي عوني، واغتيال المعارض او خطفه او قتله او سجنه.
فمن هنا، فهذا انتصار تاريخي لإفريقيا السوداء قبل امريكا البيضاء. وفي الحقيقة هو انتصار للإنسانية جمعاء! فلنحتفلُ به جميعا لأنه عرس ديمقراطي بامتياز ونتمنى ان يثمر خيرا: بحل القضية الفلسطينية حسب المبادرة العربية البيروتية المعتدلة في حل النزاع، وبالتالي قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية قريبا. وينتهي هذا الاجرام البشع بحق الديمقراطيين في لبنان من قوى 14 اذار وينتصر لبنان الديمقراطي على ميليشيات الأشرار. وتتحقق العدالة ويساق قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من شهداء الاغتيالات الى المحكمة. وتنتهي المأساة العراقية وتنهض دولة العراق الديمقراطية رغم انف الحاقدين من انظمة الاستبداد الاستكبارية والشمولية اللاأخلاقية. وايضا ان يكون لهذا الانتصار الديمقراطي تأثيرا ايجابيا على دفع عجلة الديمقراطية في القارة الإفريقية.
وان دل هذا الانتصار على شيء فإنه يدل على ان امريكا ليست الشيطان الأكبر، بل هي الديمقراطية الأكبر في هذا العالم.
وعلى ان الشعب الأمريكي عامة هو شعب متواضع حضاري نبيل رقيق المشاعر، يبكي ويدمع دون خجل من اجل وطنه، كما شاهدنا دموع جسي جاكسون بعد انتصار اوباما، وبوش بعد ضربة 11 سبتمبر الوحشية، مذكرا بدموع الاستاذ فؤاد السنيورة من اجل اطفال لبنان في حرب تموز الكارثية.
وان دل ذلك على شيء فانه يدل ايضا على ان الشعب الأمريكي: ليس عنصريا، وليس استعماريا، وليس مستكبرا، وليس متعجرفا، وليس عرقيا، وليس فوقيا، وليس نرجسيا كما يتهمه نظام الملالي النرجسي المتخلف وآخرون نرجسيون.
ونحن العرب نستطيع ان نربح قلب امريكا ان احسنا التصرف، ولكن ليس على طريقة ابن لادن وحزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، وجيوش ووحوش الارهاب الايراني السوري في العراق!
فألف مبروك لرئيس أمريكا الديمقراطي الجديد باراك أوباما على هذا الانتصار! والف مبروك للشعب الأمريكي الذي احسن الخيار!
انها عبرة لمن يعتبر!
كيف ان الرجل الأبيض الذي اراد ان يكون سيد الأرض وهو سيد امريكا بالطبع، ينحني اليوم بتواضع امام ارادة الشعب التي اختارت بحرية ابن المهاجر الكيني الأسود حسين اوباما على الأبيض ماكين ابن البلد.
ولهذا فان انتصار اوباما الساحق في المجتمع الأبيض هو عرس ديمقراطي تاريخي يجب ان تحتفل به كافة شعوب الأرض.
وعبرة لنا نحن العرب التائهون على غير هدى، لكي نهتدي ونسير على الطريق الديمقراطي المستقيم.
وهذا ايضا انتصار الهي لإرادة الشعب الأمريكي الحرة في التغيير.
وفقا للآية الكريمة "إن اللهَ لايغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسِهِم ( الرعد 11). فالتغييرُ، الإرادةُ فيه وبوضوح ما بعده وضوح، وكما تشير الآية الكريمة، هي للإنسان وفقط للإنسان. لأن الله لا يغير، وانما الإنسان وحده هو المسؤول عن التغيير.
كيف لا والديمقراطية هي الدم الجديد الذي يتدفق كل اربع سنوات في المجتمع لكي يغير القديم بالجديد.
ولهذا فالنظام الديمقراطي لا يمكن ان يعرف الشيخوخة، لانه بتدفق دماء الشباب فيه يظل شابا.
فمارسوا الديمقراطية يا عرب قبل فوات الأوان! فنحن في عصر السرعة، والسرعة لا ترحم السلحفاة المتخلفة امام الغزال الديمقراطي!
ونحن في الزمن الديمقراطي، حيث التجدد والتغيير، لا يرحم من ينام نومة اهل الكهف في الظلام ولا يستنير!
علموا أطفالكم الديمقراطية من المهد إلى اللحد، لكي يحققوا أحلام الغد. ولا يهدروا طاقاتهم بدولة فاطمية أكل عليها الزمن وشرب.
ولو لم تشخ الدولة الفاطمية وتهترئ وتترهل لما زالت شابة بها نتغزل!
ولو لم تشخ دولة الخلافة العثمانية العتيدة وتمرض وتهترئ وتترهل لما زالت امبراطورية مترامية الأطراف واقوى حتى من امريكا واعظم!
تمرمغوا في احلام العسل فربما ستخرجون الدبس من الوحل!
قال اوباما في زيارته لبرلين في اشارة لافتة الى الاغتيالات في لبنان" اللبنانيون يدفعون ثمن ديمقراطيتهم بالدم". نذكر اوباما بهذا القول!
فانتصار الديمقراطية والعدالة في لبنان سيكون انتصارا للديمقراطية والعدالة في العالم العربي بأسره وسيكون له صدى ايجابي على باقي الدول الإسلامية.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الهلع الإيراني من الاتفاقية الامنية؟
- الدولة الديمقراطية ليست دكان!
- لماذا عون العلماني يكيل المدائح للنظام الإيراني؟
- عون يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى
- المسيحيون هم أهلنا!
- الكلاب المخابراتية هي التي تنهش الأجساد!
- الكوبرا اللبنانيةُ
- مَنْ يَدُسُّ السُّمَّ في عَسَلِ الدَّيِمُقْراطِيَّةِ اللبْنَ ...
- من يستهدف الجيش اللبناني في الشمال؟
- ماذا تعني الحشود السورية على الحدود الشمالية؟
- ولماذا لبنان جوهرة في محيطه؟
- وهل الشيخ الشهيد صالح العريضي من قوى 14 آذار؟
- ردا على بشار الأسد: الخطر على طرابلس ليس من السلفية
- الله كبيرٌ يا حسن نصرالله !
- تسليم القاتل لا يكفي !
- وغابت عن نصرالله أشياءُ
- هنيئاً لفلسطينَ بأبنائها الخالدين!
- لا خوف على لبنان الديمقراطية !
- شرطة مجلس نواب أم ارهاب؟
- الخضوع للإرهاب: -ال بي سي- مثلاً!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد علم الدين - الديمقراطية تصنع المعجزات